- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تقاطيع كهربائية على السلك المنصهر
1 - وأخيرا عرفت لماذا تقف الطيور على الأسلاك الكهربائية في عموم العراق من دون أن يصعقها التيار وتتكهرب ؟. فقد اكتشفت أنها تفعل ذلك لعلمها المسبق بانقطاع التيار الكهربائي الدائم عن الأحياء السكنية, إذن لا تصدقوا أولئك الذين يعللون هذا بضآلة فرق الجهد بين قدمي الطائر.
2. المثير للدهشة أن أجدادنا القدامى كانوا أول من اكتشف الكهرباء, وان أقدم بطارية في العالم كانت عراقية الصنع بغدادية المولد, وكانت تتكون من وعاء من الفخار مبطن بمعدن من النحاس, في وسطه قضيب حديدي, وكان الوعاء يملئ بسائل حامضي. ترى ما الذي سيقولونه أجدادنا لو علموا إننا أصبحنا آخر الأقوام المحرومة من نعمة الكهرباء ؟.
3. قالوا لنا: ستستقر الكهرباء في الصيف القادم, ولم نصدقهم. كان ذلك عام 2005 وهو العام الذي اختفت فيه الكهرباء, ولم نعد نسمع عنها شيئا, لا في الصيف ولا في الشتاء, فاشترينا أجهزة التوليد بالشيء الفلاني, واستوردنا ملايين المولدات من شرق الأرض وغربها, حتى كسرنا الأرقام القياسية في امتلاكها, وصارت عندنا أسواق عامرة بمختلف أنواع المولدات,
4. ثم عادوا وقالوا لنا أنها لن تتمرد علينا بالطريقة التي تمردت بها عام 2007, وأنهم سيروضونها في العام 2008, وإنها لن تتأرجح في وصالها معنا بين مد وجزر كما فعلت في العام الماضي, وإن المشاريع كلها ستتكامل هذا العام, خصوصا بعد أن وصلت بارجات التوليد, ورست على أرصفة موانئنا, وباشرت عملها في إنتاج الطاقة, وان خطوات تنفيذ الخطط المدروسة تجري على وفق ما هو مرسوم لها, ولا داعي للقلق بعد الآن.
5. وقالوا أن الترشيد يعني التمسك بالبرمجة, وأنها تعني ساعات لك وساعات عليك, وإنها قد تكون (2 في 2), أو (4 في 2), أو (6 في 2), حتى سئمنا وعود وزارة الكهرباء, ولم يخطر ببالنا إننا سنعيش أوضاعا قاسية, تزيد فيها ساعات الانقطاع على ست ساعات مقابل ساعة تشغيل متذبذبة وغير مستقرة.
6. بدأ هذا الصيف ملتهبا في العراق بحممه المصحوبة بهبوب الرياح الجنوبية الشرقية, ومع غياب شبه تام للتيار الكهربائي مازالت أزمة الطاقة الكهربائية تمثل إحدى المشكلات الكبرى المستعصية, التي نواجهها طوال أيام السنة, ولم تكن وزارة الكهرباء وفية معنا في وعودها المتجددة المتواصلة, وعجزت عن تلبية احتياجاتنا سواء بالقدرات المحلية, أو من خلال الاستثمارات الخارجية, ما اضطرنا إلى شراء الطاقة من مولدات القطاع الخاص, وشبكاتها العنكبوتية المنتشرة في أحيائنا السكنية, وبالتالي إرهاق ميزانيتنا المتواضعة, وتبذير ما تبقى من أموالنا.
7. نحن الآن على موعد مع مباريات كأس العام لكرة القدم في جنوب أفريقيا لعام 2010 والتي لن يشاهدها معظمنا عبر التلفاز بسبب عدم استقرار الكهرباء أو غيابها, ترى هل سنتمتع بنعمة مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في البرازيل عالم 2014 ؟؟؟؟.
ملاحظة : تم زيادة اجور الكهرباء الوطنية ومن الشهر الحالي بمقدار 100 % .
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد