حجم النص
بقلم:علي وحيد العبودي الكثير منا تظهر امام أعينهم فجأة او بعد طول تفكير مبادرات معينة او استنتاجات ومقترحات وغيرها. لكن القليل منا هم الذين ينقلون هذه النفحات الى شيء ملموس على ارض الواقع، لا لشيء إلا لترددهم احياناً في تقديم المبادرة او المقترح. او تخوف البعض من نتائج التقدم بمقترح معين، او لان هذا او ذاك من اصحاب المبادرات تطوقه نزعة اللامبالاة تحت شعار ((اني شعليه او اني معليه)). هكذا يضيع الموظف الفرصة على مؤسسته او مجتمعه. فالمبادرة قد تكون عظيمة او رائعة تُفيد الدولة، وتُفيد المجتمع. وقد يحدث العكس حينما تُقدم مبادرة ثم يكتشف صاحبها ان الدائرة المعنية تعمل فعلا بهذا المقترح الذي جاء متاخراً، فيكسب الموظف ثواب التفكير السليم والالتزام الاخلاقي والانساني تجاه مجتمعه. لانه في الاقل فكر بما يمكن ان يجعل وضع هذه الدائرة او تلك افضل. وفي احيان كثيرة يتكاسل بعضهم فلا يُدون ما يجود به عقله من افكار قيمة ويعتقد انه لن ينساها حتى تمر الايام فتجبره على نسيانها. وهكذا يتطاير المقترح ويتبخر لان صاحبه لم يكلف نفسه عناء تدوينه على الورق. وللانصاف نقول انه يحدث احياناً ان يتعامل الموظف المختص بدراسة المقترحات بلا وعي كاف تجاه ما يصله من اراء ومقترحات ومبادرات، بل ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا انه ربما لايفهم بعضها وبالتالي تهمل تلك الاراء التطويرية. لذلك لابد من التاكد من المجموعة المكلفة بدراسة المقترحات في كل دائرة كي لا تهمل تلك المقترحات وكي لا يصاب اصحابها بالاحباط ويفترض في كل الحالات ان تتم الاجابة على هذه الاراء والمقترحات حتى لو لم تكن قابلة للتنفيذ، فمن يقدم مقترحا غير قابل للتنفيذ مرة، يمكن ان يقدم في المرة المقبلة مقترحاً موضوعياً مفيداً يختصر على الدولة والمجتمع الوقت والكلفة ويسهم بهذا القدر او ذاك في دفع عجلة الحياة الى امام. ما نسعى الى تاكيده هنا ان روح المبادرة يجب ان تشمل جميع العاملين بلا استثناء. كل من موقعه وحسب تخصصه، فقد يكون العامل خريج ابتدائية مثلاً بيد انه وبما اكتسب من خبرة طويلة يمكن ان يقدم المقترحات والافكار السديدة لمهندس في موقع العمل، وهكذا الامر مع موظف قديم في دائرته يتسلح بخبرة السنوات الطويلة وموظف جديد يمتلك التحصيل العلمي ويفتقر الى الممارسة الميدانية. اجزم ان المقترحات والمبادرات هي البوابة العريضة للابداع كما هي مسألة طرح الاسئلة في الفصل الدراسي فتلك الاسئلة وما تحتمه وتفرضه من اجبات تكون احياناً اكثر فائدة من الدرس بمجمله وتفتح الافاق امام من لم يستوعب شرح الاستاذ لاستيعاب المادة من خلال الاجابة على الاسئلة. [email protected]
أقرأ ايضاً
- الإعداد الروحي.. سَعي الإنسان وكدحه في إعداده روحياً ـ الجزء الرابع عشر والاخير
- الإعداد الروحي.. الأخلاق وأثرها في الجانب الروحي ـ الجزء الثالث عشر
- الإعداد الروحي.. تنمية العمل الصالح للجانب الروحي ـ الجزء الثاني عشر