حجم النص
طفولتي قبل الاربع سنوات قد لا اتذكرها ولكن الاهل يتحدثون في بعض الاحيان عن تلك الذكريات واما ما بعد الخامسة من عمري فاني اتذكر تصرفاتي واقوالي
كنت كثيرا ما اتمرد على ابي وفي بعض الاحيان اواجه الحزم فازداد كرها له اتذكر انه اشترى لي بدلة لطيفة فاخرة ولاني احب التمرد فقد رفضتها وطلبت غيرها مشابهة لبدلة صديقي وحاول والدي ان يقنعني فلم اقتنع فرضخ لطلبي واستبدل البدلة حسب ما اردت وماهو الا شهر حتى تمزقت البدلة ، كثيرا ما يتابع تصرفاتي مع اصدقائي فينصحني مرة ويوبخني مرة اخرى .
يتشدد في اعطائي مصروفي يحاول ان يغريني بالجوائز اذا ما نجحت بامتياز في المدرسة كنت لا ابالي ، يطلب مني كثيرا تقسيم وقتي وكان يقول لي مرارا انا امنحك خبرة التجارب التي مارستها في حياتي اي انه يعطني الثمرة كي اتجنب العثرة وبالرغم من ذلك كنت لا ابالي وكثيرا ما الجأ الى امي لتلبية طلباتي وقد تبدي بعض الممانعة الا انها تحقق لي ما اريد فيعلم ابي بذلك فيعاتب امي كثيرا ويقول لها انك ستفسدين تربية الولد وكنت ازداد حنقا على ابي مع وصولي الى مرحلة الرابع اعدادي وبدا ابي يعاملني كرجل يحاول ان يجعلني صديق له ولكني كنت اتهرب منه ولا اتحمل الجلوس معه وذلك كما يسمى طيش الشباب كنت بشق الانفس احصل على موافقته اذا اردت السفر مع اصدقائي ، ايام يسهر والدي خارج البيت فكنت اشعر بالحرية وارى امي على الباب تنتظره وانا لا ابالي وعندما اسال امي اين ابي؟ تقول لي يعمل لكي ياتينا بالطعام والملبس، كنت اسمع الجواب من غير ان اتاثر فيه ، ودخلت الجامعة وبدات الشدة التي لاقيتها من ابي في مرحلة السادس اعدادي وكان يكرر علي دائما الان ستحدد مستقبلك اقرا انجح بمعدل يؤهلك لدخول الطب او الهندسة كنت لا ابالي لهذه النصيحة ، ولدي اذا اردت ان تكون انسان ناجح امامك هذين الشهرين قبل الامتحانات اقرأ وانا اوفر لك ما تريد مهما كان ، قلت له اريد سيارة ، اجابني نعم ساعمل المستحيل لافي لك بهذا الوعد اريدك ان تقرأ حتى تكون ناجح ، كان اذا يمازحني كنت اصطنع الضحكة لكي اجامله بالرغم من ان غايته كانت يريدني ان اشعر بالسعادة واذا ما راني مهموم فانه لا يسالني عن سبب همي ولكن امي هي التي تقلق وكنت اتخذ موقفا سلبيا من ابي واتهمه انه لا يهتم بي ومرت الايام ومرض ابي مرضا صعب العلاج ولم احقق له طموحه بالنجاح في الاعدادية بمعدل يؤهلني الدخول الى الكلية التي كان يتمناها وازدادت مصاريف العلاج وكان لا يكلفني باي شيء وبالرغم من هذه المحنة كنت لا افكر بعواقب فقدان الاب على عكس امي التي قلقت عليه اشد القلق وكانها هي المريضة فعاتبتها على اهمالها صحتها والاهتمام بابي فتالمت كثيرا مني واخذتني جانبا عندما نام ابي وقالت لي انت لماذا هكذا قاسي على ابيك ؟
لم يلبي لي طلباتي وانت تلبين لي طلباتي ...
وهل كنت البي طلباتك من جيبي الخاص ؟ وهل كنت البي طلباتك من غير علمه ؟ وهل تعلم انه هو من يطلب مني ان البي طلباتك ؟
وقفت مذهولا لا اجد جوابا
والان لو لا سمح الله فقدنا ابيك فهل لنا غير راتبه التقاعدي للعيش وستكون انت المسؤول ماذا اعددت لهذه الحالة ؟ هل كليتك المتواضعة ستضمن لك العمل المناسب ؟ ام ان لديك مؤهلات تستطيع العمل وتكسب لقمة عيشك ؟ لاهذا ولاذاك والان تخيل الامر بوعي وتركيز ..وازيدك علما ان مبلغ سعر السيارة كان قد جهزه ابوك ولانك لم تف بوعدك فاقترح ان يكون المبلغ لزواجك .
انهمرت دموعي وكل الليل وانا افكر ولم تغمض عيني دقيقة هل حقا كان هكذا ابي ؟ كما انا ظالم ...لقد ظلمته كثيرا ....غدا ساعوض ما فاتني
ومع اذان الفجر سمعت صياح امي لقد توفى ابي
كيف لي التعويض ؟؟؟
نصيحتي لا تكونوا مثلي
لا يوجد اب في الدنيا يفكر باذية ابنه