بقلم: عمر الناصر
"ضباب الحرب" مال زال يخيم على اسرائيل التي تعيش اليوم حالة من الصدمة والرعب وعدم ثقة بالطبقة السياسية الحاكمة هناك ووصف يوم الهجوم "بالسبت الاسود"، خصوصاً بعد الانتقال من مرحلة ضربة بضربة الى توسع مديات صواريخ المقاومة ووصولها لتل ابيب وافرات، واجلاء سكان مدينة سديروت والبالغ عددهم ٣٥ الف مستوطن لاول مرة، ووجود مخاوف من تأثير تداعيات هذا الصراع على الاقتصاد العالمي، في وقت يكون هنالك غموض وتماهي وربما معارضة في مواقف بعض قادة الدول العربية والاسلامية تجاه قضية حل الدولتين المحورية، نتيجة اتفاقيات سرية من تحت الطاولة التي اصبحت بضاعة رائجة.
دعم مطلق من الادارة الاميركية وكيل بمكيالين بين الازمتين الدائرتين في اوكرانيا وغزة، وغض للطرف عن التصريحات الاستفزازية التي اطلقها نتياهو والتي تثير الحقد والكراهية بوصفه بني اسرائيل "بابناء النور" والفلسطينيين "ابناء الظلام" لتحقيق "نبوءة اشعياء" التي تشير لقدوم يهودي مخلص يحكم الأرض ويقدم السلام والعدل، في حين يرى فيه ٤٩٪ من الاسرائيليين ان المستوى السياسي في اسرائيل هو من يتحمل مسؤولية اخفاق ٧ اكتوبر حسب ماذكرت صحيفة معاريف، وسط غليان واضح تجاه نتنياهو وارتفاع في منسوب السخط الشعبي بسبب القلق المتزايد على مصير الاسرى لدى حماس الذي يعتقد الكثير بأنه اصبح شخص خطر على اسرائيل، وارتفاع اشارات لتراجع الاقتصاد من خلال اعتراف وزير المالية الاسرائيلي بخسارة ٢٤٦ مليون دولار يوميا، وتوقعات بارتفاع تكلفة الحرب الى مايقارب ١٧ مليار دولار وفقاً لتقرير مؤسسة ميتاڤ للاستثمارات.
ان تلويح اسرائيل باستخدام القنابل الزلزالية تارة وزج وحدة سامور المتخصصة بالبحث عن الانفاق وتفجيرها، والاستعانة بفرقة دلتا فورس الامريكية التي نجحت في عمليات نوعية سابقة كعملية الفجر الاحمر واعتقال صدام حسين وقتل ابو بكر البغدادي، وفشلها في عملية طهران عام ١٩٨٠ وعملية مقديشو عام ١٩٩٣ الذي قتل فيها ١٨ من عناصرها، وترويجها لاستخدام القنابل الاسفنجية لغلق الانفاق تارة اخرى، ماهي الا بروباغندا اعلامية تدعم عنصر الاشاعة والحرب النفسية، للتغطية عن الارباك في القرار السياسي هناك، وهي خطوة متأخرة لرفع معنويات الجنود التي قد تتراجع بالايام المقبلة بعد الاعلان من ان الحرب قد تستمر لفترة طويلة والدليل استدعاء الجنود الاحتياط الذين بلغ عددهم اكثر من ٣٠٠ الف جندي، في ظل مخاوف كبيرة من الدخول بحرب استنزاف تطمح الوصول اليها المقاومة الفلسطينية التي تراهن اليوم على الوقت وقوة العقيدة وحرب الشوارع، واستمرار قذائف الياسين ١٠٥ الترادفية بزيارة المدرعات الاسرائيلية ووصول صواريخ ايه ١٢٠ لديمونة وتل ابيب.
انتهى …
خارج / وزن الصواريخ التدميرية التي القاها الكيان الصهيوني على غزة يقارب ١٢ الف طن، في حين وزن القنبلة النووية التي القيت على هيروشيما تزن ١٥ الف طن.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!