بقلم: محمد صالح حاتم
عبارة تكررت كثيرا على مسامعنا، وأصبحت هشتاقا يستخدمه أكثر المتفاعلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ، والتي مضى عليها أكثر من عشرين يوما.
فهل فعلا أبناء غزة وفلسطين عموما، ليسوا وحدهم، وإن العرب إلى جوارهم؟
من خلال الواقع ومع مرور الايام وازدياد وحشية الارهاب الصهيوني، وتوسع عملياته القتالية في غزة واستخدام افتك الاسلحة في قصف المدينة واحيائها السكانية ومبانيها ومستشفياتها، والتي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وعشرات الآلاف من الجرحى، فإن ابناء فلسطين يخوضون معركة الدفاع عن الكرامة العربية منفردين.
يواجهون الارهاب الصهيوني - ليل نهار - بينما القادة العرب لم يحركوا ساكنا، فاكبر موقف هو الادانة والاستنكار، لما يتعرض له ابناء غزة من حرب إبادة جماعية، بل ويساوون بين الجلاد والضحية في بيناتهم.
ابناء غزة يسطرون أروع الملاحم البطولية، بينما دول عربية تهتم بإقامة الحفلات الراقصة والمهرجانات الفنية، وتستقدم مشاهير يهود من عدة جنسيات للرقص والغناء الفاحش، فاين العرب وأين العروبة التي ينتمي لها ابناء فلسطين؟.
بينما نجد في الطرف الآخر الكيان الصهيوني الغاصب المجرم المحتل للأرض يتلقى الدعم والمساندة من قبل دول الغرب.
فأمريكا من اول يوم سارع وزير خارجيتها إلى الاراضي العربية المحتلة ، معلنا أنه أتى ليس بصفته وزير خارجية، ولكن لانه يهودي، والرئيس الامريكي يلحق به معلنا للجميع لو لم تكن اسرائيل موجودة لأوجدناها، ويسارع بإرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة، ويرسل المساعدات العسكرية للجيش الاسرائيلي ، بل ويشارك بجنوده في قتال ابناء غزة، ورئيس وزراء بريطاني هو آخر مع الرئيس الفرنسي يصلون إلى تل أبيب ويؤكدون دعمهم للكيان الصهيوني..
ويتواصل الدعم الرسمي والمساندة بالسلاح وبالموقف وعبر الاعلام.
بينما العرب لم يكلفوا انفسهم حتى طرد السفراء الاسرائيليين من القاهرة وعمان وابوظبي والمنامة والدار البيضاء وغيرها..
فكيف نقول لغزة لستم وحدكم؟
ابناء غزة يدافعون عن الكرامة العربية، لا يريدون تنديدات، ولا شجب وإدانات، يريدون الدعم والمساندة بالمال والسلاح والرجال، يريدون مواقف رسمية من قبل الحكومات العربية، اعلان الدعم والمساندة لفلسطين في حال لم يتوقف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه بحق ابناء فلسطين...
لو تحرك العرب وكان لهم موقف موحد ما تجرأ الكيان الصهيوني الغاصب على قصف غزة وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها.
العرب يمتلكون أوراق ضغط كثيرة لو استخدموها لأرغموا الكيان الصهيوني عن التوقف عن قتل ابناء غزة، فما بالك لو اجتمعوا وحركوا جيوشهم نحو فلسطين لحرروها وحرروا كل الأراضي العربية المحتلة.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!