حجم النص
إن حجم ومستوى الاستعدادات لقمة بغداد 2012 برغم الكم الهائل من التحديات الأمنية والتقاطعات السياسية ، ينبئ بجدارة عن إمكانية وجاهزية العراق للعب دوره القيادي الإقليمي والعربي وحتى الدولي فضلا عن الساحة الوطنية فالسجال حول هذه القمة كان محتدما في كلا الساحتين الداخلية والخارجية فالنجاح ـ والفشل لا قدر الله ـ سيكون مشتركا عراقيا من جهة كونه يخص جميع العراقيين دون استثناء سواء على مستوى المجتمع السياسي او الأهلي، وهو مشترك بتقاسم النتائج ما بين العراق كدولة منظمة وراعية لمؤتمر القمة ومابين بقية أعضاء المنظومة العربية التي كان العراق احد ابرز مؤسسيها، وكما أسلفنا سابقا ان من غير الممكن أن يكون ثمة شرق أوسط مستقر وآمن ومزدهر بدون استقرار وامن وازدهار العراق والدول المنضوية تحت يافطة جامعة الدول العربية تشكل عصب ومحور ومركز الشرق الاوسط كما يشكل العراق العصب الحيوي والمركز المفصلي والمحوري لهذه المنظومة ..
إن انعقاد هذا المؤتمر ونجاحه دليل على عودة العافية الى هذا البلد الذي غاب قسرا وكُرها عن ممارسة دوره الطبيعي عن السوح الاقليمية والعربية والدولية لأكثر من عقدين من الزمان ودليل على ان العراق بمقدوره ان يعيش وضعا طبيعيا حاله حال اي بلد ، كما ان عقده ونجاحه يمثل دليلا على عودة "الوعي" و "الصواب" لبعض الأطراف التي راهنت بكل ما أوتيت من قوة على إفشال تجربة العراق الديمقراطية لمآرب خاصة كما راهنت أطراف اخرى على إبقاء العراق مثل "الرجل المريض" الى أن يحين تفتيته والاستيلاء على "ممتلكاته" بأجندات كثيرة على رأسها الطائفية البغيضة .. فالقمة العربية هي انجاز عراقي نوعي وتاريخي وله آفاق إستراتيجية بعيدة المدى لعراق ما بعد الديكتاتوريات الشمولية وتسيد الحزب الواحد ، وصاحب الريادة في بواكير الربيع العربي وقيمة هذا المنجز تكمن في عدة نواحٍ أهمها النجاح في إعادة ترتيب البيت العراقي سيما بعد الفوضى الخلاقة التي صاحبت المشهد العراقي بعد التغيير النيساني فضلا عن إعطاء صورة حية ذات طابع تفاؤلي ـ بحذرـ الى العالم اجمع بأنه من الممكن أن يعود العراق الى وضعه الطبيعي ومركزه الريادي بحكم إمكاناته المادية والحضارية والبشرية، وبإمكان العراق ان يتجاوز جميع عقد التاريخ ورواسب الديكتاتوريات والمحن والمآسي كما ان العراق بمقدوره أن يتصدى ويقود العالم العربي كاستحقاق متجاوزا ما ينوء به واقعه الداخلي من منغصات وتعثرات المآرب والمناكفات السياسية لتكون القمة منجزا عراقيا وليطلع العالم العربي على سلسلة المنجزات العراقية التي تمخضت عنها هذه القمة .
إعلامي وكاتب عراقي [email protected]
أقرأ ايضاً
- العراق والقمة العربية الصينية
- جدل القمة ومجدولها
- القمة العربية ومشروع الشام الجديد وانقطاع الطاقة الكهربائية