قيس النجم
الأمة الجوفاء الخاوية التي لا تفكر تقع ضحية لمن يغزوها، والبلد يحترق، والأعداء يتمكنون من مسافات واسعة من بلادنا فكرياً وثقافياً، وعليه فبناء العملية السياسية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها عراقنا، يجب أن يكون مطمئناً لجميع العراقيين، ويسحب فتيل الأزمة، ويطيب الخواطر، ويهدئ النفوس.
يجب ألا نسمح لشذاذ الأفاق وللغرباء ولحثالة المجتمعات المريضة، أن تستوطن أرضنا، أو تركب موجة التظاهرات بشكل سلبي، والإدراك بأن مفتاح الترابط الإجتماعي يبدأ من التماسك، والوحدة الوطنية، والحفاظ على الحقوق والواجبات، على أنه من المفترض في السياسة هي فن الحلول الممكنة والمسارات الوسطية، والتي يتوافق عليها جميعنا أو تطمئن غالبيتنا، لا فن العزف على المتناقضات وتفقيس الأزمات.
وسط التدافع الكبير على تفاصيل التظاهرات وتداعياتها، يجب أن ندرك أن المتظاهر السلمي يتظاهر، وهو مرفوع الرأس بقوة الحق الذي يتظاهر لأجله، وأنه مع الأولويات المستحقة للوطن والمواطن، وعليه فمهمة نشر الوعي هي من أخطر المهام التي تضطلع بها المنظمات والشخصيات المشاركة في مثل هكذا عرس ديمقراطي.
أحيانا في التظاهرات، يكيل بعضهم الإتهامات للآخرين، وبعضها حقيقي وصحيح، لكن يجب ألا ننسى دور العدو المتربص بنا، والحل يكمن في تحصين بيتنا الداخلي، فثوابت الوطن أعظم من متغيرات السياسة، ثم أننا نحن ضد التظاهرات التي تحصد الأرواح، وتبث الكراهية، وتخلط الأوراق، وتربك عمل الدولة، وتزيف الحقائق وهذا ما تقوم به الجماعات التخريبية.
ختاماً: أيها السياسيون المتحكمون ببلدنا الجريح، كونوا على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم برعيتكم، وأجلسوا على مسطبة الاحتياط في هذا الوقت الحرج، لأن العراق أكبر من الجميع، وعليكم أخوتي وأحبتي المتظاهرين السلميين أنتم أيضاً، ان تميزوا بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونحن مقبلون على مرحلة ختامها مخيف وطريقها وعر، وإذا لم نضع النقاط على الحروف، وندفع بقوة عجلة البلد لتسير نحو برَّ الأمان، سيكون ختامها لا يحمد عقباه على الجميع.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد