على هامش افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الخامس الذي تقيمه العتبتان المقدستان للفترة من 3-7 شعبان المعظم الموافق 26/7/2009 حضر حفل الافتتاح الدكتور علي الدباغ ممثلا لدولة رئيس الوزراء.
وكان الدباغ قد ألقى كلمة في المناسبة تطرق فيها إلى بعض المعاني التي يحملها المهرجان، وهذا نصها:
يشرفني في هذه الرحاب الطاهر المباركة التي تحفها الملائكة حيث نستنشق عبير الولاء والمحبة لأهل بيت نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لنشارككم الفرحة بميلاد سبط النبي الحسين (عليه السلام) ممثلا لرئيس الوزراء السيد نوري المالكي الذي حملّني شكره وتقديره لأمانتي العتبتين المقدستين لتنظيمهم لهذه الذكرى التي تسر وتفرح القلوب المسلمين.
ونحن نستذكر حياة الإمام الحسين (عليه السلام) منذ ولادته في 3 شعبان إلى أن احتضنت هذه المدينة رفاته الطاهرة ترتسم أمامنا أروع سيرة كتبها التاريخ معطره بدروس لا حصر لها من الإباء والعزة والكرامة والثورة والشهادة لشخصية فذة أغنت التاريخ بهذه الأمثلة ورسمت منهجا لا مثيل له في مقاومة الظلم والدفاع عن حق الإنسان في حياة حرة كريمة وشريفة بعيدا عن التسلط من حاكم جائر، وقيمة هذا المنهج أن من رسمه وقاده هو إمام معصوم يمثل امتدادا لجده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يحمل معاني المنزلة الرفيعة والجاه والمقام الرفيع حتى عند مناوئيه و لكنه مع كل هذه المنزلة تصدى وقدم كل ما عنده ولم يكتف بنفسه بل قدم رضيعه وأهل بيته وأصحابه، ليثبت أن مقاومة الانحراف في الحكم هو فرض عين من اجل أن يرسم معالم منهج ينير للإنسان طريقا حيث يتلمس منه ويقتبس من سيرته ما يتناسب وظروفه الزمانية والمكانية.
كل هذا نستذكره نحن الآن في العراق ونحن نعيش تجربة حكم جديدة في بلد رضع حب الحسين (عليه السلام) وعاش تاريخا حافلا بالبطولات، كما عاش ظلما لا حدود له من تسلط الحاكم وجبروته وقد أعطت سيرة الحسين (عليه السلام) شحنات وجرعات إلى هذا الشعب ما جعلته يتواصل ولا يأس من مقارعة الظالم.
ونحن في طور تشكيل النظام السياسي في العراق نحتاج أن نضع قيم العدل وحقوق وكرامة الإنسان نصب أعين الجميع حكاما ومحكومين لكي لا يتجبر الحاكم ويطغى ويسرق الشرعية مثل لصوص سراق الشرعية الذين سرقوها بحد السيف وظلام الليل وأصبح الحكم كرة تتلقفها الأيدي تنتقل من مجموعة إلى مجموعة لتصادر تاريخ بلد بأكمله.
إن علينا جميعا أن نكون أوفياء لنهج الحسين (عليه السلام) الذي هو ليس مشروعا للشهادة فقط بل هو مشروع للحفاظ على الحياة وبنائها وهو جزء من رسالة السماء للخلق أجمعين وهو وقفة سعادة في الدنيا والآخرة.
أقرأ ايضاً
- النزاهة تكشف أسماء الوزراء المشمولين بالاستجواب
- رئيس الوزراء العراقي يلتقي في مدريد نظيره الإسباني بيدرو سانشيز
- فيديو:مساعدات العتبة الحسينية تصل الى النبطية ..شاهدوا اثار الدمار