دعا ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الأول من شعبان 1430هـ الموافق 24-7-2009م إلى ضرورة تفشي الثقافة السياسية في أوساط الجماهير ولاسيما نحن مقبلون على الانتخابات التشريعية مطلع السنة القادمة
وأضاف إننا بأمس الحاجة إلى تلك الثقافة التي تمنع من استعمال الأدوات المتاحة للطعن في الآخرين بشكل يولد جراحات قد لا تندمل، مؤكدا على إن الكيان السياسي من الممكن أن يفرض نفسه ويقنع جمهوره بلا أن يقدح بالآخرين، والكيان الذي ليس له مقبولية مهما استخدم من الطرق فإنها لا تخدمه ولا يمكن أن يستحوذ على القلوب،
وبعض الكيانات السياسية وكلما اقتربنا من الانتخابات شيئا فشيئا لا زالت لا تتحمل النقد البناء الذي من الممكن أن تبديه كيانات سياسية أخرى.
كما طالب سماحة السيد الصافي المسؤولين أن يربوا الناس وقبل ذلك يربوا أنفسهم ككيانات سياسية ، موضحا أن هناك كلاما يمكن أن يكون في دائرة خاصة وهناك كلاما يمكن أن يكون في دائرة عامة، فالخلط بين الموردين قد يسبب تشنجات نحن في غنى عنها، داعيا الجميع إلى لمّ الصف قدر المستطاع حتى نؤسس فعلا دولة حديثة.
وحث سماحته على تبني القوائم المفتوحة في انتخابات مجلس النواب القادم بقوله: إن القانون بدوائره المفتوحة سيشجع الناخب وسيعلم أن صوته يذهب إلى من يريد وفي نفس الوقت ستعطي هذه العملية مساحة واسعة للمشاركة الشعبية وتعزز ثقة المواطن بالكيانات السياسية وبالنتيجة برجالات الدولة المنبثقين منها.
وعن عملية المتاجرة بقوت الناس واللعب بمقدراتهم ناشد سماحة السيد الصافي المسؤولين بأن الذي لا يحب الخدمة لماذا يبقى متشبثا بالمسؤولية!! وضرب مثلا بقضية نحتاجها جميعا ألا وهي قضية الطحين مضيفا أن كلامه لا يختص بوزارة التجارة بقدر ما يتعامل مع وجود حالة سلبية سيئة في كربلاء ، وتساءل إن أي عمل يحتاج إلى فحص وعندما تأتي نتيجة الفحص سلبية مثلا ما هو الإجراء ؟؟ وماذا يفترض بعد الفحص أن نفعل؟
وذكر أنه عندي الآن نموذجا لمطحنة معينة يقول إن الطحين غير صالح للاستخدام البشري، ولكن الذي يحصل هو أن الرقابة أو لجنة الفحص تتواطأ مع صاحب المطحنة ويتم الاتفاق على أن يقوم بتسويق الطحين غير الصالح للاستخدام البشري وبعد خمسة أيام يتم إغلاق المطحنة، وبعدها يتم افتتاحها، ما هذه الاستهانة بمقدرات البشر؟!
موجها كلامه إلى أصحاب الشأن ألا تخشون الله تعالى؟! لماذا تفعلون هذا أمن اجل بضعة ملايين من الدنانير؟! أهذه كرامة الناس عندكم؟! أما تخشون الله تعالى في قوت الناس!
موضحا سماحته في ختام خطبته إن الإنسان السوي يجب أن يهتم بالناس ويكون خادما لهم وليس متسلطا عليهم، مشيرا إلى إن الإنسان لا بد من وجود قطرة حياء عنده ! مخاطبا الجميع ومن على هذا المنبر الشريف أنه سيبقى يتابع هذه الأمور إلى أن تسوى ويستقيم أمرها وكل من لا يعجبه قول الحق ليرطم رأسه بالحائط ، نزهوا أنفسكم ودوائركم وأعطونا أناس مخلصين يهمهم قوت الشعب، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يطهر البلاد والشعب من المسؤولين المفسدين بحق محمد وال محمد.
أقرأ ايضاً
- السفير جعفر الصدر يحتفي بوقف إطلاق النار في لبنان: تحقق النصر كما وعد نصر الله
- لبنان يستعد لتشييع جثمان الشهيد السيد حسن نصرالله
- مستشار خامنئي: حزب الله يصنع صواريخه بنفسه