- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تنسيق عال المستوى بين سنّة الحلبوسي وأكراد مسعود
بقلم: أياد السماوي
التصريحات المتشّنجة والتهديدات الفارغة التي أدلى بها النائب محمد الكربولي عن تحالف سنّة الحلبوسي لبرنامج بتوقيت العاصمة , قد عكست جانبين مهمين .. الجانب الأول هو أنّ هذه التصريحات اللا منضبطة تؤكدّ أنّ رئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي لا زال رافضا حتى اللحظة الانصياع لمطالب كتلة الفساد والتزوير التي ترّبع على عرشها الحلبوسي .. والجانب الثاني الذي عكسته هذه التصريحات الخرقاء هي حالة التّخبط التي يعيشها عرابوا الفساد في بورصتي عمان ودبي لبيع المناصب الوزارية , بعد رفض رئيس الوزراء المكلّف لمطالب زعيم الكتلة محمد الحلبوسي التي طالب بها حصر ترشيح الوزراء السنّة عن طريقه تحديدا .. فالحلبوسي أراد من حصر الترشيحات بيده لدعم زعامته السياسية للمكوّن السنّي , ولتوسيع امبراطوريته المالية التي سنأتي على تفاصيلها في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى بعد استكمال الوثائق المتعلّقة بهذه الامبراطورية المالية .. وعلى ما يبدو أنّ الحلبوسي قد تيّقن أنّ قيادته للمكوّن السنّي قد أصبحت أمرا منتهيا ولم يعد هنالك من ينافسه أو يزاحمه عليها , خصوصا بعد الصلح الذي أبرمه مع عدوه اللدود سعد البزاز الذي أملى عليه الدرس الأول في العمل السياسي وتفوقه بعد ذلك على معلمه .. فلم يكن ليتوّقع أنّ أربعين نائبا سنيّا سيرفضون زعامته وعلاقاته المثيرة للجدل مع الأجندات الخليجية .. ومن أجل لملمة أوراقه المبعثرة أمام التحالف السنّي الجديد الرافض لسلوكه واستفراده بزاعمة المكوّن السنّي .. سارع للاستنجاد بأكراد مسعود الانفصاليين في مجابهة عزم رئيس الوزراء المكلّف , الرافض لمطالب العودة لنظام المحاصصات القومية والطائفية والحزبية .. ويبدو أنّ سنّة الحلبوسي قد وجدوا ضالتهم عند أكراد مسعود الانفصاليين في تنسيق مواقفهم والخروج بموقف موّحد يستطيعون من خلاله ابتزاز رئيس الوزراء المكلّف والخضوع لهم ولو بالقدر الأدنى لمطالبهم المتمّثلة بالاحتفاظ بوزارتي المالية والتجارة .. فاستقتال أكراد مسعود على وزارة المالية لم يعد أمرا مخفيا , وكذلك الحال بالنسبة للحلبوسي في وزارة التجارة .. والحقيقة الساطعة هي أنّ الأثنين لا يعتبران حكومة بغداد حكومتهم .. فطموحات مسعود في الاحتفاظ بوزارة المالية كضمانة لتدفق الأموال إلى حكومة إقليم الشمال , قد التقت مع طموحات محمد الحلبوسي باستمرار استحواذه على وزارة التجارة من أجل أن تدّر عليه وعلى حزبه الأموال والمنافع .. وليعلم الحلبوسي ومسعود معا أنّ الشعب العراقي الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في انتفاضته على الفساد والمحاصصات اللعينة وأصرّ على إقالة عادل عبد المهدي , لن ولن يقبل برئيس وزراء يعود بهم إلى نظام المحاصصات بعد كل هذه التضحيات الجسيمة .. في الختام أقول للحلبوسي الساعي لزعامة الإقليم السنّي .. لن تكون زعيما لسنّة العراق ولن يكون هنالك إقليما سنيّا يدار من الأمارات.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- عالمية زيارة الاربعين
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة