- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخطاب الحسيني صوت هادر على مدى الزمان/ الجزء الرابع
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي والآن لنعرج على بعض المحطات التي قالها الحسين قبل خروجه من المدينة لنستشف من أحاديثه وأقواله أن الحسين كان لايقبل ببيعة يزيد وأنه عازم على الخروج من المدينة والمسير لمنيته والتي بشره بها جده نبينا الأكرم محمد(ص) ولنقطع دابر من يتقول غير ذلك بدعوى أن الأمام الحسين(ع) قد عدل ووافق على بيعة يزيد والتي سنتعرض إليها لاحقاً وبالدليل. أولاً:قوله(عليه السلام):(الخِلافَةُ مُحَرَّمَة على آل أبي سُفيَان...) بعد أن رفض الإمام الحسين (عليه السلام) بيعة يزيد والتقى الإمام الحسين(عليه السلام) في أثناء الطريق بمروان بن الحكم في صبيحة تلك الليلة التي أعلن فيها رفضه لبيعة يزيد، فبادره مروان قائلاً: إنّي ناصح فأطعني ترشد وتسدّد. فقال الإمام(عليه السلام): «وما ذاك يا مروان؟». قال مروان: إنّي آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد فإنّه خير لك في دينك ودنياك. فاسترجع الحسين (عليه السلام) وقال: (على الإِسلام السَّلام، إذا بُلِيَت الأمة بِراعٍ مثل يزيد، ولقد سَمِعتُ جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، فإذا رأيتُم معاوية على منبري فابقروا بَطنَه)، وقد رآهُ أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا، فابتلاهم الله بيزيد الفاسق. وطال الحديث بينهما حتى انصرف مروان مغضباً.(1) الثاني: قوله (عليه السلام): (لَو لم يَكُن في الدنيا مَلجَأ ولا مَأوىً لَمَا بَايَعتُ يَزيد) روي أن محمد بن الحنفية قال للإمام الحسين (عليه السلام): يا أخي، أنت أحبّ الناس إليَّ، وأعزّهم عليَّ، ولستُ أدَّخر النصيحة لأحد من الخلق إلاَّ لك، وأنت أحَقّ بها: تَنحَّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث برسلك إلى الناس، فإن بايعوك حَمدتَ الله على ذلك، وإن اجتمعوا على غيرك لم ينقص اللهُ بذلك دينَك ولا عقلَك، ولم تذهب مروءتك ولا فضلك.... فقال الحسين (عليه السلام): (فأين أذهب) ؟ قال: تنزل مكة، فإن اطمأنَّت بك الدار، وإلا لحقت بالرمال وشعف الجبال، وخرجتَ من بلد إلى آخر حتى تنظر ما يصير إليه أمر الناس. فقال الحسين (عليه السلام): (يَا أخي، لَو لم يَكُن في الدنيا ملجأ ولا مأوىً لَما بايعتُ يَزيد بن معاوية).(2) ومن هنا نعرف أن الحسين قد عزم على الخروج من المدينة لأنه لو بقى فيها لعجل يزيد(لعنه الله)بقتله ولهذا كان استشهاده وسفك دمه الشريف كما اخبره جده ليكون في كربلاء ولتصبح كربلاء اطهر بقعة في الأرض ولتصبح كعبة الأحرار وقبلة الثوار ولتصبح أفئدة من الناس تهوي إليها بالرغم من كل محاولات الطغاة منع زيارة تلك البقعة المباركة ليصل إلى قطع الأيدي والأرجل وحتى قتل النفس المحترمة ولكنها كل محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح ولتبقى ألق أرض الغاضرية تشع بتألقها والنور الذي يتوجه إليها كل المؤمنين بل وكل إنسان شريف يؤمن بقيم الحق والبطولة. الإمام الحسين يسير للمدينة ولقاؤه أبن عمر: في أمالي الصدوق: الإمام الحسين يرفض اقتراح بن عمر للبقاء في حرم جده: وسمع عبد الله بن عمر بخروجه: فقدم راحلته، وخرج خلفه مسرعا. فأدركه في بعض المنازل، فقال: أين تريد يا ابن رسول الله ؟ قال: العراق. قال: مهلا ارجع إلى حرم جدك. فأبى: الحسين عليه. فلما رأى ابن عمر إباءه، قال: يا أبا عبد الله، اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبله منك. فكشف الحسين عليه السلام عن سرته، فقبلها ابن عمر ثلاثا، وبكى. وقال: أستودعك الله: يا أبا عبد الله، فإنك مقتول في وجهك هذا.(3) ونحن نقول أن هذه الحادثة المروية مشكوك فيها وذلك لأن ابن عمر كان يسير على منهج الخضوع للحاكم الجائر، وكان مبدؤه هو تثبيت إمامة الفسقة والفجَرة وقبولُها، وهذا التاريخ يحدثنا بأن ابن عمر امتنع عن مبايعة أمير المؤمنين علي بن أبِي طالب عليه السلام، بالرغم من مبايعة الصحابة وغالبية الأمة له، لكنه بايع معاوية بن أبِي سفيان، ثُم يزيد بن معاوية، بل وحتى عبد الملك بن مروان، ولِهذا أصبح ابن عمر إمامًا للجماعة وفقيهًا بارزًا في دولة بني أمية. ولنرجع ما ذكر في البخاري عن أبن عمر روى البخاري في صحيحه عن نافع أنه قال: (لَمَّا خَلَع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جَمَع ابن عمر حشمه وولده فقال: إنِي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يُنصَب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل ـ يعني يزيد بن معاوية ـ على بيع الله ورسوله، وإنِي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصِب له القتال، وإنِي لا أعلم أحدًا منكم خَلَعَه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه).(4) وروى في صحيحه أيضًا عن عبد الله بن دينار قال: (لَمَّا بايع الناس عبد الملك ـ أي عبد الملك بن مروان ـ، كتب إليه ابن عمر: إلَى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، إنِي أقر بالسمع والطاعة.. على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت، وإن بني قد أقروا بذلك).(5) أما الحسين عليه السلام فيختلف منهجه اختلافًا كُليًّا عن موقف ومنهج ابن عمر، حيث كان عليه السلام يعتقد ويفضِّل بأن يُراق دمه، ويُقتَل هو وأولاده وأصحابه، وتسبَى نساؤه، بدلاً من أن يبايع يزيد بن معاوية ويعطي الشرعية لخلافته، فكان موقفه عليه السلام يتجلَّى في رفض الفساد والظلم، والسعي للإصلاح. ولِهذا كان من الطبيعي والمتوقع أن لا يعبأ عليه السلام بنصيحة ابن عمر المخزية، ولا يعتد بِموقفه السيئ المتخاذل، فلم يَخرج عليه السلام طلبًا للدنيا ـ كما اتهمه ابن عمر، بل كان خروجه من أجل نيل الشهادة وتحصيل رضا الله عز وجل. وعلى كل حال، فإن المستفاد من نصيحة ابن عمر ـ على فرض ثبوتِها ـ أنه كان مشفقًا على الحسين عليه السلام لأنه يعلم بغدر أهل العراق. نصيحة عبد الله بن عباس استشارنِي الحسين بن علي في الخروج، فقلت: لولا أن يزري بِي وبك الناس لنشبت يدي في رأسك، فلم أتركك تذهب، فكان الذي رد علَي أن قال: لأن أقتَل في مكان كذا وكذا أحب إلَي من أن أقتَل بِمكة، قال: فكان هذا الذي سلَّى نفسي عنه).(6) قال الهيثمي: (رواه الطبَرانِي ورجاله رجال الصحيح).(7) خروج الإمام الحسين(عليه السلام) من المدينة إلى مكة تاريخ الخروج 27 رجب 60ﻫ، خرج ركب الإمام الحسين(عليه السلام) نحو مكّة المكرّمة، وسار معه(عليه السلام) نفر من أهل بيته وأصحابه، وبرفقته نساؤه وأبناؤه، وأُخته السيّدة زينب الكبرى (عليها السلام)، يخترقون قلب الصحراء ويجتازون كثبان الرمال. وقد يسأل سائل أنه لماذا لم يخرج الأمام مباشرة من المدينة إلى كربلاء وإنما مر على مكة ؟المكرمة وهذا نعزيه باعتقادي المتواضع لسببين: السبب الأول: هو استعجاله بالخروج من المدينة لأن يزيد (لعنه الله) قد أمر واليه وزبانيته بقتل الأمام الحسين وقد أرسل جلاوزته لأجل ذلك. ولأجل ذلك لم يبقى إلا ليلتين في المدينة بعد لقاء والي المدينة لأنه عرف بنية يزيد المجرمة وقرر هذا القرار الذي لارجعه عنه. حيث لاحظنا سرى نبأ رحيله (عليه السلام)، تَملَّكَ الخوفُ قُلوبَ العَديد من مُخلصِيه، والمشفِقين عليه، فأخذوا يتشبَّثون به ويستشفعون إليه، لعلَّه يعدل عن رأيه، ويتراجع عن قراره كما أوردناه في أجزائنا السابقة.ولهذا كان كل شيء واضح أمام الأمام الحسين في خروجه وأنه كان يعرف استشهاده وحتى المنطقة التي يستشهد فيها ومن خلال محاورته مع أم سلمة ولهذا كان مصمم على الكفاح والشهادة وليس النصر الآنية وفق المنظور المادي لمن يكون له تصور ونظرة ضيقة في هذه النهضة وواقعة الطف ولكن يجب أن تكون هذه النهضة التي كلف بها الحسين لتأخذ الوقت والفترة الزمنية طويلة من أجل أن تتفاعل الحوادث والنتائج لتعطي نتائجها وهذا ما حدث بالضبط إذ أخذت المقاومة بالتزايد على يزيد لينهض التوابين وبعدها ثورة المختار وتكبر يوم بعد آخر ليتقوض الحكم الأموي وكيانه وبسرعة حيث لم يدم حكم الأمويين اللعين أكثر من ستين سنة. لتبقى تلك الروح التي كانت شعاراً لِكلِّ ثائر في سبيل التحرُّر من الظُلم والطغيان. ولهذا ذكر المفيد في المفيد قال: فسار الحسين إلى مكة وهو يقرأ: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.(8)، (9) السبب الثاني: هو ذهابه إلى مكة فهو حب أهل البيت لحجيج وهذا ما دأبوا عليه في الحج كل سنة حيث يورد الرواة عن هذا الأمر وحبهم للحجيج واعتباره من المسائل المهمة للقاء شيعتهم ومحبيهم وإبلاغهم بوصاياهم وتوجيهاتهم وهو مناسبة للقاء المسلمين من كل فج عميق حيث يروى أنه قال الإمام الباقر (عليه السلام): «لقد حج الإمام زين العابدين (عليه السلام) على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع».(10) ولهذا كان الحج هو لتأكيد إمامتهم على المسلمين وكان هذا هو أهم شيء يحرص عليه أئمتنا المعصومين وليس سعيهم للخلافة أو السلطة كما يدعي بعض الكتاب المخالفين ومسألة السلطة والحكم قد تركها أئمتنا المعصومين وهو ما يؤكده التاريخ وسير المعصومين وحرصوا على ترسيخ فكر الأمامية ولم يسعوا إلى السلطة ولم يكونوا طالبين لها لأن الإمامة هي الأهم أما الحكم والسلطة فهي نتيجة بل وأحدى الوسائل لترسيخ الإمامة ولهذا لم يسعوا إليها مقتدين بقول الله سبحانه في التأكيد على الإمامة بقوله {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.(11) فهذا وعد الله لأهل البيت في أنهم هم الوارثين ولن يخلف الله وعده. هذا من جانب أما من الجانب الآخر فأراد الأمام الحسين من خلال الأمام الحسين(ع) أن يستنهض المسلمين في رفض بيعة الطاغية يزيد وخلعة وعدم طاعته لأنه لا يصلح للحكم وقد ذكرنا ذلك في وصف الحسين ليزيد وهذا ما أراده من خلال الحج أن يدعوا الناس إلى رفض هذا الأمر والتأسي بسيرة جده نبينا الأكرم محمد(ص) في أنه قد بايعه الأنصار في الحج ومن خلال بيعة العقبة الأولى والثانية فمن خلال اجتماع الحجيج أن يدعوا إلى المعروف وينهى عن المنكر وهذا ما أشار إليه روحي له الفداء في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية بقوله{ واني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا مفسدا، ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق، فالله اولى بالحق، ومن رد علي اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين}. ومن هنا كان الحج هو أحسن مكان لنشر دعوته وماكان يطالب به ضد يزيد (لعنه الله). ولهذا كان مسير المنايا في أول محطاته هي مكة فدخلها: ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان. وكان مخرج ابن الزبير قبله بليلة(12). وقد تنكب عن الطريق خوفاً من ملاحقة أتباع يزيد له وهذا يدلل على خوفه وجبنه. ولابد من الإشارة إلى مسألة سير الأمام من المدينة إلى مكة والتي تعطي مؤشر مهم على كرامة بسيطة من كرامات الأمام الحسين(ع) أن رجب كان كاملا ثلاثين يوما، فيكون مدة المسير خمسة أيام، وإن المسافة بين مكة والمدينة حدود الخمسمائة كيلو مترا، لكون الطريق غير معبد ولا مستقيم وهو مسير بين الجبال والتلال ووعر جدا، وفيه صعود ونزول كثير. وهنا لابد من الإشارة أنه ولزم الطريق الأعظم. فقال له أهل بيته: لو تنكبت عن الطريق كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، فقال: لا والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض.(13) وهذا يدلل على مدى شجاعة وصلابته وتمسكه بما دعا إليه وآمن به. فيكون مسير الإمام ورحله: في كل يوم ما يقارب لـ80 كيلوا، ولم ينقل لأحد في سفره أنه قطع هذه المسافة وسار بهذه السرعة حتى في هجرة النبي الأكرم. فهل كانت تطوى لسيد شباب أهل الجنة الأرض: ليعرف الناس أن يوم دخوله مكة هو يوم ولادته، وإن يوم رفضه لبيعة طاغية زمانه هو يوم بعثة الرسول ورفض الجهل وكل ضلال وطغيان، وإنه ليبقيه الله سبحانه وينجيه بمعجزة حتى يلاقي مصرعه في محل أعده الله له، حتى ليكون منهلا لكل عاشق للحرية والعدل والهدى الحق. وعرفت المراحل: في كل كتب البلدان والتأريخ أنها عشرة مراحل، ويقطعوها في عشرة أيام، والإمام قطعها مع قافلة ورحلته مع أهل بيته في خمسة أيام، فهل طوى الله له أرض ليعلم العباد أنه على نصره قدير، ولكنه أخره ليختبرهم ويعرفهم شأنه الكريم. وإنه عليه السلام: لم يعجل بأهله ولكن الله سهل له هذا، وإن حتى لو عجل لا يستطيع كإنسان عادي أن يسير هذه المسافة بقافلة محملة بالأهل والأطفال وكل أمتعته، لأنه أنتقل من المدينة المنورة التي لم تحفظه بأهلها لتغير الزمان، ولم يستطع أن يسير أكثر من السير العادي فضلا عن السريع إلا بتوفيق الله. وليرهم الله سبحانه: معجزة للحسين لعلهم يسيرون على صراطه المستقيم، وإن من يلتحق به ولو بعد حين يبلغ الفتح ويحصل على النعيم المقيم، رزقنا الله وإياكم كرامته وسيرنا على هديه عليه السلام، وجعلنا من المتمسكين بولايتهم والخاضعين حبا لإمامتهم.(14) ووصل الأمام الحسين إلى مكة وأقام فيها ولو راجعنا هذه المسألة وحللناها لنجد إن الحسين لم تكن مكة هي هدفه النهائي ولا يتخذها منطلقاً لدعوته بل كن محطة يتوقف مدة من الزمن لينطلق من بعدها إلى أرض الطفوف وقد أقام فيها وزاره عدد كبير من الصحابة والتابعين وشيعته ومحبيه وفي أقامته في مكة أخذت وفود أهل الكوفة تأتي إليه ورسائلهم أرسلوا الكثير من الرسائل للإمام الحسين (عليه السلام) ليقودهم ضد يزيد وقد وصلت إلى 12 إلف رسالة. وأن من أرسل إليه كتب المبايعة من ساهموا في قتله وسفك دمه الشريف. ولنطلع على أحدى تلك الرسائل حيث كتب: شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن رويم، وعروة ابن قيس، وعمر بن حجاج الزبيدي، ومحمد بن عمرو التيمي: "أما بعد: فقد اخضر الجنات، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك".(15) وهؤلاء المجرمين هم من أول المساهمين والرئيسين في قتل الأمام الحسين وسفك دمه الشريف وأهل بيته وأصحابه المنتجبين. قال اليعقوبي في تأريخه: فخرج الحسين إلى مكة، فأقام بها أياما، وكتب أهل العراق إليه، ووجهوا بالرسل على أثر الرسل، فكان آخر كتاب ورد عليه منهم كتاب هانئ بن أبي هانئ، وسعيد بن عبدالله الخثعمي: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين. أما بعد: فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، لا أيام لهم غيرك، فالعجل ثم العجل، والسلام. فوجه إليهم مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وكتب إليهم، وأعلمهم انه اثر كتابه، فلما قدم مسلم الكوفة اجتمعوا إليه، فبايعوه وعاهدوه وعاقدوه، وأعطوه المواثيق على النصرة والمشايعة والوفاء.(16) ومن المؤسف أنّ التأريخ لم يسجّل لنا طيلة مكث الإمام(عليه السلام) في مكّة المكرمة إلا خطبته المشهورة التي ورد فيها قوله(عليه السلام) خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وهي الخطبة التي خطبها قبل خروجه من مكّة، وخطبة أخرى قصيرة تضمّنت باقة من قصار الحكم!! ويصعب على المتأمل أن يقتنع بأنّ الإمام(عليه السلام) طيلة ما يقارب مائة وخمسة وعشرين يوماً في مكّة وفي أيّام موسم الحجّ آنذاك لم يخطب في محافل مكّة إلاّ هاتين الخطبتين، مع ما حدّثنا به التأريخ أنّ الناس كانوا يجتمعون إليه ويلتفون حوله، ويأخذون عنه، ويضبطون ما يسمعونه منه! فهل يُعقل أنّ الإمام(عليه السلام) لم يستثمر تلك الأجواء الدينية القدسية في بيت الله الحرام للتبليغ بالحقّ والتعريف به وبنهضته المقدّسة!؟. إنها ثغرة من ثغرات التأريخ المبهمة، وعثرة من عثراته المؤلمة!.(17) ومكث فيها أربعة أشهر وخمسة أيّام. الاستقبال الحافل والحفاوة البالغة قال ابن كثير: «وعكف الناس بمكّة يفدون إليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون ما يروون عنه». وقال الشيخ المفيد(قدس سره): «فأقبل أهلها يختلفون إليه، ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق...». وقال ابن الصباغ: «فأقبل الحسين حتى دخل مكّة المشرّفة ونزل بها، وأهلها يختلفون إليه ويأتونه، وكذلك من بها من المجاورين والحجاج والمعتمرين من سائر أهل الآفاق». وذكر بعض المؤرّخين أنّ أهل مكّة فرحوا به(عليه السلام) فرحاً شديداً، وجعلوا يختلفون إليه بكرة وعشيّاً. (18) ويبدو أنّ بعض المتتبعين المعاصرين ـ كباقر شريف القرشيّ ـ قد استفاد من مجموع مثل هذه النصوص أنّ المكيّين أنفسهم هم الذين احتفوا بالإمام(عليه السلام)وكانوا يختلفون إليه بكرة وعشياً، فأطلق القول هكذا: «وقد استقبل الإمام(عليه السلام)استقبالاً حافلاً من المكيّين، وجعلوا يختلفون إليه بكرة وعشيّاً، وهم يسألونه عن أحكام دينهم وأحاديث نبيّهم».(19) لكننا نرجّح ـ كما قدّمنا في مقدمة الكتاب ـ أنّ الذين احتفوا بالإمام الحسين(عليه السلام)وكانوا يفدون إليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون مايروون عنه، هم أهل الأقطار الأخرى من المعتمرين والحجاج المتواجدين آنذاك في مكّة، وفيهم من المكيين القليل ممن ليسوا من بطون قريش، ممن سكن مكّة بعد الفتح وبعد انتشار الإسلام في الأرض، ذلك لأنّ قريشاً توارثت العداء لعليّ وآل عليّ(عليهم السلام)، والظاهر أنّ جلّ المكيّين آنذاك هم من قريش، ولا ننسى قول الإمام السجاد(عليه السلام): «ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا...».