وصف ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 30 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 3-6-2011 م ما تكاثر وتكرر من هروب السجناء بأنها مسألة مادية وسياسية، مشيرا إلى أن القضية تهريب السجناء وليس هروب السجناء، عادا ذلك بأنه مؤشر خطير جداً ولا شك إن هناك دوافع وراء عملية التهريب، ولعل من جملة الدوافع هي دوافع مادية وسياسية وربما دوافع أخرى.
وأضاف سماحة السيد الصافي إن هناك سجناء محكومين وممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، والجريمة عندما تثبت ثم يحاول البعض أن يهرب هذا السجين من السجن لاشك إن هذا الشخص قطعاً يشترك مع السجين في نفس الرغبة النفسية في القتل والتجريم!! وإلا لا يوجد حر وغيور على الدماء أن يتسبب في تهريب السجناء.
وتساءل سماحته ما هي حقيقة الأمر؟! وما هي القضية التي تكررت مرارا دونما رادع ؟!! حقيقة هذه المسألة يعنى بها المسؤول بالدرجة الأساس، ولابد من وجود تواطؤات كبيرة جداً ! ومن غير الممكن أن الإنسان القاتل يهرّب بطريقة أو بأخرى ولا زالت دماء الأبرياء المهراقة يوميا لم تجف بعد، عادا كل ذلك خيانة للوطن ولدم الشهداء وللبلد، إنما يتحقق ذلك بهذا الأسلوب الهزيل والوضيع جداً!!.
وفي سياق آخر تطرق سماحة السيد الصافي عن مسؤولية الدولة اتجاه المواطن ومسؤولية المواطن اتجاه وطنه، مؤكدا إن مسؤولية الدولة اتجاه المواطن أن توفر له الأمور الضرورية قدر المستطاع، وفي الوقت نفسه هناك مجموعة من الالتزامات على المواطن اتجاه وطنه بحيث إذا اخلّ بها نتهمه ونقول له أنت لا تحب وطنك.
وأضاف إن من جملة الاتجاهات الأساسية للدولة أن تعزز محبة المواطن لوطنه، فالمسؤول في أي موقع كان عليه أن ينظر إلى حجم إنتاجه كمسؤول لا إلى حجم المكتسبات التي يحصل عليها من موقعه! وفي المقابل المواطن عليه أن يعيش حالة المحبة لوطنه.
وعد سماحته تحرك المسؤول في نطاق المكتسبات له ولعشيرته وأقربائه فقط دون النظر إلى المصلحة العامة إنها حالة تنبأ عن نفسية مرضية موجودة بيننا مع بالغ الأسف، ولكن نحن ننتظر متى تنتهي تلك القضية؟! لابد من وجود أجواء ثقافية تساعد المواطن والمسؤول لتخطي تلك الصعاب، فحتى المسؤول يحتاج إلى ثقافة للمسؤولية، فما هي وظيفته وكيف يتعامل وما هي المسؤولية الملقاة على عاتقه؟ وأكد إن المواطن إذا أحس بروح الوطنية للمسؤول فانه سيطمئن، ودعا وسائل الإعلام مع كثرتها أن لا تغيب عن أدوات الاتصال واللقاء بالناس والتثقيف على هكذا أمور.
وطالب المسؤول أن يحترم البلد والوقت والأنظمة التي تشرّع من اجل البلد، وحقيقة ودعا إلى ثقافة المسؤولية للمسؤول .. والمسؤولية ليست مكتسبات وإنما المسؤولية هي إن المسؤول أمام الآخرين هل يؤدي عمله بشكل جيد أو لا؟!
وعن الأزمات التي تمر بها الكيانات السياسية في البلد قال سماحة السيد الصافي، أيهما أجمل؟! وجود مجموعة من الشخصيات مهمتها إطفاء الخلافات والفتن والمناحرات بين الكيانات، أم وجود شخصيات لإثارة الفتن، أيهما أجمل للكيان وللشعب؟ بلا شك الحالة الأولى أفضل .. وجود مجموعة من عقلاء القوم في كيان ما مهمتهم فقط تقريب وجهات النظر وجعل الهوة ضيقة إلى أن تنتهي مع الاحتفاظ بخصوصية كل جهة.
وتساءل سماحته لماذا دائماً نفكر بأن كل شيء لابد فيه خلاف؟! إن بعض الكيانات السياسية أصدقاء وهناك جلسات بينهم لكن عندما تراهم على الإعلام فإنهم يتقاتلون! وعندما تسأل فلان، يقول الجمهور معي! وتسأل فلان يقول الجمهور معي! وهم بعد الكاميرا يجلسون سوية، سبحان الله !! وكأن الشاشة تريد أن تغذّي مسألة التناحر والخلاف! وذكر سماحته لا أقول إنه لا توجد ثمة اختلافات وقد تكون اختلافات جذرية، لكن المشاكل لا يمكن أن تبقى عالقة إلى ما لا نهاية، فمثلا ً مسائل تهم امن البلد كالاغتيالات بالأسلحة الكاتمة، لماذا لا تجتمع الكتل السياسة من اجل حلها؟!!
وذكر سماحته في ختام الخطبة الثانية إن العراق يمر بمشاكل حقيقية في بعض الحالات، وأهاب بالإخوة أن يحلوا هذه المشاكل وان يكون هناك عقلاء في كل كيان يقرّبوا وجهات النظر تمهيدا للحل، وأوضح ن غير المعقول إن الشعب كله يدخل حالة من التشنج والتوتر بسبب مشاكل مجموعة أفراد! فالبلد يستنزف ويحتاج من يضمد جراحه وكل من يتصدى للمسؤولية عليه أن يعرف إن هذه المسؤولية فيها ضريبة وان يعرف كذلك إن مهمته ليست زيادة الفرقة والانشقاق وإنما مهمته ردم الهوة ودرء المشاكل ورأب الصدع، والناس تحب أن ترى خطوات جادة من اجل القضاء على مشاكل كثيرة وفتن حتى يأخذ البلد مجراه الطبيعي إن شاء الله تعالى...
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- شاهد.. السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق (فيديو)
- ممثل الأمم المتحدة في العراق:السيد السيستاني طلب مني تنفيذ الأولويات بما هو لمصالح العراق
- مكتب السيد السيستاني في بيروت :مستمرون في توزيع المساعدات الانسانية في لبنان ليوم السبت ٢٠٢٤/١١/٢؟