- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيد الحبوبي هوية وحضارة في العراق
حجم النص
بقلم |مجاهد منعثر منشد هناك صفحات تاريخية تسمى (الصفحة البيضاء والصفحة السوداء)غالبا الاخيرة محطة لعن ,فهي ليس الهدف. والغرض من هذه الصفحات هو البيضاء من ذلك التاريخ كونها تحمل بين طياتها التراث والحضارة لكل شعوب العالم. ومعنى الحضارة بشكل مختصر كما جاء في موسوعة الحضارة:ـ في منتصف القرن الثامن عشر عرفها دي ميرابو باعتبارها رقة طباع شعب ما وعمرانه ومعارفه المنتشرة بحيث يراعي الفائدة العلمية العامة. ان اية تجربة بشرية يمكن اطلاق لفظ (حضارة) عليها ما دامت تتوفر فيها شروط احدها 1.وجود نسق عقدي يحدد طبيعة العلاقة مع عالم الغيب ومفهوم الاله سلبا ام ايجابا. 2. وجود بناء فكري سلوكي في المجتمع يشكل نمط القيم السائدة وهي الاخلاقيات العامة والاعراف. 3. تحديد نمط العلاقة مع الاخر، اي المجتمعات الانسانية الاخرى واسلوب اقناعها بهذا النموذج والهدف من ذلك الاقناع. بصفة عامة؛ اي شيء يصنعه الانسان هو نوعا ما انعكاس لنفسه ومظهر للحضارة التي عاش زمانها. ولما كان الانسان بطبيعته محافظا جدا ولايحب التغيير فمن المحتمل ان يكون هذا الشيء نسخة لما صنعه اسلافه في نفس الاتجاه مع وجود اختلافات دقيقة حادة احيانا 1. والسيد الحبوبي يحمل اسم مركب السيد محمد سعيد الحبوبي تراث وحضارة في العراق على صعيد الادب والشعر والفقه الاسلامي وقائد ميداني في ساحات الجهاد ضد الانكليز ,فهو اسطورة واقعية قل نظيرها ,فهواصل من اصول تاسيس الجهاد في العراق الذي بلغ جهاده في سبيل الحرية حد الاعجاز. فقالوا فيه:ـ 1. العثمانيون في وثائقهم:ـ هو المجاهد الكبير. 2. الغزاة الانكليز:ـ هو المجتهد المجاهد العنيف. وكان اول من بادر وافتى بوجوب تأسيس مدارس لابناء المواطنين ودعا الى نشر التعليم بين الابناء والبنات في وقت كان يرى بعضهم خروج البنت من البيت للتعليم كفراً. ولقد ترجم حياته الكثير من العلماء الاعلام والادباء والشعراء منهم الشيخ محمد رضا الشبيبي 2.و الشيخ عبدالعزيز الجواهري 3.و الدكتور محمد مهدي البصير 4. وغيرهم كثير 5. ناهيك عن مانشر في ترجمة حياته الشريفة في المواقع الاعلامية..وتخلوا تلك الترجمة الاعلامية من ذكر المصادر.فرتأينا كتابة بحث نحاول فيه التعمق مع ذكر المصادر لشخصية السيد الحبوبي متناولين المواضيع التالية:ـ 1. النسب في المقدمة نذكر فيها تاريخ اجداده الملوك والامراء في الحجاز معززة بمصادر اضافة الى نسبه الشريف واولاده ومحاولة ايضاح ربط اسرتهم العلوية باعمامهم من جماعة المرجع السيد احمد الحسني البغدادي.وتفسير لقب العائلة (ال حبوبي). 2. ذكر ومضات من حياته واساتذته وتلامذته. 3. مختصر موجز عن شعره مع ذكر وقت توقفه عن الشعر وذكر اخر ابيات شعر قالها. 4. جهاده واقواله مع لمحة من انطلاقته للجهاد وخوضه معركة الشعيبة.وذكر بعض اسماء العلماء من النجف الاشرف.وتسليط الاضوء على شخصية كردية كانت ملتحقة قد التحقت به. وكل ذلك معزز بمصادر.ولم يكن تطرق لشيوخ العشائر كونهم اعلام تم ذكرهم في كتابات اخرى. 5. استشهاده وبيان رايي وتحليلي لذكر لفظة وفاة..وتقدير السيد الحبوبي بلفظ استشهاد مبينا في ذلك الاسباب.