زار وفد من عشائر محافظة الموصل منطقة (سهل نينوى) العتبة الحسينية المقدسة والتقى أمينها العام على قاعة دار الضيافة في الصحن الحسيني الشريف، حيث ضم هذا الوفد أكثر من (40) شخصية من مثقفي وشيوخ عشائر ووجهاء ورجال أعمال المنطقة.
حيث تم مناقشة بعض القضايا وعرضها على ممثل المرجعية في كربلاء والمطالبة بمساعدة ابناء المنطقة البالغ عدد سكانها أكثر من (500 الف) نسمة من خلال إيصال رسالتهم الى الحكومة المركزية.
وبين رئيس الوفد وشيخ عشيرة السادة الاعرجية المظلومية التي تتعرض لها هذه المنطقة حيث لم توفر الحكومة المحلية اي نوع من الخدمات منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا وقال (محمد الاعرجي) لموقع نون يضم هذا الوفد مختلف الطوائف من منطقة سهل نينوى من (العرب والاكراد والشبك والتركمان والمسيح والايزيد) وجميعنا بروح واحدة والجميع يعمل بتوجيهات مراجعنا العظام ولكن نحن نحتاج الى بعض التوجيهات وإيضاح بعض الأمور من ممثل المرجعية الرشيدة.
واضاف الاعرجي تعم المنطقة بجملة من المشاكل وان معاناتنا ليست حديثة الولادة فمنطقة سهل نينوى بكافة اطيافها وقومياتها مهمشين منذ زمن النظام السابق ولغاية ألان حيث لا تمتلك المنطقة مستشفى لاستقبال المرضى وعند حصول اي حادث مرضي في اغلب الاوقات لا نتمكن من نقل المريض الى المحافظات المجاورة بسبب بعد الطريق.
اما المدارس الموجودة حاليا فهي قديمة ولا تتناسب بالعصر الحديث وهنالك أمل كبير من خلالكم بحث الشركات الاستثمارية لبناء شقق سكنية في المنطقة.
[img]pictures/2011/04_11/more1301905184_1.jpg[/img][br]
وتابع (يونس زين الشبكي) لموقع نون الخبري معنات المنطقة بقوله: يطالب شعب سهل نينوى من ممثل المرجعية ان يحث الحكومة المركزية على ان تكون هنالك مشاريع عمرانية وخدمية في المنطقة، حيث تتوسط هذه المنطقة الطريق بين محافظة الموصل واربيل، حيث تتبع إداريا الى مدينة الموصل اما عسكريا فهي تابعة إلى إقليم كردستان، لغاية الان لا توجد في هذه المنطقة مدرسة واحدة ونحن تائهين مابين إقليم كردستان ومحافظة الموصل، أكثر من (13 الف) عائلة شبكية عاد والى المنطقة بسبب تهجيرهم من مناطق مختلفة في العراق حيث أصبح تعداد هذه المنطقة أكثر من (500) ألف نسمة.
وشارك الدكتور (حنين قدو) عضو مجلس النواب السابق وأمين عام تجمع الشبك، الحضور بقوله، تعايشنا في حب وانسجام منذ مئات السنوات بمختلف مكونانتنا (المسيح والايزيدية والشيعة والسنة)، تعاني هذه المنطقة للكثير من المشاكل والتحديات الخطيرة حيث يطلق على هذه المنطقة اسم (المناطق المتنازع عليها) وبالتالي هنالك اهمال كبير من الحكومة المحلية فيما يتعلق بالخدمات، هنالك نقص كبير في المدارس والمياه الصالحة للشرب والمراكز الصحية، بالاضافة الى كثافة سكانية كبيرة في هذه المنطقة لذا نطلب من سماحتكم ان توصلوا رسالتنا الى الحكومة المركزية لدعم هذه المنطقة وتقديم الخدمات إلى أهاليها، حيث لا نرجوا خيرا من حكومتنا المحلية، نتمنى أن يكون هنالك وجود لقوات عراقية رسمية في هذه المنطقة كي يعم الامن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه رد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على شكوى ومطالب الوفد الزائر قائلا: لاشك إنكم تمثلون شريحة خاصة في المجتمع زعماء عشائر وأساتذة وأعضاء مجلس نواب وانتم نخبة في المجتمع العراقي وحجم المسؤلية ونوعها يختلف عن المواطن العادي وانطلاقا من هذا المبداء ليس من الصحيح ان نلقي اللوم على الاخوة في الكتل السياسية وعلى الحكومة واعضاء مجلس النواب.
