- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشباب المثقف بين مطرقة الابداع وسندان المنغصات
حجم النص
بقلم:عدي الحاج لايخفى على احد ان شخصية الشباب تمتلك من المرونة مايجعلها مؤهلة لتقبل ماتحتاجه من المفاهيم من دون اي صعوبة كتلك التي تحصل في عمر الكهولة وتتفاقم في الشيخوخة، كما ان خلوَّ الذهن من افكار ناضجة ومترسخة لدى الشباب هو الآخر يساعد في عملية التثقيف والتعاطي الثقافي. وخلال المرحلة السابقة عانى الشباب المثقف الكثير من السلبيات والمنغصات التي رافقت تلك السنوات التي وصفها اغلب المثقفين الشباب بالسوداء والظالمة. بعد طوي تلك السنوات العجاف وتحرر العراق عام 2003 تحرر الشباب المثقف من العديد من المنغصات التي كانت تلازمه، لكنه وقع في منغصات اخرى اسهمت في ان ينظر الى الامور بشيء من الاحباط والسوداوية، لاسيما عدم انتباه السياسيين الى الثقافة واعارتها اهمية ترفع من شأنها في المجتمع على الرغم من مرور عشر سنوات على التغيير الكبير الذي حدث في العراق إلا ان الشباب المثقف لايزال يرى ان احواله ليست ما يرام مع اعترافه بوجود ايجابيات عديدة، فهو ينظر الى اشياء كثيرة كان يتمنى ان تحدث خلال هذه السنوات لكن السلطة لم تلتفت اليها في حين امتدح مثقفون الابداع الشخصي للمثقفين الشباب لكنهم اشاروا الى البنية التحتية ووصفها بالخمول مؤكدين انفتاح الشباب المثقف والمبدع على مستوى نشاط الافراد، اما على مستوى النشاط المؤسسي فلم نشهد تحولات كبيرة فما زالت البنية الثقافية التحتية خاملة ان لم نقل متداعية، فليست لدينا دور نشر قوية تنافس مثيلاتها العربية على الاقل. ويرى مسرحيون شباب ان ماينقص المسرح العراقي هو غياب المختبرات المسرحية التي تخلق مسرح حيوي ونشط، مشيرين الى ان قطاع المسرح بات شبه معطل بسبب غياب البنى التحتية والامر يشمل السينما، ويبدو على حد قولهم ان الانشغال بالصخب السياسي والتداعيات الامنية حرف بوصلة الجهات الرسمية بعيداً عن رعاية قطاع الثقافة او على الاقل رعاية التراث الثقافي العراقي وتقديمه وتقريبه الى الناس. من جانبه اكد اعلاميون ان نشاط الصحف والقنوات الفضائية العراقية اخرجت لنا موجة من الطاقات الابداعية الشبابية في مختلف المجالات ويمكن التعميم على حقول الابداع الثقافي بالمجمل. لكن الجميع احسوا بخيبة امل كبيرة جداً بسبب ان التغيير الثقافي لم يتم واوزعوا الى اسباب كثيرة يبقى حلُّها بيد من يهمه الامر.