(20) ومن هنا نستنج أن قريش كانت غير مؤهلة لنشر دعوة الأمام الحسين بل كانت من أشد المبغضين لجده نبينا الأكرم محمد(ص) وأبيه الأمام علي(ع) وهو متوارث نتيجة أحقاد بدرية و أحدية وخندقيه ومن هنا يتضح أن رأي أخيه محمد بن الحنفية كان مردود في اتخاذ الحجاز ممثلة بمكة هو رأي غير سديد لقلة الناصر نتيجة الأحقاد الجاهلية المتوارثة ووجود عبد الله بن الزبير الذي كان يجتمع بالحسين يومياً لأجل معرفة ماهو موقف الأمام وتحريضه على الخروج من مكة وهذا ما أشار إليه الكاتب عباس محمود العقاد إذ يقول (ويزعم كثير من المؤرّخين: أنّ ابن الزُّبير كان متّهم النّصيحة للحُسين، ومن هؤلاء المؤرّخين أبو الفرج الأصبهاني , قال: إنّ عبد الله بن الزُّبير لم يكن شيء أثقل عليه من مكان الحُسين بالحجاز... ولا أحبّ إليه من خروجه إلى العراق طمعاً في الوثوب بالحجاز... لأنّ ذلك لا يتمّ له إلاّ بعد خروج الحُسين، فلقيه وقال له: على أي شيء عزمت يا أبا عبد الله ؟ فأخبره برأيه في إتيان الكوفة وأعلمه بما كتب به مُسلم بن عقيل، فقال الزُّبير: فما يحبسك ؟.. فو الله لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلومت في شيء).(21) رسالة الإمام(عليه السلام) إلى أهل البصرة وبدأ الأمام يرسل برسائله وأحدى هذه الرسائل إلى أهل البصرة ولنتوقف عندها لنقيس بعدها كيف أن الأمام كان يعرف قلة الناصر وأن منيته تكون في أرض كربلاء وهذا ما أخبره به جده الحبيب المصطفى(ص) وكذلك أبيه الأمام علي (ع) ونبينا الأكرم محمد الذي لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى والأمام علي(ع) هو باب مدينة العلم وحكمتها وهم حاشاهم من الكذب والتدليس(استغفر الله). قال الطبري: «قال أبومخنف: حدّثني الصقعب بن زهير، عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب الحسين مع مولىً لهم يُقال له سليمان، وكتب بنسخة إلى رؤوس الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف، فكتب إلى مالك بن مسمع البكري، وإلى الأحنف بن قيس، وإلى المنذر بن الجارود، وإلى مسعود بن عمرو، وإلى قيس بن الهيثم، وإلى عمرو بن عبيدالله بن معمر. فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها: {أمّا بعد، فإنّ الله اصطفى محمّداً على خلقه وأكرمه بنبوّته، واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه، وقد نصح لعباده وبلّغ ما أرسل به، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقَّ الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممن تولاه، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحرّوا الحقّ، فرحمهم الله وغفر لنا ولهم.(22) وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله}.(23) ولو لاحظنا فأن أن إرسال الرسالة كان يحكم فيها والي قوي ومجرم وهو عبيد الله بن زياد(لعنة الله عليه) وكانت تحكم بالحديد والنار ولكنه بادر الإمام(عليه السلام) إلى الكتابة إلى أهل البصرة عن طريق أشرافها ورؤساء الأخماس فيها، لأنَّ أهلها ـ عدا خُلَّص الشيعة منهم ـ لايتجاوزون أشرافهم في اتخاذ موقف وقرار، فكان لابدَّ من مخاطبتهم عن طريق أشرافهم ورؤساء الأخماس، وإن كان بعض هؤلاء ممّن يميل إلى بني أميّة، وبعضهم ممن لا يؤتمن، وبعضهم ممن لا تتسق مواقفه باتجاه واحد.. ولعلّ الإمام(عليه السلام)أراد إلقاء الحجّة على الجميع، مع ما قد تثمره رسالته من صدّ المتردّد من الأشراف ورؤساء الأخماس عن الانضمام إلى أيّ فعل مضاد لحركة الإمام(عليه السلام)، وما تثمره هذه الرسالة أيضاً من إعلام البصريين الراغبين في نصرته بأمر نهضته وتعبئتهم لذلك من خلال أشرافهم الموالين لأهل البيت(عليهم السلام)كمثل يزيد بن مسعود النهشلي وأمثاله. يقول الشيخ باقر شريف القرشي: «إنَّ رسالة الحسين إلى أهل البصرة ترينا كيف كان يعرف مسؤوليته ويمضي معها، فأهل البصرة لم يكتبوا إليه ولم يدعوه إلى بلدهم كما فعل أهل الكوفة، ومع هذا فهو يكتب إليهم، ويعدّهم للمجابهة المحتومة، ذلك أنّه حين قرّر أن ينهض بتبعات دينه وأمّته كان قراره هذا آتياً من أعماق روحه وضميره، وليس من حركة أهل الكوفة ودعوتهم إيّاه».(24) ولو لاحظنا أن أشراف البصرة الذين أرسل إليهم هذه الرسائل فهم ليسوا من شيعة الأمام علي(ع) أغلبهم بل أن كانوا على العموم هوائهم هواء أموي وبغض للأمام علي(ع) وأهل بيته وهم كما يذكر التاريخ من أصحاب حرب الجمل وحاربوا الأمام علي مع عائشة والزبير وطلحة. وفيهم من شارك في قتل المختار الثقفي(رض) وهو الأحنف بن قيس ومنهم من خان الأمام علي عندما ولاه وهو المنذر بن جارود العبدي حتى قال عنه الأمام علي(ع) «إنّه لنظّارٌ في عطفيه، مختالٌ في بُردَيْه، تفّال في شِراكَيْه».(25) وهو الذي أخذ نسخة رسالة الإمام الحسين(عليه السلام) إليه مع رسول الإمام(عليه السلام) سليمان بن رزين إلى عبيدالله بن زياد تقرّباً إليه وطمعاً في الزلفة منه، وكانت نتيجة هذه الخيانة أن قُتل رسول الإمام(عليه السلام) صبراً. ولقد كافأ ابن زياد ابن الجارود على خيانته فولاه السند حيث توفي فيها سنة 61 هـ،فلم يهنأ بجائزته إلا شهوراً قليلة.(26) فهذا نموذج موجز عن من أرسل إليهم الأمام الحسين رسالته وهم جلهم لايصلح الاعتماد عليهم أو الاستناد عليهم في مهمته الجسيمة ولكن كما قلنا من قبل، فقد اضطرّ الإمام(عليه السلام) إلى الكتابة إلى هؤلاء لأنهم المنفذ الوحيد إلى جلّ أهل البصرة الذين كانوا تبعاً لأشرافهم في فهم الأحداث وتبنّي المواقف، وكان لابدّ من إلقاء الحجّة على الجميع من خلال هذا الطريق، فلعلَّ ثمّة من يهتدي ويُسعد بإبلاغ الحجّة. وهنا لابدّ من التنبيه أنّ من أشراف البصرة مجموعة تعرف حقّ أهل البيت(عليهم السلام)وتواليهم ولها مواقف كريمة ورائعة في المبادرة إلى نصرة الإمام الحسين(عليه السلام)كمثل يزيد بن مسعود النهشلي الذي دعا قومه إلى نصرة الإمام(عليه السلام)وعبّأهم روحياً بهذا الاتجاه، وهو من الأشراف الذين كتب إليهم الإمام(عليه السلام)بتلك النسخة أيضاً، وقد دعا له الإمام(عليه السلام) بهذا الدعاء المبارك: «مالكَ، آمنك الله يوم الخوف، وأعزّك وأرواك يوم العطش الأكبر».(27) وكيزيد بن ثبيط العبدي، وهو من أشراف البصرة أيضاً، ومن الشيعة، وقد بادر ـ بعدما علم بما عزم عليه الإمام الحسين(عليه السلام) ـ إلى الالتحاق بركب الإمام(عليه السلام)في مكّة، مع ولديه عبد الله وعبيد الله وجماعة آخرين من الشيعة البصريين، ورزقوا الشهادة بين يدي الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) في كربلاء يوم العاشر من المحرم.