- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحشد ( الذي ينفع الناس ) يمكث في الأرض .. اما سياسة المحاور فتذهب جفاء
بقلم: بركات علي حمودي
كلنا يتذكر تلك الصيحات العظيمة من مرقد الإمام الحسين (ع) يوم الفتوى العظيمة للجهاد الكفائي والتي صدمت العالم صدمةً إيجابية برهنت له ان في العراق شعباً في ظهره مرجع يكون له عوناً في النوائب، فكانت بعدها بأسابيع و شهور بيادر النصر العظيمة التي تمت بسواعد العراقيين من حشد و جيش و شرطة.
هذا الانتصار فتح الأبواب واسعة لهذا الحشد المقدس ان يكون رمزاً للانتصار وقدوةً لكل المجاهدين في العالم الذين يقدمون دمائهم قرابين رخيصة على اعتاب الأوطان دون مقابل يريدونه حتى لعوائلهم بعد رحيلهم ..
فأغلب شهداء حشدنا تركوا عيالهم دون معيل لكنهم تركوا بيوتاً مُسقفةً بالإباء والفخر، فبرحيل الأب يسقط سقف اي بيت، الا بيوت شهداء الحشد تكون مسقفةً بشجاعة الأب او الاخ او الابن الذي استشهد في ساحة العز والكرامة ..
انتصرنا بهم وبجيشنا وبشرطتنا الاتحادية، ولم يكتفي هذا الحشد بذلك، بل رابط على الحدود والسواتر متأهباً لأي طاريء قد يحدث، وفي هذا الإطار خسرنا الكثير منهم نتيجة هجمات خلايا داعش الارهابي .. و الاهم خسرنا المئات منهم نتيجة الصراع الإقليمي المعروف للجميع، ليكونوا ضحايا لا نريد اي يزداد عددهم في وقت يحتاج هذا البلد لكل قطرة دم شريفة تبني البلد وتبتعد عن سياسة المحاور الإقليمية و الدولية و تكون سواعدنا متجهة فقط لبناء البلد الذي انهكته الحروب و الآفات و اخرها ( كورونا ) الذي سينهك العالم بأجمعه.
نعم .. فسواعدنا أولى ان تدافع عن بلدنا و حدودنا و ان تبتعد عن حماية مصالح الغير وان تبتعد عن ما كل ما يسبب المشاكل السياسية والأمنية الداخلية للبلاد .. فبلدنا على شفا حفرة من الانهيار السياسي والأمني والاقتصادي ولكل مفصل من هذه المفاصل الثلاثة له شرح مفصل يحتاج لمقالات عده، و بإمكاننا ان ننقذ البلد من هذه الانهيارات لو تعاملنا مع مشاكلنا بعقلانية وبواقعية علمتنا عليها مرجعيتنا الرشيدة، فكلنا يتذكر الأحداث من 2004 مروراً بـ 2006 و تفجير المرقدين و حتى 2014 عند سقوط الموصل.
كل هذه المطبات الكبيرة كان المنقذ الوحيد لنا فيها هي حكمة المرجعية لمساتها السحرية العقلانية على انهاء أزمات كبيرة جداً، اما باقي الأزمات فللأسف لم تستطع الطبقة السياسية ان تحل الكثير منها، فالمرجعية لا تتدخل بكل صغيرة وكبيرة فهي لا تتدعي انها ( ولي فقيه ) بل ( اب ناصح ) .
و هنا انجر الامر ايضاً للحشد الشعبي الذي لم يتدخل ابناءه في السياسة بقدر ما حاول السياسيين ان يركبوا موجة الحشد .. لكن يأبى الحشد الا ان يتمَ نوره.
عاش الحشد و عاش ابيه السيستاني ..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً