- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سيدي الرئيس ... هل تعلم ماذا يجري عند حدود بلدك
حجم النص
بقلم :عبد الأمير الصالحي
تدخل العجلة المضللة متجاوزة الأرض الحرام برفقة عدد من العجلات التي توصلها إلى نقطة معينة قبل رجوعها إلى نقطة انطلاقها ، لايتم تعقب العجلة المضللة حتى تغيب عن الأعين إلى العمق العراقي والسبب - الخشية من المساءلة والعقوبة بتهمة التحرك بدون أوامر من أعلى - !!!
هذا ملخص ما يحدث عند الحدود العراقية خصوصا العراقية السعودية بحسب ما حدثني به احد المنتسبين حديثا هناك بعد أن تم نقله الى الحدود من مبنى وزارة الدفاع لتدخله فيما لايعنيه (بتساؤله عن سبب إهمال معاملات التقاعد لشهداء الإرهاب من منتسبي الداخلية والدفاع ونصحه بعدم –ابتزاز- ذوي الشهداء ) فكان أن تم نقله إلى خارج الوزارة وتحديدا حيث الصحراء السعودية عقابا وتأديبا وعبرة لغيره ، وهي حال من مئات الحالات التي يتعرض لها المنتسبين وغيرهم من موظفي الدولة كنوع من العقاب لمن لا ينصاع لمظاهر الفساد والتهتك الذي تعيشه الدولة المشرفة على الانهيار والهاوية.
لايتم تعقب العجلات الداخلة من الخارج السعودي إلى الداخل العراقي – بحسب المنتسب – لقلة الإمكانيات موازاة بالجانب الآخر إضافة إلى ان تعقبها يعرض المخفر الحدودي الى المساءلة والتعرض للجان التحقيق والسجن وقطع الراتب أخيرا ، ولو تطلب النقل إلى مكان آخر أسوء من المخافر الحدودية لتم النقل.
العجلات المعتمدة في المخافر الحدودية ليس لها القابلية على الولوج في طرق الصحراء والرمال المتحركة بعكس ما يطلقون عليه ( الصقر ) وهي عجلة تتمتع بإمكانياتها الصحراوية ، إلا أنها قليلة العدد لدى المخافر والسلاح الذي تحمله (مداه كيلو متر واحد ) .
وأكد مصدري - المنتسب – أن السلطات السعودية فتحت مؤخرا طريقا ترابيا يخترق المنطقة الحرام الفاصلة بين الجانبين ، يتم من خلال هذا الطريق عبور عجلة مضللة برفقة عجلات توصلها إلى العمق العراقي وترجع من حيث أتت ، اما الجانب العراقي فهم بين متفرج وبين متردد وبين عازم على مواجهة المصير ، فيتم الانطلاق خلف العجلة التي يتمتع أصحابها بالذكاء والمعرفة المسبقة بطرق الصحراء فيتم جر الملاحقين الى حيث المتاهة الصحراوية حتى ينفذ الوقود والذخيرة ، تتوارى بعد حين عن الأنظار حيث العمق العراقي بمواجهة اي من المحافظات السماوة البصرة الناصرية ... وحده الله هو العالم ، ليس هذا فحسب.
تسألت ، وهل الحكومة والقيادات الامنية ، وسيدي الرئيس يعلم بمثل هذه الامور الخطيرة ، فاستشهد صاحبي بحادثة غريبة وهي ان جنديين عراقيين وقفا على الساتر – وهي المنطقة الحدودية التي تعتبر محرمة بعرف المخافر – وقفا لقضاء بعض الوقت عصر احد الايام وحسب مايقول ( يتمشون على الشريط الحدودي ) ، فما هي الا دقائق معدودة الا والنداء اللاسلكي القادم من وزارة الداخلية الى قيادات العمليات الى قيادة حرس الحدود الى المخفر يأمر بعودة هؤلاء الى أماكنهم داخل المخفر وهم بَعْدُ على الساتر ( يتمشون ) ، ويضيف بحسب ما التقطه هو ان الإخبار الأولي ورد من الجانب السعودي الى حيث جهاته الاعلى فالاعلى حتى وصل الى وزارة داخلية السعودية بابلاغ مفاده ان جنودا عراقيون وقفوا يستطلعون الحدود عند النقطة المحرمة ، فما كان من الداخلية السعودية الا مخاطبة نظيرتها العراقية بتدخل خارجية البلدين وكل ذلك جرى بغضون دقائق معدودة.
تحسرت حينها على التناقض في المسألة ، تدخل العجلات الى حيث العمق العراقي فلا من رادع ، ويقف جنديان على الساتر الحدودي فتقف الدنيا ولا تقعد ، يالها من مفارقة.
فلا تتعجب ، قالها صاحبي متحدثا عن ما هو أدهى وأمر ، مضيفا : بعد الياس من ملاحقة العجلة ورجوعنا خاليِ الوفاض يتم الفصل الاخر من مسلسل الانتهاك ليس للحدود العراقية بل للانسانية العراقية والتي تبتدئ بتشكيل لجنة تحقق بالامر تفضي الى معاقبة عناصر المخفر بقطع بعض الراتب والسجن إذا تطلب لا لعدم مسك مخترقي الحدود بل لتحركهم من اماكنهم بلا أوامر من مرؤوسيهم ؟ وتسببهم بتعرض الممتلكات إلى الاستهداف وسط الصحراء واستنزاف اموال الدولة بهدر لترات من البنزين أثناء المطاردة ووو القائمة تطول بين صادر ووارد يكون الجندي المسكين القابع وسط الصحراء هو الضحية ، بل المواطن العراقي المسكين والقوات الأمنية التي تقاتل لحفظ الأمن داخل المدن بنصب السيطرات ومطاردة الارهابين وإصدار الأوامر القضائية فيما الحدود مفتوحة على مصراعيها للعبور مشاة وركبانا للأفراد وللأموال وللسلاح ، وهو ما يتم الحديث عنه لدى منفذ ( حصيبة الحدودي ) على الجانب السوري ، حيث المخافر أسيرة بيد العصابات والارهابين ، لا من سلاح لتدافع ولا من إسناد قريب ولا من طيران يحلق لحفظ الأرض والمساندة ، فيما الإرهاب الذي يعبث بالداخل فسادا ودمارا يصله الامتداد على أكمل وجه عبر منافذنا التي ترفع تقاريرها بان الوضع مستتب و أنهم ( لم يروا شيئا غير مألوفا على الحدود ) ، هروبا من العقوبة والمساءلة من التحقيق ولجان التحقيق التي تسهم بالتستر على المجرمين لا على كشفهم والعمل على إضعاف الدافع والروح المعنوية لدى المقاتل العراقي ، وما هروب السجناء الارهابين المنظم إلا استكمالا لمسلسل قد تكون حلقته الأولى ( فتح الحدود ) ولم ينتهي إلى بإبادة الأكثرية من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره.
سيدي الرئيس ، ينتابني شك ان هناك خيانة ( وخيانه عظمى ) لا لهذه الحالة التي يمكن التاكد منها واستجلاء الحق من غيره ، بل نظرة شاملة للوضع الحالي تضع المتتبع متحيرا ازاء ما يجري ، الفساد ، الارهاب ،الاستئثار والاستحقار تجاه ابناء الشعب والتمييز الطبقي كل هذا وغيره يجعل المسؤول بدائرة الاتهام .
فمن الخائن هل المواطن أم المسؤول ، فان قلنا المواطن فهذه دماءه على خارطة العراق ترسمها ريشة الإرهاب ، وهذه الإعراض والأعراف والقيم قد انتهكت في دولتكم التي لم يتخيل احد منا ان يكون هذا حالها وحالنا – كأكثرية مظلومة مضطهدة لاصق بها الفقر والعوز والحرمان من زمن معاوية مرورا بالنظام الدكتاتوري الشمولي البغيض إلى هذا اليوم – .
وان كان المسؤول سيدي الرئيس ، فهذه الطامة الكبرى التي ستجعل من الدولة على حافة الانهيار مهما كثرة مساحيق تجميلها وتنوعت الأمر الذي يعني ان المسؤول الذي يعد راعيا لرعيته ومصالحه أصبح اليوم مسؤولا عن سفك دمائه ياسيدي الرئيس .