- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نحن و الفيضان و الخبرات العالمية
صباح حسن ابو دكة
في بداية القرن الماضي كان العراق مستعمرا من الدولة العثمانية،أرتأت هذه الدولة بعد أن أستشعرت أهمية العراق لان يكون سلة غذاء الدولة لخصوبة اراضيه وغزارة مياهه ان تهتم بتحديث نظام الري فيه فاستقدمت واحد من علماءالري المتميزين و هو المهندس الانكليزي وليم و يلكوكس منمصر (وقد اقترح لهم بناء السد العالي وقتها)، جاءالعراق و على مدى ثلاث سنوات (1911-1913) وضع تقريرا مهما ينير درب الاخرين لوضع الاسس الصحيحة و فيها اقترح بناء سدة الهندية وكان اول مديرا لها. وسدة الكوت و مشاريع المسيب و الجزيرة و انشاءسد راوة (حديثة)وسدبخمة وقتها، و جاء في مقدمة تقريره ان نظام الري منذ العصور القديمة وحتى عصر العباسيين كان نظام جيد و واقعيو يحتاج الان الى تطوير و تعديل بحكم الزمن و من اهم ما جاء في مقدمته ان بناء نظام ري و حصص مائية متوازنة يحتاج الى نظام ديمقراطي برلماني صحيح مهما لتحقيقها.....
و عليه سار كل المهتمين بالري والموارد المائية حتى الان، و منه برع اساتذة و مستشارين للريو الموارد المائية يشار لهم بالبنان حتى اليوم , في ثمانينات القرن الماضي بدأ أنشاءسد حديثة (القادسية سابقا) بالتنفيذ المباشر بين العراقيين و الروس فكان بناء هذا السد مدرسة تخرج منها كادر هندسيو جيولوجي و فني ممن جاؤا من سد حمرين او ممن عملوا في هذا السد صارت لهم خبرة ومهارة في تنفيذ سد الموصل و العظيم و بخمة (تحت الانشاء) و البغدادي (تحت الانشاء) و سد بادوش (تحت الانشاء) و مجموعة من السدود الصغيرة على طول مساحة العراق ,واستطاعت كوادر السدود أن تدير المواردالمائية من خزن وتوزيع مياه في احلك الضروف ونجحت بكوادرها المعروفين و الجنودالمجهولين فيها الذي يأتي في مقدمتهم الاستاذ المهندس رضا عبد العباس الشريفي (مدير مشروع سدة الهندية).
ان التقدم العلمي و استخدام تكنولوجيا الفضاء و أنظمة الاستشعار عن بعد ساهم بشكل كبير فيحل المشاكل المستعصية لانظمة الري و الموارد المائية حيث تم السيطرة على خزين المياه في الاعالي (منابع دجلة و الفرات في تركيا و ايران) – ضمن برنامج كان يشرف عليه باقتدار الاستاذ المهندس مهدي رشيد مدير عام السدوداليوم)، كما نبغ في دوائر الري أناس ابدعوا في مجال الاستشعار عن بعد ياتي في مقدمتهم الاستاذ الجيولوجي علي محمد جواد، كذلك لا ننسى جهود رجال وزارة الموارد المائية الشجعان في كل الاختصاصات في تمرير موجات الفيضان الاخيرة و الاستعداد لأستقبال الموجات الجديدة.
ان التفاعل والاستعانة بالخبرات المحلية و الاجنبية لها جانب مهم في تطوير نظم الري و معالجة الكوارث و الاستفادة من الخزين المتحقق باتباع انظمةري حديثة نجح فيها اناس في دول اخرى مثل تركيا و مصر و الهند و دول اوربية و قصة الخبرات الاجنبية في مساعدة كوادر سد الموصل في مجال التحشية و وقف خطورة مشكلة سد الموصل اليوم خير مثال ,أن ألآستئناس و العمل المشترك مع خبرات عالمية دليل تقدم واشح و ان الاعتداد بالنفس و المزايدة في مجال الثقة لا تفيد في مجال التقدم العلمي و على الاخص ميادين الري و الموارد المائية بل يجب ان لا ندخر جهدا في الاستعانة بهم و التعرف على كثير من المجالات الحديثة و على الاخص اليوم و نحن مقبلون على موجة فيضانية جديدة نحتاج الى جهودومثابرة وتعاون و خبرات في مجال حلها أملين أن تجد في مشرفي و قادة الرأي في كوادر الوزارة الاستعانة والتشاور و العمل المشترك