(28) ومن خلال ماتم طرحه أتخذ القرار بالتوجه إلى العراق لمساندة أهل الكوفة وإرسال الرسائل إليه بالقدوم ومبايعة أهل الكوفة له وخلع الطاغية يزيد لهم والتي وصلت الرسائل إليه كما أسلفنا إلى 12 إلف رسالة ولهذا قرر إرسال سفيره مسلم بن عقيل لأخذ البيعة له. وفي جزئنا القادم سوف نستكمل مسير الخلود والشهادة لسيد الشهداء سيدي ومولاي أبي عبدالله أن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية. ولنتعرف كيف تم إرسال سفير الحسين مسلم بن عقيل ولنفصل بذلك بكل موضوعة وعلمية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ الفتوح لابن أعثم: 5 / 17، ومقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 184. تاريخ الطبريّ، وتاريخ بغداد ـ للخطيب البغداديّ، وكتاب صِفِّين ـ لنصر بن مُزاحم، وشرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد، والكامل في التاريخ ـ لابن الأثير، واللآلي المصنوعة ـ للسيوطيّ.. وغيرها مِن المصادر. 2 ـ الصفحة «42» من كتاب « المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية » لمؤلفه العلامة الامين العاملي عند ذكر اجتماع محمد ابن الحنفية ـ أخي الامام الحسين عليه السلام ـ في المدينة به قبيل مغادرة الامام لها. تاريخ الطبري في ج4 ص253. 3 ـ أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. بحار الأنوار ج40ب37ص313ح1. 4 ـ صحيح البخاري: ج9 ص690. 5 ـ نفس المصدر: ج9 ص724. 6 ـ ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص128. 7 ـ الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ ج9 ص195. 8 ـ [القصص: 8]. 9 ـ الإرشاد ج2ص35، بحار الأنوار ج40ب37ص332ح2. 10 ـ الخصال: ج2 ص518 ح4 ذكر 23 خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين(عليه السلام). 11 ـ [القصص: 5]. 12 ـ المنتظم لابن الجوزي ج2ص190. 13 ـ الإرشاد ج2ص35، بحار الأنوار ج40ب37ص332ح2. 14 ـ الشيخ حسن حردان الأنباري موسوعة صحف الطيبين الرابط http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/0005alhosen/jza7AnoarnNhdatAalAmimAlHusean/jza7b1sfm1d1nalmdenhalamkh.htm 15 ـ الإرشاد ج2ص38، بحار الأنوار ج40ب37ص334ح2. 16 ـ تأريخ اليعقوبي ص 241. 17 ـ الأيّام المكيّة من عمر النهضة الحسينية. بحث لسماحة الشيخ المحقّق الأستاذ نجم الدين الطبسي، مركز الدراسات الإسلاميّة لممثليّة الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية ص 75. 18 ـ نفس المصدر ص 23، 24، 25. 19 ـ كتاب حياةُ الإمام الحُسين بن علي (عليهما السّلام)دراسة وتحليل ـ 2 ـ باقر شريف القرشي 2: 803. 20 ـ الغارات: 393; وشرح النهج لابن أبي الحديد، 4:104. 21 ـ كتاب الحُسَين (ع) أبو الشّهداءعبّاس محمود العقّاد منشورات الشّريف الرّضي.الطبعة الثانية. ص 86. 22 ـ لايبعد أن تكون فقرة«وقد أحسنوا وأصلحوا وتحرّوا الحق..» مدخولة من قبل بعض المؤرّخين على أصل متن الرسالة. أو أنّ الإمام(عليه السلام) اضطّر إلى ذلك تأليفاً لقلوب المخاطبين بهذه الرسالة ودفعاً لشرهم ومنعاً لتفرّق المسلمين خصوصاً وهو يعلم أنّ جلَّ المخاطبين بها ليسوا من شيعته. 23 ـ تأريخ الطبري 3: 280، وراجع الفتوح 5: 42. 24 ـ كتاب حياةُ الإمام الحُسين بن علي (عليهما السّلام)دراسة وتحليل ـ 2 ـ باقر شريف القرشي. 2:322. 25 ـ بحار الأنوار 33: 506. 26 ـ الأيّام المكيّة من عمر النهضة الحسينية. بحث لسماحة الشيخ المحقّق الأستاذ نجم الدين الطبسي، مركز الدراسات الإسلاميّة لممثليّة الولي الفقيه في حرس الثورة الإسلامية ص 36. 27 ـ نفس المصدر ص 37. 28 ـ نفس المصدر ص 37.
أقرأ ايضاً
- حجية التسجيلات الصوتية في الإثبات الجنائي
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!