حجم النص
بقلم:عباس الكتبي الإصلاح:من المفاهيم التي لها مصاديق متعددة، وهذا يسهل الأمر على السياسي المنحرف، التلاعب بهذا المصطلح لخداع واستغفال الجمهور، وقد عبّر عنه الإمام علي عليه السلام، في أقصر وأبلغ قول:(كلمة حق يراد بها باطل). س:ما هو الاصلاح المطالب به من قبل الشارع العراقي، والمرجعية الدينية، والقادة السياسيين، والنواب المعتصمين؟ ج:الاصلاح الذي يريده عامة الناس، و المرجعية الدينية، هو اصلاح اخلاقي، وأما ما يريده العبادي، والصدر، والنواب المعتصمون، والأعم الأغلب من قادة الكتل السياسية، هو اصلاح سياسي. س:وما الفرق بينهما؟ ج:الإصلاح السياسي هم يقصدون به رفع المحاصصة، ان كانت طائفية، أو حزبية، أو قومية، بحكومة تكنوقراط مستقلة. نقطة نظام:من أين يأتون بوزير لا ينتمي الى طائفة، أو قومية، والعراق هذه تركيبته؟ إلا ان يكون من خارج العراق! :نعم!وهذه من مغالطات ومتناقضات العقلية السياسية في العراق!بل حتى الذين أعتصموا من أجل عدم المحاصصة، وأقالوا سليم الجبوري، جاءوا برئيس برلمان سني، ونائبين له"كردي وشيعي!بل حتى مفهوم الاصلاح ليس مقصوده رفع المحاصصة، والتغيير الوزاري، بل المقصود به:(تغيير الانظمة الدكتاتورية الى ديمقراطية)،والعراق بلد ديمقراطي، وهناك انظمة ديمقراطية في العالم، في حكومتها يوجد"اليهودي، والمسيحي، والحزبي"،فالخلل ليس في المحاصصة السياسية، بل يكمن في الإدارة السياسية الحاكمة، وعدم اتخاذ معيار النزاهة والكفاءة في الوزارة. س:أَليس التغيير الوزاري، ورؤساء الهيئات المستقلة، والمدراء العاميين، ووكلاء الوزارة، هو مقدمة للإصلاح، ولمنع الفساد مستقبلا، كسرقة واختلاس ونهب أموال الدولة؟ ج:هذه مغالطة أخرى من السياسيين، للتلاعب بمصطلح الاصلاح!فتغيير المسؤول مع الابقاء عليه في منصب أدنى دون محاسبته على ما مضى، هو فساد بعينه، ثمة مجيء وزير تكنوقراطي مستقل، فمَن يضمن انه لا يكون فاسداً هو الآخر!؟وليس هذا الاصلاح الفعلي الذي أراده الشارع العراقي، وبح صوت المرجعية منه. س:وما هو الاصلاح الفعلي والحقيقي الذي أرادوه؟ ج:انه الاصلاح الاخلاقي، الذي رفع المتظاهرون به لافتات، ورددوا شعارات، وصرحت به المرجعية الدينية بكل وضوح، الاصلاح الذي يدخل ضمن"الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"،وهو تقديم رؤوس الفساد للقضاء، وإرجاع المال المسروق، ورعاية الفقراء والمساكين، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتوفير البنى التحتية للمواطنين، والخدمات الضرورية، وايجاد فرص عمل لهم،وامثال ذلك من الأمور المتعلقة بحياة الناس. اذن:فما بال السياسيين، خالفوا المصداق المراد من قبل الجمهور العراقي، والمرجعية الدينية، واختاروا مصداقاً آخراً للإصلاح؟ ج:للتستر وحماية الفاسدين التابعين لهم!
أقرأ ايضاً
- كربلاء وغزَّة في سؤالٍ واحد
- هل المقاطعة هي الطريق إلى الإصلاحات الدستورية أم أنها الدَرس الأخير في الانتخابات؟
- سؤال خطير !