والتطرق لمحل الاستشهاد في احد بيوتات ابناء مدينة الناصرية. 6. تمثال وشارع الحبوبي في مديمة الناصرية.وذكر من اقترح ذلك وفي اي سنة مع اسم النحات.وذكر ماعترض له التمثال في احتلال العراق عام 2003 م. وكتابة هذا البحث خطوة جديدة في تدوين الذاكرة باسلوب موسع ومختلف عن ماكتب سابقا راجين قبول العمل من الله تعالى..والله من وراء القصد. الاقل الى الله |مجاهد منعثر منشد. ماكتبه المؤرخون على قبره الشريف فـقيـدُ المسلميـن غـداة أودى... حسيـب الـديـن بينهـم فقيـدا فـإن شهدتـه أعينهـم سعيـداً... فقـد حملتـه أرؤسهـم سعيـدا. تـقـدّمَ للجهـاد أمـيـرَ ديـن... فسـاق المسلميـن لـه جنـودا ومـذ لاقـى المـنيـة أرخـوه... (سعيدٌ في الجهاد مضى سعيدا)6. 1.النسب والاجداد. العالم المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي يعود الى محمد عبد الله المحض أبن الحسن المثنى أبن الحسن السبط أبن علي أبن ابي طالب عليهم السلام. وان اجداده كانوا ملوك وامراء في قديم الزمان يسكنون المدينة المنورة ومكة والحجاز حيث ان وجودهم هناك. ومن اجداه الملوك والامراء هم:ـ أ.الملك السيد قتادة سادن الكعبة و مؤسس حكم الامراء بدء امارته عام 597 هــ.و قَـدم الى العراق في عهد الخليفة الناصر العباسي، توفي عام 618 هـ.وفي بلاد الحجاز نهايات القرن السادس للهجرة استطاع أن يدخل مكة مؤسس إمراة جديدة فيها سنة 79ه-. وحاولت الخلافة العباسية في بغداد ان تخطب ود إمارته، بينما فضل هو تأكيد استقلال الحجاز عن القوى السياسية المتنافسة حوله. أعقب قتادة هذا تسعة رجال عرفوا بالقتادات نسبة اليه، وتمكنوا من المحافظة على حكم اسرتهم، بل وتوسعته، فتولى أحدهم، وهو الامير حسن (ت 623ه-) امارة مكة بعد وفاة ابيه، واعقبه فيها اخوة الامير راجح (ت654ه-) فالامير الحسن بن علي بن قتادة، وفي الاخيره وعقبه انحصر حكم الحجاز نحو سبعة قرون، وقاد ابن فذ للامير الحسن، عرف بأبي نمي، تول حركة لضم بلاد الشام الى الحجاز في دولة واحدة، سابقاً بذلك محاولة حفيد متأخر له، هو الشريف حسين بن علي، لضمها اليه بعدة قرون، وكان له في ابنائه رميثة، وحميضة، وابي الغيث، وعطيفة، خير عون في السعي لتنفيذ هذا المسعى الطموح. بيد ان وفاة ابي نمي سنة 701ه- ادت الى ان ينشب الخلاف بين الاخوة الاشراف، فقدم احدهم، وهو الامير حميضة، الى العراق مستمداً من حكامه ما يستعيد به حكم مكة.. بينما كان اخوه رميثة قد حكمها فعلاً مظهراً ميله لحكام مصر والشام.. وهكذا بدت اولى صلات الاسرة بالعراق فقد استقرت ذرية حميضة في بعض مدن العراق، كما توطن ابناء آخرون لابي نمي في مدن أخرى.. وبرز من عقب حميضة ابنه الشريف محمد (ت788هـ) ومن ذريته السيد عطيفة بن رضاء الدين بن علاء الدين بن مرتضى بن الشريف محمد (ت934هـ) الذي أسند اليه سدانة مشهد الكاظمين، وزعامة قصبة المشهد نفسه، فضلاً عن امارة الحج.. وقد اعقب ولداً شاعراً.. هو السيد محمد علي (ت990هـ) وأعقب الاخير رضاء الدين، الذي اعقب رميثة.. وكان لرميثة سيف الدين وللاخير من الابناء رضا الدين، وقد أعقب هذا ولدين هما جمال الدين، وسيف الدين، وكان لاولهما ابنان هما عيسى الذي اختص عقبه باسم ال عطيفة، واليهم نسبت ارض العطيفية جنوب الكاظمية، ومصطفى الذي عرفت ذريته بآل الحبوبي، وبرز منهم الشاعر المجاهد محمد سعيد الحبوبي قائد المجاهدين العراقيين ضد المحتلين الانكليز في أثناء الحرب العالمية الاولى. 7. ب.السيّد عز الدين حميضة ابو محمد كان امير مكة وسادن الكعبة قُـدم الى العراق في عهد السلطان خدابندة سنة 718هـ الموافق 1318م.و، توفي عام 720 هـ. واطلق اللقب آل الحَبّوبي في البداية على السيّد مصطفى الذي سمّي بـ (حبّوبي) لطِيب قلبه ورقة شعوره وسلامة منطقه، يخاطب الجميع بكلمة « حبّوبي » أي حبيبي، ومنه استمدت الاسرة لقبها الشّهير، واضيف (الـ) بعد حين فاصبح لقب الاسرة الحبّوبي. ولا يزال لهم هناك بنو عم واقارب منهم: آل السيد عمران المجاورون للمدينة المنورة اليوم.. يظهر مما تقدم ان قدوم أصل هذه الدوحة المباركة من الحجاز الى العراق كان في أوائل القرن الثامن للهجرة، أي قبل اكثر من ستة قرون، اشتهر ابناؤها بالعلم والادب وعلوم الشّريعة كاشتهارهم بالخلق الفاضل والشّجاعة والكرم، وان العالم الجليل السيّد محمد سعيد الحبوبي 1266 ـ 1333هـ احد ابرز ابنائها، حمل ألوية الشّعر والفقه والجهاد، ويعد من شعراء القرن التّاسع عشر الميلادي. ونشر واشتهر النسب التسلسلي للاديب الشاعر المجتهد العالم المجاهد الشهيد السيد محمد سعيد الحبوبي الحسني النجفي وحسب مانشرته مؤسسة اأفاق هو بالشكل التالي:ـ هو السيد محمد سعيد أبن السيد محمود أبن السيد قاسم أبن السيد كاظم أبن السيد حسين أبن السيد حمزة السيد أبن السيد مصطفى – (جد آل حبوبي) – أبن السيد جمال الدين أبن السيد رضا أبن سيف الدين أبن رميثة أبن رضاء الدين أبن محمد علي أبن عطيفة – جد آل عطيفة المعروفين – أبن رضاء الدين أبن علاء الدين أبن مرتضى أبن محمد أبن حميضة – بضم اوله شريف مكة الملقب بعز الدين والمكنى بابي محمد وهو الذي هرب الى العراق في سنة (718) ووصلها في سنة (720) واخوه رميثة الاول جد الملك حسين – أبن الشريف ابي نما الاول نجم الدين محمد المتوفى سنة (701) أبن الشريف ابي محمد الحسن سعد الدين المتوفى سنة (651) ابن السيد علي بن الشريف قتادة النابغة ابي عزيز – الامير الذي ملك مكة في سنة (597) وتوفى سنة (618) أبن ادريس أبن مطاعن أبن عبد الكريم أبن عيسى أبن الحسين أبن سليمان ابي عبد الله أبن علي ابي محمد أبن ابي جعفر المعروف أبن عبد الله الاكبر أبن محمد الاكبر الحراني الثائر بمكة أبن ابي الحسن موسى الثاني الابرش أبن العبد الصالح ابي محمد عبد الله الرضا أبن ابي الحسن موسى الجون أبن ابي محمد عبد الله المحض أبن الحسن المثنى أبن الحسن السبط أبن علي أبن ابي طالب عليهم السلام. 8..وفي بعض مانشر في غير مصدر زادوا على هذا التسلسل بكنية العالم المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي ابو علي. وفي تحقيق النسب من قبل الباحث المعاصرالمحقق السيد وادي حمد الحسني 9 ذكر أن من اولاد السيد الحبوبي حسب تسلسل الاعمار هما ـ 1. السيد علي.2. السيد باقر. 2.ومضات من حياته هو محمد سعيد بن السيد محمود الحبوبي الحسني ولد في النجف عام 1858م، وكان اديبا وشاعرا الى جانب كونه عالما مجاهدا وفقيها كبيرا، توفي عام 1915. 