بقلم: رعد العراقي
قرعة كأس العرب لكرة القدم للشباب تحت 20 عاماً بمشاركة 18 منتخباً عربياً وضعت منتخبنا الشبابي في المجموعة الأولى إلى جانب كلّ من منتخب السعودية البلد المضيّف للبطولة وموريتانيا في اختبار جديد لذات الملاك التدريبي واللاعبين بعد أخفاقهم في بطولة سابقة للشباب التي أقيمت في القاهرة، وبُرِّرت بقصر فترة الإعداد ومحدودية خيارات الجهاز الفني بسبب استلامه للمهمّة حديثاً في حينه.
الغريب أن يُسارع مدرب منتخبنا عماد محمد للإدلاء بتصريح يؤكّد فيه صعوبة المجموعة قياساً إلى الإعداد الجيد لفرق المجموعة وضُعف استعداد منتخبنا قبل أن يختتم تصريحه بإشارة صريحة باعتبار أن مشاركته ستكون محطّة استعداد للتصفيات الآسيوية حصراً وكأننا أمام منتخب بملاكه ولاعبيه قد رموا منديل الهزيمة قبل انطلاق البطولة بأكثر من عشرين يوماً!
لا نعرف الى متى تستمرّ تلك التصريحات الإعلامية غير المدروسة التي اعتادت ملاكاتنا التدريبية على إطلاقها قبل كل بطولة أو مهمة خارجية؟ كأننا بها ترمي إلى استباق النتائج والهروب من تحمّل أي إخفاق قد يحصل أو تقمّص دور البطل وصواب خططه إذا ما خدمته الظروف وحقق الانجاز!
ربّما نتقبّل بواقعية مثل تلك التبريرات من منتخبات لم يمضِ على تشكيلها وإناطة المهمة لملاك فني سوى وقت قصير ولم يتح لها تطبيق رؤيتها الفنية واختيار العناصر الأكثر جاهزية إلا أن منتخبنا الشبابي بقيادته الحالية التي استلمت المهمة بتاريخ 7 أيار 2021 قد مُنحت الصلاحية بانتقاء اللاعبين الناشئين ممّن كانوا تحت قيادتهم قبل قرار الترحيل، إضافة إلى إجراء الاختبارات لأكثر من ثمانين لاعباً والدخول في معسكرات تدريبية والاشتراك في بطولة كأس العرب السابقة ومن ثم إقامة تجمّعات استعدادية واستقطاب المحترفين من الخارج، واخيراً الحصول على بطولة غرب آسيا للشباب التي أقيمت في العراق، لكن ليس من المنطق القبول بمبدأ التحجّج بعدم الجاهزية أو ضُعف الإعداد وخاصة أن هناك فترة زمنية كافية للدخول في المنافسة وبنفس التشكيلة الاساسية التي لازالت مستمرة معه منذ عام تقريباً.
أي منتخبات أقلّ قوّة وجاهزية يبحث عنها الملاك التدريبي وكان يتمنّى أن يخوض بها المنافسة غير المجموعة التي وضعته فيها القرعة في وقت أن جميع المنتخبات المشاركة من المفترض أن تكون تحت مقياس واحد، وإن اختلفت بعض التفصيلات البسيطة، بل إن المنطق يفرض أن نكون أكثر ثقة بالنفس ولا نخشى المواجهة أو محاولة استجداء أبسط الطرق للحصول على نتائج قد تكون خادعة ولا تكشف لنا مكامن القوّة والضعف في المنتخب في وقت أن الفرصة تكون متاحة لفرض الصدام مع المنتخبات القوية وتحقيق الاستفادة الفنية كمكسب حتى وإن خسرنا المنافسة على اللقب .
قد يغيب عن تفكير الملاك التدريبي مسألة في غاية الأهمية تتمثّل بأسلوب التعامل مع فئة الشباب التي تنظر إلى القيادة الفنية وتستمدّ الثقة والقوّة منها وتتأثّر بالتصريحات ولغة الحديث سواء بالإيجاب أو السلب، وهو ما يجعل عملية البناء والتحفيز تستند إلى الجانب النفسي جنباً إلى جنب مع الجانب المهاري والخططي، فكيف نريد لليوث أن ترتقي بعروضها بثبات ولا نخشى الخصوم وتعتاد المواجهات الكبيرة ونحن لازلنا ننتظر هُبات الحظ وسهولة فرق المجموعة؟!
لا نريد لمنتخبنا الشاب إلا أن يستمدّ العزيمة من تأريخ مدرّبه (العُمدة) الذي كان يشقّ صفوف دفاعات المنتخبات بقلب من حديد، وخاصة حين يواجه أقوى الفرق، كيف لا وهو من خطف كأس آسيا للشباب بهدفه الذهبي عام ٢٠٠٠ قبل أن يترك بصمة في مرمى البرازيل بتسجيله الهدف الوحيد في تلك المباراة خلال نهائيات كأس العالم للشباب ٢٠٠١ في الأرجنتين؟!
باختصار.. ان انجازات منتخباتنا الشبابية خلال السنوات الماضية تفرض على اتحاد الكرة والملاك التدريبي التفكير بتغيير فلسفة ورؤية التعاطي مع ليوث الرافدين بكل مشاركاتهم المقبلة وفقاً لمنهج الخروج من نطاق الإقليمي عبر التسلّح بالثقة، والثبات في الميدان والتخلّي عن التوجّس في مواجهة أي خصم. فالتاريخ لابدّ أن يكون حافزاً لنا لتحقيق الأفضل وأن يكون الطموح في أي مشاركة هو المنافسة بعزيمة وإصرار وأداء مُتّزن ومثالي يمنحنا خطوة نحو المنافسات العالمية، وهو ما يتطلّب أن نوجّه الملاكات التدريبية بالتركيز على عملها والابتعاد عن دوامة القلق والتفكير بمستقبلها وسُمعتها في حال أي إخفاق تواجهه.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- القنوات المضللة!!