- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما بين الإعلام الصدامي والإعلام العرعوري
اول اشارة لـ \"تمجيس\" وتهويد الشيعة كانت في زمن الإعلام الصدامي إبان قادسية صدام المشؤومة التي اكلت الاخضر واليابس دفاعا عن حياض \"الامة\" العربية التي تخلت عنه ليواجه مصيره المخزي في حفرته القومية البائسة ودفاعا عن البوابة الشرقية التي تحولت بفضل \"الاشقاء\" العرب الى معبر للاحتلال الاميركي الى العراق ، وذلك حين شن حربه الهوجاء والرعناء ضد الجارة ايران بسيناريو مفبرك لسيطرة القوى العظمى على المياه الدافئة في منطقة الخليج وترسيخ القواعد الاستعمارية في الشرق الاوسط وكانت عبارة \"الفرس المجوس\" تتردد في الاناشيد والاغاني التي كانت تمجد الطاغية وتبث النعرة القومية الشوفينية والعنصرية الطائفية المقيتة كونهم اي الفرس هم من الشيعة وكذا في المدارس لتلقين الطلاب ترنيمة (يسقط الفرس المجوس) وهذا التسقيط تسقيط طائفي بالدرجة الاساس بلحاظ ان الفرس كانوا مجوسا قبل ان يدخلوا الى الاسلام بحد السيف(كما ادخلوا الى التشيع بحد السيف ايضا)، شأنهم شان جميع الشعوب والاقوام الذين دخلوا الى الاسلام طائعين او مكرهين واكثرهم كانوا إما نصارى او يهودا او وثنيين (قريش على سبيل المثال) فلم يُعير هؤلاء بعد دخولهم بالاسلام بما سلف منهم لان الاسلام يجبُّ ماكان قبله ولكون هؤلاء دخلوا في مذاهب اهل السنة والجماعة بينما الفرس اختاروا (او اختير لهم التشيع ) !!! وليس دفاعا عن هؤلاء ولكن دفاعا عن التشيع كمذهب من مذاهب المسلمين لاعلاقة له بالجنس او العرق او الاثنية .. ، لماذا ينعت الشيعة بانهم مجوس في الوقت الحاضر ولم يكونوا ينعتون بهذه التسمية من قبل ؟ ولماذا تعد مذاهب اهل السنة ضمن اهل السنة والجماعة (طرح هذا المصطلح المتوكل العباسي المعروف بعداوته الشخصية لعلي بن ابي طالب وللعلويين وللشيعة والتشيع ولم يعرف قبله لاسنة ولاجماعة سوى مذاهب متنافرة ومتطاحنة يضرب بعضهم وجوه بعض ويكفر بعضهم بعضا) وماعدا ذلك فهم الطرق الصوفية والعشرات من بل المئات من الملل والنحل وقد حُشر التشيع ضمنها حشرا لاخراج الشيعة من حظيرة الاسلام وافهام اهل \"السنة\" و\"الجماعة\" بان الاختلاف بينهم وبين الشيعة هو خلاف عقائدي اي بين دين الاسلام والتوحيد (وليس في الاصول والفروع كما هو الخلاف المتعارف عليه) وبين كائن عقائدي هلامي يسمى بالتشيع لاعلاقة له بالاسلام وهو مزيج من الاساطير والاباطيل والاضاليل والشرك وعبادة القبور وتأليه الائمة وسب الصحابة وشتم امهات المؤمنين ويحرفون القرآن ويزنون عن طريق زواج المتعة الذي كان بحسب جميع مصادر المسلمين معمولا به على عهد النبي وعهد الخليفة الاول وردحا من عهد الخليفة الثاني الذي حرمه لاسباب شخصية وهذا يعني ان الآلاف من اولاد الزنا قد ولدوا في عهد النبي وابي بكر دون ان يكون \"الولد للفراش وللعاهر الحجر\" ....الخ اي ان المسألة تنحصر بين الدين الاسلامي وبين فرقة تتخذ من الاسلام غرضا فهي ليست من الاسلام سوى بالاسم وجميع ماهم عليه مأخوذ إما من عبد الله بن سبأ او من دهاقين المجوس!!! وكذلك فان الشيعة بحسب الإعلام العرعوري (نسبة الى الدكتور عدنان العرعور الذي يتحدث باسم السنة و\"الجماعة\" ويتحدى الشيعة من على منابر الفضائيات العرعورية دون رد !!!!!!) روافض على وزن فواعل ومنهم الخوارج ، روافض لانهم رفضوا بيعة الشيخين سيما الاول منهم الذي كانت بيعته فلتة على لسان الثاني وفي مصادر اهل السنة\" انفسهم\" وكان يتمنى ان يقي الله شر تلك الفلتة ما يعني ان بيعته هو الاخر كانت فلتة كان على الله ان يقي المسلمين شرها مادام هو المؤسس والممهد لبيعة الاول ولبيعة الثالث ايضا بموجب سيناريو الشورى المعروف .
الإعلام الصدامي هو الذي اسس لتمجيس الشيعة وتهويدهم وترفيضهم وسار على دربه الإعلام العرعوري التكفيري السلفي الوهابي لاخراج الشيعة نهائيا من حظيرة الاسلام واقصائهم بعيدا عن جميع المشتركات الاسلامية وتغريبها عن مذاهب اهل \"السنة\" و\"الجماعة\" والحاقهم بالملل والنحل والطرق الغريبة والشاذة والمنحرفة التي ظهرت عبر التاريخ، والوهابية التكفيرية التي تدعي بان الخلاف بين السنة والشيعة خلاف عقائدي وليس مذهبيا فلاتحاول المقارنة مجرد المقارنة بين (الاسلام) الذي تدعي تمثيله وبين التشيع كـ \"دين\" اذا كان الخلاف عقائديا كما يزعمون بل ان الوهابية السلفية التكفيرية تحترم بموجب \"الخلاف\" جميع الاديان وتحتقر (وتحارب) التشيع في الوقت نفسه وهذا مايؤكد ان المسألة اكبر بكثير من الوهابية وحجمها بل ويتعلق بموقف دولي من التشيع والشيعة كان الوهابية اداة تنفيذ كما تذكر المصادر الاستخبارية وغيرها للدول التي كانت مسيطرة على منطقة الخليج آنذاك (والآن ايضا) .
وان كان الشيعة مجوسا فهذا يعني ان الهاشميين جميعهم مجوس كونهم كانوا شيعة لعلي بن ابي طالب وكانوا روافض كونهم لم يبايعوا الشيخين الا بعد ان بايع علي لاسباب معروفة تتعلق بالصالح العام وينطبق هذا الوصف على الكثير من اجلاء الصحابة امثال ابي ذر وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي ومئات غيرهم من اصحاب الفضل واوائل شهداء الاسلام والسابقة والسيرة الحسنة اضافة الى مئات من التابعين باحسان وبعض امهات المؤمنين وكل هؤلاء روافض ومجوس في نظر الإعلام العرعوري الذي يحاول جاهدا تشويه صورة التشيع والشيعة في انظار اكثر من مليار وربع مليار مسلم وقد نجح في هذا المضمار نجاحا باهرا* .
وكمثل على التهريج العرعوري التكفيري المعادي للتشيع معاداة ظالمة ومبيتة من دون ان يلجمه احد او يكون كفؤه احد تلك المعمعة الفارغة من المحتوى والمضمون الا من ابراز العداوة والبغضاء السلفية الوهابية للتشيع كخط مناوئ، حاول جاهدا ان يلصق نفسه بأهل السنة والجماعة ويكون المتحدث الرسمي باسم مليارات المسلمين عبر التاريخ بل ويمثل الوجه الحقيقي للاسلام بالرجوع الى السلف الصالح والذي يهين مشاعر وكرامة المسلمين كلهم بالترضي عن ابي سفيان ومعاوية ويزيد وعمرو بن العاص وهند آكلة اكباد شهداء أحُد ويساوي هؤلاء بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين والحمزة وجعفر والعباس وخديجة وفاطمة وعائشة من رموز الشيعة والسنة , هذا الإعلام عمل جعجعة من غير طحين حينما شن هجمة افتراء على الشيعة كلهم بسبهم ونعتهم بالمجوسية و\"الرفض\" لصدور بعض العبارات غير اللائقة من معمم مغمور بحق عائشة زوج النبي حاسبا موقفه موقف جميع اهل الشيعة فلم يكلف نفسه بالاتصال بمراجعهم ومثقفيهم وعلمائهم واهل المعرفة ليستفتي ويسأل ويستقصي عن صحة موقف الشيعة من هذه الاسطوانة العتيقة والمشروخة قبل ان يعمم صفة المجوسية على طائفة من المسلمين انتموا قبل غيرهم الى السنة والجماعة (وكانوا احد اعمدة الاسلام قبل ان يولد ابن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وعدنان العرعور وقبل ان تضع بريطانيا العظمى وبعدها خليفتها الولايات المتحدة يدها على آبار النفط في الحجاز وتطلق يد الوهابية في شبه الجزيرة العربية ) ولم يخرجوا عنهما وقبل ان يوهم هذا الإعلام جماهير المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بأن الشيعة كفار اصلا في وقت يترضى فيه على قوادي قريش والعاهرات ذوات الرايات الحمر في الجاهلية واعداء الاسلام فيما بعد وحاشى لاهل السنة والجماعة من هؤلاء ومن هذا المنطق السقيم ولم تتحرك غيرة الإعلام الوهابي العرعوري بذكر مسألة لعن وسب علي بن ابي طالب على منابر المسلمين لاكثر من الف شهر ومازال يُلعن ويترضى في الوقت نفسه على من سنَّ هذا اللعن بحجة ان ( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون ) ولايحق لنا ان نسال ولايحق للتاريخ ان يسأل عما كان يعمله كل من علي ومعاوية لان كلاهما رضي الله عنه وارضاه وصحابي \"جليل\" ومن رموز اهل السنة و\"الجماعة\" بحسب المنطق العرعوري الذي يساوي بين الثريا والثرى !!! .
إعلامي وكاتب عراقي