وقفنا كثيرا بانتظار تكسي أو أي سيارة تقلنا الى البيت من مكان العمل ولكن سخنت جماجمنا من طول الانتظار تحت شمس الصيف اللاهبه فبادرت صديقي
- لماذا السيارات قليلة هذا اليوم .
فأجاب وبانفعال
- لان اكو أزمة بالبنزين يعني لو ايوزعونه حصن حتى انحل هاي المشكلة أهواي أحسن .
سكت لم اجب صديقي الذي بدا عصبيا جدا وبدأت بالتفكير فعلا .
ماذا يحدث لو إننا اشترينا أحصنة أو بغالا بدل السيارات .
ولكن سوف تواجهنا مشكلة أكيده وهي أسعار الحصن مرتفعة أيضا وذلك تبعا لعوامل عديدة منها
( ألوانها هل الحصان أوتوماتك ام عادي تبريد ام أوربي بمعنى مواصفات ) وتخيل منظر الناس وهم يركبون الخيول لا يعوزنا سوى العقاد ليخرج لنا (فلم الرسالة ) اما المخلفات التي تتركها على الشوارع فلابئس بها لأن شوارعنا أصلا متسخة دون أدنى اهتمام من المسئولين
ثم أن هذا الحيوان اللطيف الخفيف بحاجة الى طعام بدل البانزين وبما انه يستهلك معدلات عالية من الطعام فأكيد أن معدل طعامه سوف يكون بحدود (10,000) عشرة ألاف دينار (بمعنى مصرف العائلة ) إضافة الى انه يشرب يوميا ما يعادل 30 لتر ماء الأمر الذي لا يتوفر دائما لأننا نعاني من انقطاع الماء في حيينا بشكل متقطع ومستمر .
ثم أن هذا الصديق يحتاج الى مكان يستريح به ( كراج ) ولا يمكن أن ( نطبكه ) بجوار الباب تحت حر الصيف وبرد الشتاء وحجارة الصغار . ولكن البيت أصلا ضيق بالكاد يكفينا لولا إننا نصبر نفسنا على أمل أن تلتفت لنا الجهات المختصة ذات يوم وتوزع لنا قطع أراضي حتى ولو بالتقسيط .على أي حال
تخيلت نفسي جالس في غرفتي ومعي الحصان أحدثه ليلا نهارا عن مشاكلي وإذا انقطع الكهرباء وغرقنا أنا وهو في حر لا مثيل له أراه وهو يتأفف من الملل أو حين أعود من السوق لأخبره بان كل شيء بات غاليا . ولا يستطيع الضعفاء من أمثالي أن يقتنوا ما يحتاجون إليه ولذلك اجلب له طعاما قليلا كل يوم حتى يصاب بالهزال .
ثم أني أحوله الى تكسي أجوب به الشوارع ( والطسات ) والحفر فيصاب بعطل في ( دبلاته وتفش تايراته ) الى أن يمل فيقول لي :
ـ نحن امة الأحصنة لو تعرضنا الى كل هذا الاضطهاد سوف ننتحر فإما أن تعتقني لوجه الله تعالى أو انتحر (والخطية ابركبتك ) .
( فجأة انفجرت بالضحك أمام صاحبي الذي استفسر عن السبب ) فأجبته :
- لا تنفع
- ما هي
- فكرة اقتناء حصان وعليه نمشي أحسن والخطية أبركبة ألسواها .