10. وكانت ولادة السيد محمد سعيد الحبوبي كما ورد في كتاب شعراء الغري:ـ ولد في النجف الأشرف في الرابع من جمادى الآخرة عام 1266هـ ونشأ مطبوعاً على الخير، مثالاً للخلق الرفيع والنفسية العالية، فانطبع على حب العلم والأدب انطباعة كانت تشير إلى ذكاء ونبوغ. اتجه صوب المجتمع فكان ولوعاً بتكوين الحلقات الأدبية التي تصقل المواهب وتثيرها. والتحق ببعض رجال أسرته الذين عرفوا باشتغالهم بالتجارة بين نجد والنجف، وما أن أظلته سماء نجد وأرض الحجاز ورأى من صفائها ونقاء تربتها إلاّ وتبدل حسه إلى لون آخر، فقد انطلق يغرد بألوان من الشعر لم يعهد النجف لها مثيلاً، ويحف المحافل والأندية بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة. واستطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر، ويترأس الأندية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب، فانضوى تحت رايته أكابر الشعراء، وانتسب إلى حضيرته معظم الأدباء 11. حفظ القرآن الكريم وهو في سنّ الصغر، ثمّ درس الأدب ومقدّمات العربية، ثمّ سافر إلى نجد الحجازية ليلحق بأبيه، فانشغل مع والده في التجارة، وما تبقّى من يومه كان يقضيه في قراءة كتب الأدب والمنطق والحكمة والفقه. عاد إلى النجف الأشرف عام 1284ﻫ والتحق إثرها بأندية الأدب حتّى أصبح شاعراً عظيماً، ثمّ انصرف إلى دراسة العلوم الدينية حتّى صار عالماً من علماء الطائفة. و كان اساتذة القائد مؤسس ثورة العشرين على ماورد في عدة اصدارات وممن ترجم للسيد الحبوبي بالاعتماد على مقدمة ديوان الحبوبي اضافة الى مانشر من قبل مركز ال البيت العالمي للمعلومات هم الفطاحل التالي ذكرهم:ـ الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد حسين الكاظمي، خاله الشيخ عباس الأعسم، الشيخ حسين قلي الهمداني، الشيخ محمّد الشربياني، الشيخ رضا الهمداني، الشيخ موسى شرارة، السيّد مهدي الحكيم. و من تلامذته السيّد محسن الطباطبائي الحكيم.12. و المجتهد محمد طه نجف الذي أجازه فقهاً وأصولاً، فصار الحبوبي حتّى وفاته الأصولي الأول أو المرجع الاعلى في المسألة وله في علومه مصنفات ومؤلفات وحواش وتعليقات غيّبها التاريخ عن اعين اسرته. وله آثار في الفقه والاصول وكتابات متفرقة فيهما لم يطبع منها شيء، ولم ينشر من آثاره سوى ديوان شعره 13. ويقول الاستاذ حسين الشاكري:ـ لكن انقطاعه كان للشيخ محمد طه نجف أحد كبار الفقهاء يومذاك وصاحب الطريقة الحديثة في التدريس حتى خاطبه بقوله ا بنت مدارك الاحكام حتى.... أبنت لنا اللباب من القشور. وقد درس الاخلاق والتصوف والرياضيات على الملا حسين قلي. وكانت له زمالة مع السيد جمال الدين الافغاني. 14. وأهم شيء في حياته الدينية أو الاجتهادية ابتداعه نظرية (الجدل المنطقي في حركة الاستقراء)، ونظرية (استنباط المسألة في ذات المسألة)، ونظرية (الحوار المفتوح في الحلقة الفقهية) وهي النظريات التي ألهمت مدرسة الاجتهاد النجفي وعمّقت في الدارسين موهبة الجدل والاستدلال والانفتاح العقلي. وكانت تضمّه مع جمال الدين الافغاني (1839 ـ 1897 (حلقة فقهية واحدة فعَمِلا على تعميم نظرية (أنّ الدين للحياة). وامتدت صلته بالافغاني حتّى بعد تخرجه في الجامعة النجفية وذهابه إلى القاهرة وباريس. وقال عنه الافغاني (إن الحبوبي عبقري التوحيد الإسلامي). وكانت رسائلهما المتبادلة تشكّل مقدمة في الادب السياسي الإسلامي. وكان زميلا للحبوبي في درس (العرفان) عند خاتمة عصره آية الله العارف الكامل واستاذ العرفاء ((حسين قلي الهمداني.. (قدس سره). 