بقلم | إبراهيم الأشيقر الجعفري
للتصويت قيمة، وهذه لها ثمن أيّاً كان المُصوِّت، والمرشَّح.. قد يكون المُرشَّح يُقرِّبك من الله -عزَّ وجلّ-، ويُكسبك راحة الضمير حين تختاره؛ لكفاءته، ولأمانته، ولحُسن سُلوكه، وكرم أخلاقه، وحُبِّه للفقراء..
اختزال الإرادة في مُحدِّدات الانتماء مهما كان لا يُبرِّر التصويت..
جاء في الحديث الشريف عنه -صلى الله عليه وآله-: "خير الناس من نفع الناس" قاعدة: "نفع الناس" هي الألصق بمثل ظروف الحاجات العامَّة، والإنسانيَّة، والأدومُ بالبقاء، وعليها تتأسَّس عمليَّة الانتخاب الصحيحة. فالبحث عن الأكثر نفعاً من حيث التشريعات التي يحتاجها البلد في هذا الظرف بالذات، ومن حيث الخدمات العامَّة، ومن حيث النزاهة التي تصونه من أيِّ نوعٍ من أنواع الفساد، ومن حيث الأداء السياسيّ الذي يحفظ للعراق تماسكه الوطنيَّ، ومكانته الإقليميَّة، والدوليَّة، ومن حيث أمنه بمثل أجواء التحدِّي الإرهابيّ.
شرائح المُرشَّحين ثلاث، منها: شريحة المُجرَّب الذي عُرِف بكفاءته، وأمانته، وبأيِّ حقلٍ من الحقول. ومنها: الشريحة التي كشفت التجربة عن عدم قدرتها على أداء المسؤوليَّة، وتحمُّلها للتصدِّي، وهي ما يُفترَض أن يتمَّ تجاوزها. وشريحة ثالثة: لم تُجرَّب بعد، وهي ما ينبغي أن تخضع للتقييم الدقيق، والاستفسار من أهل الخبرة بعيداً عن الاستهواء، وصفقات المنافع المُتبادَلة على حساب الكفاءة، والأمانة.. وهي التي تُمثـِّل الجيل الصاعد، وفي كلِّ الحالات لابُدَّ من التثبُّت من تحرِّي الأكفأ، والآمن، والأحرص على أموال الشعب، والأشجع في التصدِّي من غير تهوُّر، والأوسع في دائرة العلاقات بلا اختراق، والواثق من نفسه من دون غُرُور، والبارّ ببلده، والعفيف بخطابه، والدؤوب في العمل لا يكلُّ، ولا يملُّ، ويرى نفسه خادماً لشعبه، وواثقاً بأهدافه لا يتردَّد فيما يُقدِم عليه، ولا ينهزم أمام ما يواجه من المِحَن يعمل بروح الجماعة، ولا يحتكر ما يُنجِز، ولا يستأثر بأيِّ موقعٍ يشغله؛ يحترم من يعلو عليه بموقع المسؤوليَّة، ويترفّق بمن يقلّ عنه، ينفتح بالعراق على دول العالم بثقة من دون عمالةٍ، أو ارتهان، أو عُقدة ضعف.
صوت الناخب غداً بالاختيار تعبيرٌ عن صوت ضميره الحيِّ من داخله، وهو أبعد ما يكون عن كلِّ نوع من أنواع الفساد، وهو مُصمِّمٌ على حربه بشجاعةٍ، وحكمة، وبلا تردد.
الأمم التي ارتقت على سُلـَّم التكامل، وطوت طريق الصعود بزمن قياسيّ صنعت نفسها بنفسها من دون تعب.
شعبنا لا يُعانِي من أزمة كفاءات، أو شحّة ثروات، لكنه ينتظر من يشير إليها، ويفتح أمامها كلَّ الطرق.. ولا خيار له إلا ما يختار بنفسه بكلِّ وعي، وإرادةٍ، وموضوعيَّة؛ عند ذلك سيكتب تاريخه، وتاريخ العراق بشرف؛ وبهذا فقط سيُحِسُّ بلذة الانتصار التي لا تعدلها لذة.
أقرأ ايضاً
- "رفع قيمة الدينار العراقي" هل هو في صالح الحكومة الحالية ؟
- الازمة الأوكرانية وتأثيرها على هبوط قيمة اليورو
- قيمة الرأي العام العراقي.. (أسئلة شجاعة)