- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وقفة مع العلايلي وتاريخ الحسين (ع) ودس الروايات
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المؤلف لكتاب تاريخ الحسين عليه السلام (سمو المعنى في سمو الذات اشعة من حياة الحسين) الشيخ عبد الله العلايلي(ت 1996م)، هذا الرجل ضليع في اللغة العربية وخريت في الكتابة واريب في الوصف، فالذي يطالع كتابه تاريخ الحسين عليه السلام يلاحظ وصفنا انف الذكر، ولكن هنا لنا وقفة. بسبب ما اثاره احد الكتاب عندما انتقدت موسوعته اكرر انا اتحدث عن الكتاب وليس الكاتب، فالكاتب شانه محفوظ ومنزلته مصانة ورحمة ربي تسعه ان شاء الله، اقول هنا في الكتاب هنات وانات، الكاتب رحمه الله وصف سيرة الحسين عليه السلام من مصادر بحاجة الى تحقيق وتدقيق وبالرغم من انه ذكر في ص350 انه ذكر ما روي عن سيرة الحسين في حد تصحيح الرواية والخبر، وبعيدا عن ما يعتقده الرجل وهو من اهل السنة الا ان هنالك روايات اموية اعتمدها في كتابه هذا ليست محل اعتبار. من بين اساليب الوضاعين في السنة النبوية زمن الدولة الاموية هي استخدام عبارات الثناء القوية في رواية ما وتضمينها طعن باشخاص اخرين وهذا ما طالعته في كتاب تاريخ الحسين، فالنقد موجه للوضاعين وتنبيه للباحثين وللقراء ان لا تنطلي عليهم هكذا دسائس اموية. اشار الاستاذ رحمه الله في كتابه في فصل يتحدث عن كرم الامام الحسين عليه السلام فيقول في ص 130 " ان معاوية بعث هدايا الى الحسن والحسين عليهما السلام والى ابن عمر واخرين وارسل رسوله بان يتابعهم كيف سيصرفوها، فذكر ان الامام الحسن عليه السلام صرفها في نيل نساءه شيئا من الطيب ويهب الباقي لمن في حضرته ولا ينتظر غائبا، اما الامام الحسين عليه السلام فانه صرفها على ايتام شهداء صفين..." ولان عنوان الفصل كرم الحسين وحسن تصرفه فان القارئ الكريم سيكون اهتمامه الى كيفية تصرف الامام الحسين عليه السلام لاثبات عنوان الفصل، بينما الوضاع نال من الامام الحسن عليه السلام باكاذيب اراد لها ان تلصق بتاريخ الحسن عليه السلام. ومثل هذه الروايات كثيرة تلك التي اعتمدها الكاتب في كتابه بل حتى انه يحاول اعطاء رايه بحدث تاريخي وفق الظاهر من المعطيات للحدث ولو انه اكتفى بنقل الاحداث فقط لكان افضل له ولكتابه مثلا ان الخليفة الاول هو ابو بكر فقط واما تسليط الضوء الى ابعاد تخليفه فهذا يؤدي الى تجاذبات فالخلفاء هم اربعة ويذكرون حسب التسلسل هذا هو التاريخ وليحتفظ كل مسلم بمن يراه الافضل. يعود الكاتب فيعقب على خلافة امير المؤمنين عليه السلام فيقول عنه بانه فشل في سياسته ونجاح سياسة معاوية وفي التعقيب اصاب السبب وابدع في صياغة العبارات ووصف سياسة امير المؤمنين عليه السلام بانها" لو درسنا سياسة علي ومعاوية على مناهج علوم النفس والسياسة والاجتماع والقانون، نرى عمق سياسة علي ونفوذها ورجاحة خططه ونرى ايضا كيف يبني ويهدم لنظر دقيق وتفكير موفق"، ولكن جاءت النتائج عكسية بسبب من حواليه. مجمل الكتاب رائع ولمن يقراه يجب ان يقراه بدقة وامعان وان لا يعتمده مصدر الا بالروايات التي تتحدث عن مجون يزيد وبعض الروايات التي تدين الدولة الاموية لان مصادرها اموية واقرار العقلاء على انفسهم حجة