فنحن نشخص ما هي المسارات الغير صحيحة ما هو الاداء السياسي الغير مقبول وما هو الخلل والتقصير في اداء السياسين وفي السلطات التنفيذية والتشريعية ولكن في نفس الوقت علينا ان نشخص حالة اخرى وهي ان علينا جميعا ان نتحمل قدر معين من المسؤولية فلا يصح ان نجلس جانبا ونقول ان هذا هو الوضع في العراق وان تقديم ما مطلوب من حقوق وخدمات يقع على عاتق الحكومة فقط وانما نحن مواطنون هل علينا ان ننتظر ما ستقدم لنا الحكومة والسياسين تجاه بلدهم وشعبهم؟ فهذا ليس بصحيح، فكما بينا سابقا في خطب الجمعة ان المسؤولية تقع على عاتق جميع الاشخاص سواء كان له درجة وظيفية كبيرة في الدولة او مواطن عادي ، فعلى كل فرد منا ان يجلس مع نفسه ويحاول بينه وبين الله تعالى ان يشخص مسؤوليته ويحدد حجمها ويقوم بأدائها ويفي بحق هذه المسؤولية كما هو مطلوب منه.
واضاف هل ان المطلوب حينما نقول ان ننهض بواقع البلد وننهض به الى بر الامان ونتعاون جميعا من اجل تطويره وازدهاره وتقدمه هو المقصود فقط ان توفر الخدمات وفرص عمل والاستقرار الامني نعم هذه مطالب اساسية وجوهرية ولابد ان تطالب الحكومة بها وحتى التظاهرات امر مشروع ومن حقهم ان يتظاهروا ويطالبوا بحقوقهم المشروعة لكن يجب علينا ان لاننسى انفسنا علينا جميعا مسؤولية فيجب ان نقوم بواجبنا تجاه مجتمعنا والاخذ بيده نحو الهداية والصلاح وتحصين من الظلالة والانحراف والفساد وان ننهض بواقع المجتمع العراقي بحيث نجد ان المواطن سواء كان وزيرا او نائبا او زعيم عشيرة او مواطن اخر ان ينهض بمستواه الثقافي والحضاري ومستواه من الشعور بالمسؤولية تجاه بلده الى مستوى يمكن ان نقول حينها ان هذ الشعب تطور وازدهر، حيث نلاحظ ان بقية الشعوب التي تطورت بمجموعة من الاسس من جملتها الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية والتطور التقني ووجود منظومة من المباديء والقيم والقوانين ووجود احترام وهيمنه للقانون وايضا وجود شعب واعي متسلح بالوعي والقيم.
وتابع الكربلائي فعلينا مسؤولية تضامنية ان ننهض ببلدنا في مختلف المجالات ونحافظ على الوحدة بيننا ونحاول قدر الامكان الابتعاد عن اي شيء يؤدي بنا الى نزاع او خلاف نعم في قضية الحقوق يجب على كل شخص ان ياخذ حقه ولكن هنالك وسائل هادئة واسلوب حوار وتفاهم وتبادل الاراء، وهذه الامور الحضارية والدينية يؤكد عليها مرجعنا الديني السيد (علي الحسيني السيستاني) ويندد باتخاذ اسلوب العنف او اسلوب التقاطع والتذامر والتشاحن وسيلة لنيل الحقوق، بما انا ابناء شعب واحد فكل شخص عليه ان يطالب في حقوقه ولكن علينا ان ننتهج الاسلوب الذي يحفظ لبلدنا الهدوء والاستقرار بل علينا حتى في تعاملنا وفي معاشراتنا اليومية نحاول ان نتبع اسلوب هاديء حكيم واسلوب الحوار.
واوضح الكربلائي ان هنالك بعض الجهات تحاول ان تعيد العراق الى ماكان عليه سابقا ولكن الذي نامله منكم ان لاتعطوا الفرصة لهؤلاء لان الجميع تاكد بان الشر اذا لحق بالعراق يصيب الجميع يسلم احد (لا المسلم ولا المسيحي ولا التركماني ولا الايزيدي) الشر والغضب يشمل الجميع، وهذا قدرنا جميعا ان نعيش في هذا البلد حيث تؤكد المرجعية الدينية ان الجميع مواطنون ولهم حقوق بان يوفر له الامن والاستقرار والخدمات كبقية المواطنين فاذا كان هنالك خير سيعم على الجميع\"
تقرير/تيسير عبد عذاب
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- غذاء وحليب اطفال و(10) الاف بطانية: انطلاق قافلة العتبة الحسينية الثالثة لاغاثة الشعب اللبناني في سوريا
- القضاء العراقي يوقف قرار اقالة الكروي من رئاسة مجلس محافظة ديالى (وثيقة)
- بسبب الامطار.. محافظة عراقية ثانية تعطل الدوام لطلبة المدارس والجامعات