حسين فرحان
- والد الشهيد مخاطبا الأم الثكلى بوحيدها: أتعلمين أن بضعتنا يرقد بجوار الحسين، أتعلمين أن قطعة منك ومني لبت نداء الطف..
- الأم: لطالما قرأت في الزيارة (فياليتني كنت معكم فأفوز معكم..) أتظن أن ولدنا برفقة زهير وبرير الآن ؟
- الوالد: أظن ؟ بل قولي أتعتقد.. وهل بعد بشرى السيد المرجع يكون الظن أو التردد باليقين ؟
- الأم: مايهون علي فراقه كلمات السيد حين بشرنا بكونه شهيدا وأنه مع شهداء كربلاء..
- الوالد: ليلة الجمعة التي مضت وقفت طويلا أمام شباك الشهداء.. اقتربت شيئا فشيئا استنشق عطرهم.. وقع بصري على أسماءهم، صدقيني.. أحسست بوجوده بينهم.. ورغم عشقي لهذا الشباك طيلة عمري غير أنني صرت أرى فيه قوافل شهداء لم تنقطع منذ مئات السنين عن حط رحالها في هذا المكان..
- الأم: أنظر إلى صورته، أتراه يسمعنا الآن..
- الوالد: (ناغيه)..
- الأم باكية: لا قلب لي..
- الوالد: يسمعنا.. هو الآن يسمعنا.. أتذكرين حين كان يبتسم لي في المهد.. لم تغب تلك الصورة عن ذاكرتي منذ أن رأيت نعشه على السيارة، أصبحت لا أرى سواها.. وأنت مالذي علق في ذاكرتك ؟
- الأم: أنت تقتلني..
- الوالد: هل اشتقت إليه ؟
- الأم: خذني إليه..
- الوالد: غدا بإذن الله نذهب الى مقبرة وادي السلام.
- الأم: لا.. خذني للحسين.
...............