حجم النص
سامي جواد كاظم في العقد الاول من الالفية الثالثة ظهرت ايديولوجية جديدة باسم القوة الناعمة ومن ثم الحرب الناعمة واول من اطلقها جوزيف ناي في كتابه الشهير "القوة الناعمة SOFT POWER" في العام 2004 والذي سبق له في سنة 1991 أي بعد سقوط الإتحاد السوفياتي اصدر كتابه الأول " مفارقة القوة " ومن ثم أتبعه على أثر هجمات 11 أيلول العام 2001 بإصدار كتابه الثاني "ملزمون بالقيادة" واخيرها ما ذكرناه اولا. الحرب الناعمة سميت ناعمة حسب ما ذكرته الموسوعات العالمية هي لأنها تغير قرارات الدول بدون حرب.لأنها تدفع للاستسلام للقوة الناعمة سلمياً. لأنها خالية من الأسلحة. لأنها توجه المشاعر (التعليم،الاعلام، الدين، الثقافة). لأنها توجه الخطط. لأنها تحرك بدون قسوة. وغيرها من الاسباب. هذه القوة الناعمة تكون موجهة الى ما يؤثر في الانسان وفي الانسان قوتان تتصارعان فيما بينهما لتحديد مصير الانسان العقل والنفس، الاسلام يؤمن بالحرب الناعمة ومن غير استخدام الاسلحة وعدم سفك الدماء باستخدام المعلومة التي تؤثر في العقول لا التي تؤثر في النفوس، اذا من اهم ادوات الحرب الناعمة في الاسلام هي المعلومة الصحيحة الموجه للعقول، اما الحرب الناعمة لدى من اكتشفها فانها تؤثر بنفوس الاخرين، لأنها تحرك بدون ادراك.لأنها تحرك بشيطانية.لأنها تحرك بشراهة.لأنها تحرك بمداهنة. لأنها تحرك بدهاء.لأنها تحرك بخبث. لأنها تحرك المظاهرات.لأنها تحرك العداوات سلمياً. الاسلام عندما يتبنى الحرب الناعمة وفق مفهومه هو من يقوم بها من خلال المتاح له في نشر المعلومة اما بالنسبة الى امريكا ومن يؤمن بمفهومها للناعمة لها ادوات تتلاعب بها وتخدعها لتقوم بهذه المهمة، يساعدها على ذلك هو غفلة الطرف المستهدف. نظرة احصائية في القران الكريم لمفردة الشيطان ونظائرها لنرى كيف يحقق الشيطان غاياته ؟ فكلمة الشيطان وردت 63 مرة (له تسميات اخرى ظهرت في ايات اخرى) هذا الشيطان الذي نجح في غواية ادم عليه السلام فانه لم ياته بالقوة العسكرية ولا القوة العقلية بل بالنفسية الناعمة، هذا الشيطان الذي يتحدث القران عن مكائده كلها بدون استثناء يحققها الشيطان بالقوة الناعمة ولا يكون هو في خط المواجهة بل يمهد لمن يكون مطيته في تحقيق رغباته ودائما يبحث الشيطان عن اصحاب الايمان القوي لانهم اذا فسدوا فسد المجتمع وهو بعينه ما تقوم به ادارة القوة الناعمة من توجيه اسلحتها الناعمة عن طريق اقزامها العملاء لاصحاب الافكار السليمة ورائدها الدين الاسلامي، والناعمة لا تاتي بشكل مغاير لمن تروم القضاء عليه بل تاتي بنفس الشكل والمعتقد ظاهرا. الان امريكا تسيطر على وسائل توجيه المعلومة، وعلى مؤسسات دراسة المعلومة، وعلى تقنيات العلوم الحديثة، ولانها صاحبة اليد العليا في ما تريد من الاخر فانها لا تمنح المنتج بل المنتوج أي لا تمنح المعمل بل المعمول، وان منحت المعمل فهذا يعني انها ابتكرت الافضل اذا ما استخدم المعمل ضدها. ولو نظرنا الى ماهو عليه العالم اليوم فاننا نجده مستنقع للافكار الشاذة والمنحرفة التي تجد طريقها في كثير من عقول الناس وانهم يستخدمونها ويعتمدونها ببلاهة فضيعة ويعتقدون بانهم اذكياء، اجهزة الستلايت، اجهزة الاتصالات،استخدام الشعارات البراقة (الديمقراطية والحرية ومحاربة الارهاب)، تسخير وسائل الاعلام لمن يعادي الاسلام بوسطاء مقابل دعم مادي ومعنوي، التلون في طرح الافكار. عرّف مايكل آيزنشتات الباحث المتخصص في الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الحرب الناعمة بأنها " استخدام الأقوال والأفعال والصور الإنفعالية (النفسية) كجزء من حملة تواصل إستراتيجي طويلة المدى لتشكيل الحالة النفسية لمن يعادي أمريكا" ـ الدول الاسلامية واولها ايران. اما من يقوم بدور الحرب الناعمة الاسلامية الموجه للعقول فهو النبي والائمة عليهم السلام والمؤمنون لهذا نرى ان خطابهم موجه للعقول وبالبراهين يثبتون لهم صحة ما يقولون ويكونون هم اول من يلتزم بما ينادون على عكس الشكل الاخر، ولو تمعنتم جيدا في السيرة النبوية وسيرة المعصومين فانها تزخر بالخطابات العقلائية والتي ترفض استخدام العنف الا اذا اضطروا على ذلك ويحذرون من النفس الامارة بالسوء. ومن هنا جاء الدهاء الامريكي في مخاطبة النفوس لا العقول وبشكل استدراجي ظاهرا بانه الناصح وباطنا هو جارح هل تذكرون خطاب اوباما عندما تراس البيت الابيض في دورته الاولى ؟ الم يتامل بعض السذج من الدول الاسلامية خيرا من هذا الشيطان ؟ وكم هللت وسائل الاعلام له عندما زار الازهر وكانه الابن الضال العائد الى بيته المسلم. واوباما هو احد ادوات الحرب الناعمة. امريكا التي بسهولة تتبرا من عملائها كما يتبرا الشيطان ممن يغويه على الاقدام على المعصية." وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ"، امريكا تثير الفتنة بين المسلمين كما يثيرها الشيطان بين المسلمين " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء"