بقلم: حسن رفعت الموسوي
لا علم لي بالغيب ولكن كل متابع للأوضاع و للشاشة ومواقع و وكالات والصحف يعلم ما أكثر الخونة الذين يعيشون داخل الوطن ويثرون على حسابه.
الخيانة هي أن تعجز عن قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، الخيانة هي أن تحمل قلمك لتدافع به عن الباطل.
خفيف الوزن ورخيص الثمن لكنه شديد القوة و التأثير في المجتمع. نلهو ونعبث بين أيدينا وقد لا يفارقنا في اغلب الأوقات، أما حبرها فلا نكاد نشعر به لخفة وزنه و لكن ما ينتجه من خير أو شر هي التي توثر على حياتنا و واقعنا.
أفضل وسيلة لإيصال ما تريد إلى جمهورك، هو الإعلام سواء المرئي أو المقروء أو المسموع، بالإضافة إلى إعلام التواصل الاجتماعي الذي ازدادت أهميته في الفترة الأخيرة.
الذي نعرفه أن الإعلام بلا استثناء موجه إما من الدولة أو من جهات غير حكومية ذات تمويل لا يعرف مصدره وليس هنالك إعلام حر إلا القليل.
ولا يمكن أن تخلوا السلطة الرابعة من التبعية أو الفساد، فهو مؤسسة كبقية المؤسسات، ممكن أن يستشري الفساد داخلها و يتغلغل بأروقتها.
نحن في بلد يصبح الأقزام نجوماً ففي ضل فوضى السلطة الرابعة و تخبطها فلن يجد السياسيين صعوبة في إن يتبوأ الشاشات و يبدون بالتذمر. أصبحت القنوات مزادات. فالمزايدة ترسو على من يدفع أكثر، ليتم صبغة الصبغة الوطنية و إظهاره بالصورة التي لا غبار علية.
وبالنسبة لزملاء المهنة ما أسهل أن تصبح ثريا دون أن تتكبد مشاق و صعوبات ومشاكل الحياة التي لا تنتهي.
سياسة العراق تديرها مجموعة من الأحزاب، والكتل والشخصيات, التي تغذيها أفكار خارجية، لا تريد السلام و لا تقدم هذا البلد، يزودها الإعلام المأجور بالتسميم الفكري.
يخطون بحبرهم المسموم ما يطلبه منهم أسيادهم. من المعيب ما وصل إليه مستوى الأعلام العراقي في ظل الديمقراطية. اليوم الكل صار نجم الشاشة الصغيرة التي اخترعها (جون بيرد) انهم ماهرون في بث السموم الانتهازية والطائفية.
عدم النزاهة، واستخدام الطرق الملتوية، في إخفاء الحقيقة أو التسقيط الإعلامي الذي نشاهده منذ فترة جعل مفهوم الأخلاق المهنية، ينسلخ وبشكل تام من مفهوم الإعلام في هذا البلد، البلد اليوم أحوج لإعلام حقيقي و صحافة حرة وإذاعات، وقنوات تنطق بكلمات صادقة، تدافع عن الحق مخلصة لهذا البلد لرسم الطريق السليم البعيد عن كل الملوثات.
ليست وظيفة الصحفي ان يطبل ويصفق ويهوس ويشهر ويسب ويشع الظلام. وظيفة الصحفي بالضبط هو نقل الحقيقة كما هي بلا اخفاء ولا تزويق وتلوين وترقيع.
الصحافة هذه الايام مصابة مرض الكساح الفكري حيث اصاب مجموعة من الصحفيين. نحتاج الى عقل جديد في الصحافة يبتعد عن تقديس الاشخاص ويهتم ببناء الدولة، فالاشخاص يذهبون والدولة باقية.
أيها المرتزق التاريخ يسجل و ما تخطه أناملك المسمومة تكون دليل إدانة ترميك الى مزبلة التاريخ و تلاحقك اللعنة الأبدية و قد تلطخ سمعة عائلتك أيضا. لننتفض ضدهم وبأذن الله النصر حليفنا وبالعزيمة والإصرار والصبر والثبات حتى بيان فجر الخلاص الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا جدا.