3. موجز عن شعره ا في ديوان سحر بابل ذكره الشيخ جعفر كاشف الغطاء في هامشه على ديوان سحر بابل للسيّد جعفر الحلي عند تخميسه لقصيدة الحبوبي الشهيرة التي مطلعها لُحْ كوكباً وامشِ غُصناً والتفتْ ريما... فإن عداك آسمُها لـم تَعْدُك السِّيمـا فقال: هذا هو العلم الطائر الصيت، السائر الذكر، الذائع الفخر، الحري بكل تجلّة وكرامة، الذي ان أسمت سرح لحظك في حمائل نظمه، ومروج شعره، قلتَ: متخصص في الشعر ما عُرِف غيره، ولا وُقف دونه، ولا عُرج على سواه، وان متعت نفسك من مذاكراته، وأخذت حظك من علمه ومباحثته، قلتَ: عالم نقّاب، ولاّج كل باب، قد قطع في العلم ظهره، وأفنى فيه دهره، ما أصغى إلى سواه، ولا استمع غيره، فهو كله شعر وأريحية تارة، وعلم وفضل كله اخرى، ولكنه أعطى لكل دور من حياته حظه، ولكل ربيع من عمره شكله. لازم العلاّمة الشهير الذي هو أحد نوابغ الدهر الشيخ موسى شرارة العاملي الذي كان لأنفاسه أثر عظيم في حسن التربية والتعليم، فجعل السيّد ينمو نمواً بديعاً؛ شعر وعلم، أريحية وتقى، انبساط وعفة. ثم صار ينظم في مثل هذه الآونة الشعر، ولكن أي شعر! ذاك الذي يسكبه من سلافة أخلاقه وينظمه من دماثة طبعه، ويستخفك به من خفّة روحه، ثم ما أغب بعد ذلك ان طلّق الشعر ثلاثاً، وانقطع بأجمعه لحصيل العلم وفقاهة شريعة جده سلام الله عليه وآله، فلازم الشيخ محمد طه نجف طاب ثراه ولم يبرح عنه إلى حين وفاته، وكان الشيخ يشير إليه ويدل على فضله وعلمه. فالسيّد السعيد مجموعة كمال وفضيلة وشرف وسعادة قلّ ما يجود الزمان بمثلها، أو يأتي بنسخة لها. 15. والّذي يقرأ موشحات الشاعر الاديب المجتهد السيّد محمّد سعيد الحبوبي يدرك عمق اطلاعه على مواطن الابداع والتجديد في الشعر الأندلسي 16. ترك النظم قبل وفاته بثمان وعشرين سنة بالضبط، ان آخر ما نظمه قصيدة هنى بها العلامة الشيخ عباس آل كاشف الغطاء المتوفى (1315)، في زواج ولده العلامة الشيخ هادي المتوفى (1361)، وكان ذلك عام (1305)، وكان ممن هناه مع المترجم له الخطيب الشيخ كاظم سبتي النجفي ومطلعها: وشع الحسن جلنارا وآســـا... من عذار خلال خديك جاسا 17. 4.جهـــــــــــــــــاده وكان يقول اية الله السيد محمد سعيد الحبوبي لطلبة العلم في معاهد النجف: (من لا وطن له لا دين له). ولقد جعل الاجتهاد والجهاد مدرسة الحياة. كان السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سرة) اول مرجع في العراق يصدر فتوى بأدانه الغزو الايطالي لليبيا، دعا الناس الى التظاهرات وتضامن معه بعض العلماء وحدثت مظاهرات في مختلف مدن العراق اجتجاجاً على احتلال القوات الا يطالية لمدينة طرابلس فهومن فتح الباب، وزمن الاحتلال الانكليزي كان يردد السيد محمد سعيد الحبوبي: جاءت لتحمينا على زعمها ولندن ليس بها حامية يا غيرة الله لاعداءه كوني عليهم ضربة قاضية. في زمن وجود الحكم العثماني احتلت الجيوش البريطانية البصرة الواقعة جنوب العراق في 22 تشرين الثاني 1914 م. وكانت هذه القوات قد احتلت مدينة الفاو اخر نقطة للجنوب العراقي في 6 تشرين الثاني 1914. وبعد احتلال الفاو بعث القادة الترك الحاكمين في العراق البرقية التالية الى علماء الدين في