- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قانون الانتخابات الجديد استخفاف بدماء شهداء الشعب
بقلم: أياد السماوي
أخيرا وبعد المماطلات والتسويف، نجح برلمان الأحزاب والكتل السياسية الفاسدة بتشريع قانون جديد للانتخابات يضمن سطوة هذه الأحزاب في التّحكم بالعملية الانتخابية والالتفاف على مطالب المتظاهرين من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية على أساس دائرة انتخابية لكل قضاء.
وهذه المادة تحديدا ضمنت للأحزاب الحاكمة سيطرتها المطلقة على الانتخابات القادمة والاستحواذ على كل المقاعد في الدائرة الانتخابية الواحدة، والمرّشح المستقل الذي لا يملك المال والنفوذ، ليس بمقدوره أن يتنافس في الدائرة الكبيرة مع مرّشحي الكتل السياسية التي تمتلك المال والسلاح والنفوذ، فمن الطبيعي جدا أن يخرج جميع المستقلين غير المنتمين لهذه الكتل من المنافسة.. وليعلم العراقيون والمتظاهرون في ساحات التحرير , أنّ قانون الانتخاب الفردي حتى لو كان مئة بالمئة , لا قيمة له اطلاقا ما لم يعتمد على الدوائر الصغيرة المتعددة , نائب واحد لكل دائرة انتخابية يكون الفائز فيها من يحصل على أعلى الأصوات وبنسبة 50% زائد واحد.. وهذه هي الطريقة الوحدية التي يمكن من خلالها تفكيك الاقطاعيات السياسية الحاكمة التي نهبت ثروات البلد وثروات أجياله القادمة.
إنّ إقرار قانون الانتخابات الجديد من قبل برلمان الكتل السياسية الفاسدة , هو التفاف فاضح على مطالب الشعب المنتفض على الفساد والفقر , واستخفاف بدماء شهداء الشعب الذين سقطوا من أجل الإصلاح والتغيير ومن أجل عراق خال من الفساد والفاسدين.. إنّ تشريع برلمان كتل الفساد لهذا القانون الذي اعتمد الدوائر الكبيرة , قد أثبت أنّ هذه الطبقة السياسية الحاكمة , عدوة للشعب وللمرجعية الدينية العليا التي طالبتها بقانون عادل يمنع تحّكم الأحزاب الحاكمة بالعملية الانتخابية.. إننا ندعو جماهير الشعب المنتفض ضدّ الفساد والفقر والتسلّط , وكلّ المؤسسات والنخب الثقافية إلى رفض هذا القانون السيء وشرح أبعاده ليس على العملية الانتخابية فحسب , بل على مجمل العملية الديمقراطية ومستقبلها في العراق.
أيها العراقيون الغيارى.. أيها المنتفضون في ساحات التحرير.. أحزاب الفساد سحقت بأقدامها على دماء شهداء شعبنا من خلال تشريعها هذا القانون الذي يضمن تسلّطها على رقابنا.. أيها الغيارى في ساحات التحرير لا يخدعوكم بهذا القانون الفاسد , طالبوا بتغيير المادة 15 فورا وجعل الدوائر الانتخابية تعتمد على الكثافة السكانية , أي نائب واحد لكل دائرة انتخابية.. واعلموا إنّ الله ناصركم عليهم.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