حجم النص
سامي جواد كاظم هنالك مقارنات خاطئة بين اشياء متناقضة بحيث ان السلبي يسقط الايجابي والايجابي يشفع للسلبي وكل شيء في واد يختلف عن الاخر ولكن تبقى شخصية الانسان لها التاثير المباشر وغير المباشر على الانسان في كل تصرفاته، فلربما تصرف معين يصدر من شخص معين نراه شاذ بينما لو تصرف شخص اخر نفس التصرف نراه عادي. ملابس الشباب التي تعتبر محل نقاش واختلاف بين افراد المجتمع الملابس شيء وما توحي اليه شيء اخر، وللعلم لا يوجد نص معين بتحريم نوع معين من الملابس بل هنالك شروط عامة فيها وهي ان تغطي ما يحرم كشفه كل حسب جنسه رجل او مراة ولا تؤدي لهتكه واذلاله من قبل المجتمع. البعض يرى ان ملابس الشباب غير سليمة وخالية من الذوق، واخر لما راى تصرفاتهم في مواقف ايجابية غض النظر عن ملابسهم وحلاقة راسهم، وهنا المفارقة في الحكم على الشيء، فالملبس السليم يدل على ذوق سليم والعكس بالعكس، ولكن من هو الذي يحدد السليم من عدمه ؟ فالذي يكون سرواله على وسط مؤخرته ويظهر ملابسه الداخلية بل حتى عندما ينحني يظهر ما يحرم كشفه، فمثل هكذا ملابس خالية من الذوق وتثير استهجان الشارع فهل نسكت عنها اذا تصرف صاحبها تصرفا ايجابيا ؟ كلا فالتصرف الايجابي يثنى عليه والملبس الذي يعد من لباس الشهرة شيء اخر. وانا اقول للشباب الذين يرتدون هكذا ملابس وينشغلون بشكل حلاقة راسهم هل اعطيتم للشباب استحقاقه من حيث الايمان والعمل؟ فلو كان ذلك صدقوني فانكم سوف لا تنشغلون بهذه الامور. ولكن عندما يصبح هذا الملبس امرا معتادا عليه في المجتمع هنا لا يحق لاحد انتقاده لانه خرج عن نطاق التشهير. والشيء بالشيء يذكر فهل يحق للمعمم ان يتناول طعامه في الشارع ؟ بينما لو فعلها الشباب فانه امر عادي، الاختلاف بالملبس، فلكل شخصية ملبسها وتصرفها الخاص. بل حتى النقاب عندما يؤدي الى الاساءة والاستهجان في بلد ما يفضل عدم ارتدائه حفاظا على شخصية الانسان المسلم، وقد وجهت بعض الاسئلة بهذا الخصوص للمرجعية ومنها، إذا كان لبس النقاب في بلد مثيراً للاستغراب، والتساؤل أحياناً، فهل يجب خلعه باعتباره من لباس الشهرة؟ الجواب: لا يجب، نعم إذا كان لبسه مثيراً للإستهجان والاستقباح عند عامة الناس في البلد، يكون من لباس الشهرة في ذلك البلد، فلا يجوز لبسه فيه. وما يخص ملابس بعض الشباب كان هذا السؤال الموجه للمرجعية، هل يجوز للمؤمن ان يلبس لباسا يسبب له الهتك والاذلال ؟ الجواب: يحرم لبس لباس الشهرة، وهو اللباس الذي يظهر المؤمن في شنعة وقباحة وفظاعة عند الناس، لحرمة هتك المؤمن نفسه واذلاله اياها. دقة الجواب انه يحرم ويعني هذا ان فيه نص وسبب التحريم ليس الملابس بذاتها بل بما تسببه من هتك لحرمة المؤمن وتعرضه للذلة، فالاسلام يصون الانسان بكل حيثياته