العراق هذا نصها::ـ ـ ثغر البصرة …. الكفار محيطون به ,الجميع تحت السلاح. نخشى على باقي بلاد الاسلام. ساعدونا بأمر العشائر بالدفاع. وقرأت هذه البرقية في المدن العراقية الرئيسية في المساجد والجوامع والتجمعات والاسواق فاضطرب الناس وعطلت الاسواق.. وبعد هذه الاخبار عقد في النجف الاشرف اجنماع كبير في جامع الهندي المجاور للصحن الحيدري الشريف وبحضور وفد ارسلته الحكومة التركية مؤلف من محمد فاضل باشا الداغستاني وشوكت باشا.وفي ذلك الاجتماع الحاشد بالوجوه والعلماء خطب كل من:ـ السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ جواد الجواهري واكدوا جميعهم وجوب الدفاع عن بلاد الاسلام. وكان المرحوم السيد الحبوبي يردد: نحن بنو العرب ليوث الوغى دين الهدى فينا قوي عزيز لابد ان نزحف في جفل نبير فيه جحفل الانكليز. و كان اساتذة القائد مؤسس ثورة العشرين على ماورد في عدة اصدارات وممن ترجم للسيد الحبوبي بالاعتماد على مقدمة ديوان الحبوبي اضافة الى مانشر من قبل مركز ال البيت العالمي للمعلومات هم الفطاحل التالي ذكرهم:ـ الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد حسين الكاظمي، خاله الشيخ عباس الأعسم، الشيخ حسين قلي الهمداني، الشيخ محمّد الشربياني، الشيخ رضا الهمداني، الشيخ موسى شرارة، السيّد مهدي الحكيم. و من تلامذته السيّد محسن الطباطبائي الحكيم.12. و المجتهد محمد طه نجف الذي أجازه فقهاً وأصولاً، فصار الحبوبي حتّى وفاته الأصولي الأول أو المرجع الاعلى في المسألة وله في علومه مصنفات ومؤلفات وحواش وتعليقات غيّبها التاريخ عن اعين اسرته. وله آثار في الفقه والاصول وكتابات متفرقة فيهما لم يطبع منها شيء، ولم ينشر من آثاره سوى ديوان شعره 13. ويقول الاستاذ حسين الشاكري:ـ لكن انقطاعه كان للشيخ محمد طه نجف أحد كبار الفقهاء يومذاك وصاحب الطريقة الحديثة في التدريس حتى خاطبه بقوله ا بنت مدارك الاحكام حتى.... أبنت لنا اللباب من القشور. وقد درس الاخلاق والتصوف والرياضيات على الملا حسين قلي. وكانت له زمالة مع السيد جمال الدين الافغاني. 14. وأهم شيء في حياته الدينية أو الاجتهادية ابتداعه نظرية (الجدل المنطقي في حركة الاستقراء)، ونظرية (استنباط المسألة في ذات المسألة)، ونظرية (الحوار المفتوح في الحلقة الفقهية) وهي النظريات التي ألهمت مدرسة الاجتهاد النجفي وعمّقت في الدارسين موهبة الجدل والاستدلال والانفتاح العقلي. وكانت تضمّه مع جمال الدين الافغاني (1839 ـ 1897 (حلقة فقهية واحدة فعَمِلا على تعميم نظرية (أنّ الدين للحياة). وامتدت صلته بالافغاني حتّى بعد تخرجه في الجامعة النجفية وذهابه إلى القاهرة وباريس. وقال عنه الافغاني (إن الحبوبي عبقري التوحيد الإسلامي). وكانت رسائلهما المتبادلة تشكّل مقدمة في الادب السياسي الإسلامي. وكان زميلا للحبوبي في درس (العرفان) عند خاتمة عصره آية الله العارف الكامل واستاذ العرفاء ((حسين قلي الهمداني.. (قدس سره). 3. موجز عن شعره ا في ديوان سحر بابل ذكره الشيخ جعفر كاشف الغطاء في هامشه على ديوان سحر بابل للسيّد جعفر الحلي عند تخميسه لقصيدة الحبوبي الشهيرة التي مطلعها لُحْ كوكباً وامشِ غُصناً والتفتْ ريما... فإن عداك آسمُها لـم تَعْدُك السِّيمـا فقال: هذا هو العلم الطائر الصيت، السائر الذكر، الذائع الفخر، الحري بكل تجلّة وكرامة، الذي ان أسمت سرح لحظك في حمائل نظمه، ومروج شعره، قلتَ: متخصص في الشعر ما عُرِف غيره، ولا وُقف دونه، ولا عُرج على سواه، وان متعت نفسك من مذاكراته، وأخذت حظك من علمه ومباحثته، قلتَ: عالم نقّاب، ولاّج كل باب، قد قطع في العلم ظهره، وأفنى فيه دهره، ما أصغى إلى سواه، ولا استمع غيره، فهو كله شعر وأريحية تارة، وعلم وفضل كله اخرى، ولكنه أعطى لكل دور من حياته حظه، ولكل ربيع من عمره شكله. لازم العلاّمة الشهير الذي هو أحد نوابغ الدهر الشيخ موسى شرارة العاملي الذي كان لأنفاسه أثر عظيم في حسن التربية والتعليم، فجعل السيّد ينمو نمواً بديعاً؛ شعر وعلم، أريحية وتقى، انبساط وعفة. ثم صار ينظم في مثل هذه الآونة الشعر، ولكن أي شعر! ذاك الذي يسكبه من سلافة أخلاقه وينظمه من دماثة طبعه، ويستخفك به من خفّة روحه، ثم ما أغب بعد ذلك ان طلّق الشعر ثلاثاً، وانقطع بأجمعه لحصيل العلم وفقاهة شريعة جده سلام الله عليه وآله، فلازم الشيخ محمد طه نجف طاب ثراه ولم يبرح عنه إلى حين وفاته، وكان الشيخ يشير إليه ويدل على فضله وعلمه. فالسيّد السعيد مجموعة كمال وفضيلة وشرف وسعادة قلّ ما يجود الزمان بمثلها، أو يأتي بنسخة لها. 15. والّذي يقرأ موشحات الشاعر الاديب المجتهد السيّد محمّد سعيد الحبوبي يدرك عمق اطلاعه على مواطن الابداع والتجديد في الشعر الأندلسي 16. ترك النظم قبل وفاته بثمان وعشرين سنة بالضبط، ان آخر ما نظمه قصيدة هنى بها العلامة الشيخ عباس آل كاشف الغطاء المتوفى (1315)، في زواج ولده العلامة الشيخ هادي المتوفى (1361)، وكان ذلك عام (1305)، وكان ممن هناه مع المترجم له الخطيب الشيخ كاظم سبتي النجفي ومطلعها: وشع الحسن جلنارا وآســـا... من عذار خلال خديك جاسا 17. 4.جهـــــــــــــــــاده وكان يقول اية الله السيد محمد سعيد الحبوبي لطلبة العلم في معاهد النجف: (من لا وطن له لا دين له). ولقد جعل الاجتهاد والجهاد مدرسة الحياة. كان السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سرة) اول مرجع في العراق يصدر فتوى بأدانه الغزو الايطالي لليبيا، دعا الناس الى التظاهرات وتضامن معه بعض العلماء وحدثت مظاهرات في مختلف مدن العراق اجتجاجاً على احتلال القوات الا يطالية لمدينة طرابلس فهومن فتح الباب، وزمن الاحتلال الانكليزي كان يردد السيد محمد سعيد الحبوبي: جاءت لتحمينا على زعمها ولندن ليس بها حامية يا غيرة الله لاعداءه كوني عليهم ضربة قاضية. في زمن وجود الحكم العثماني احتلت الجيوش البريطانية البصرة الواقعة جنوب العراق في 22 تشرين الثاني 1914 م. وكانت هذه القوات قد احتلت مدينة الفاو اخر نقطة للجنوب العراقي في 6 تشرين الثاني 1914. وبعد احتلال الفاو بعث القادة الترك الحاكمين في العراق البرقية التالية الى علماء الدين في العراق هذا نصها::ـ ـ ثغر البصرة …. الكفار محيطون به ,الجميع تحت السلاح. نخشى على باقي بلاد الاسلام. ساعدونا بأمر العشائر بالدفاع. وقرأت هذه البرقية في المدن العراقية الرئيسية في المساجد والجوامع والتجمعات والاسواق فاضطرب الناس وعطلت الاسواق.. وبعد هذه الاخبار عقد في النجف الاشرف اجنماع كبير في جامع الهندي المجاور للصحن الحيدري الشريف وبحضور وفد ارسلته الحكومة التركية مؤلف من محمد فاضل باشا الداغستاني وشوكت باشا.وفي ذلك الاجتماع الحاشد بالوجوه والعلماء خطب كل من:ـ السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ جواد الجواهري واكدوا جميعهم وجوب الدفاع عن بلاد الاسلام. وكان المرحوم السيد الحبوبي يردد: نحن بنو العرب ليوث الوغى دين الهدى فينا قوي عزيز لابد ان نزحف في جفل نبير فيه جحفل الانكليز. يقول الأستاذ عبد الحليم الرهيمي: في مدينة النجف قام عدد كبير من العلماء بأدوار مهمة في حركة الجهاد، وكان أبرزهم المجتهد محمد سعيد الحبوبي ((ويعتبر من كبار الفقهاء المجدّدين وبرز كشاعر مجدد أيضاً وكان أول من أفتى عام 1908م بشرعية تأسيس مدارس حديثة في بغداد لتعليم اللغات الأجنبية، وهو من عائلة نجفية مشهورة من السادة العاملين في التجارة، قاد المجاهدين في جبهة الشعبية، وبعد الانكسار في المعركة وعودته مع المجاهدين إلى مناطقهم، توفي قرب مدينة الناصرية في منطقة سُميت (دار الجهاد) وذلك في الثاني من شعبان 1333هـ الموافق 1915م، وقد اعتبرت وفاته نكسة كبيرة لحركة الجهاد في العراق)). ان السيد الحبوبي قام بدور رئيسي في الثورة، حيث كان أول من بادر إلى قيادة مجموعات المجاهدين والتوجه بهم إلى الجبهة، وقد التف حوله عدد من العلماء في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية الذين قاموا بدور فعّال في تعبئة عشائر الفرات الأوسط وحثّها على الجهاد 18. يُعد السيد الحبوبي من أبرز رجال الدين الذين دعوا المسلمين العرب وغير العرب للجهاد ضد الاحتلال الانكليزي للعراق في الشعيبة في سابقة للمرجعية الدينية تثير الحماس في النفوس عند الكبار والصغار وتدفع الكل للتسابق لنيل الشهادة حينما وقف الحبوبي مرتديا العمامة الشريفة ممتطيا ظهر حصانه وبيده السيف وينادي بصوته الجهوري المتمكن والواضح.ثم القى بثقة خطبة حماسية يحث الناس على الجهاد متجولا في الاسواق وأزقة المدن وشوارعها الرئيسية.. إذ التحق جميع الرجال و معظم رجال الدين ومن مختلف الاصول العربية والايرانية والكردية الحركة الجهاد والتّحق به الزعيم الكردي (محمود الحفيد 19. ومعه آلاف الاكراد بين سيف وفرس وراجل، فسالت الدماء العربية الكردية على مذبح الشّهادة العراقية. كان خلال سيره بالجموع ينفق عليهم من ماله الخاص، وقد قدمت له الحكومة العثمانية خمسة آلاف ليرة ذهباً كمساعدة له على مواصلة جهاده ولكنه أبى قائلاً: (ما زلت أملك المال فلا حاجة لي به، وإذا ما نفذ فشأني شأن الناس آكل مما يأكلون وأشرب مما يشربون). وقد أنطلق موكبه الجهادي بواسطة السفن من الكوفة عبر الشامية وغماس والشنافية والسماوة والخضر ثم حط رحاله في الناصرية بعد حثه أبناء العشائر والمدن التي مر بها على الالتحاق به للجهاد فتبعه الالوف ثم إ نطلق من سوق الشيوخ في 4 ربيع الثاني 1333 ه الموافق ليوم 19/2/1915 م في موكب كبير قُدر عدده بنحو ثلاثين ألفا راجل وعشرة آلاف فارس نحو الشعيبة ثم إنسحب الى الناصرية بعد هزيمة ا لجيش التركي في منطقة النخيلة. وفي بتاريخ 15 تشرين الثاني1914 تحرك السيد محمد سعيد الحبوبي اي قبل اسبوع من احتلال البصرة وكان معه لفيف من العلماء كالسيد محسن الحكيم والشيخ باقر الشبيبي والشيخ علي الشرقي.