- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من المسؤول عما حصل في بطولة اسيا؟
بقلم: منعم جابر
مرة اخرى تكبو الكرة العراقية وتنتكس في الميدان الاسيوي وتسجل اخفاقه جديدة. فمن المسؤول عما حصل؟ هل هم لاعبو الكرة ونجومها ام طواقم المنتخب التدريبية بكل اشكالها؟ ام ادارة اللعبة واتحادها الموقر؟ فلو رجعنا الى التاريخ القريب وهو مطلع القرن الحالي لوجدنا ان منتخبنا كان رابع اولمبياد اثينا 2004 ثم حققا البطولة الاسيوية عام 2007 ولكننا غفونا ونمنا طويلا! دون انجازات ونتائج متميزة، بل خسارات واخفاقات متتالية دون مراجعة ولا دراسة ولا بحث عن الاسباب والتداعيات.
وقد انبرى اكثر من قلم شريف واعلامي مخلص لمخاطبة قادة كرة القدم والمسؤولين عما حصل ويحصل لكن دون جدوى ولا سماع ولا اهتمام او حرص. مما دفع باللعبة الى التراجع والاخفاق، بل الموت سريريا واليوم قد دق جرس الانذار ورن ناقوس الخطر في ميدان كرة القدم وكانت البطولة الاخيرة التي جرت وقائعها في دولة الامارات والتي كان فريقنا احد المشاركين المهمين فيها وكان حظنا سعيدا لأننا كنا طرفا في مجموعة مقبولة ولكن تجاوزناها بصعوبة واضحة بسبب احد اطرافها الاقوياء (ايران) وطرف صاعد وطموح وهو (فيتنام) وفي الدور الثاني لم نستطع تجاوز فريق خليجي متألق هو قطر، فأين نحن من هذا الحال ؟
اظن اننا امام مشكلة مستقبلية عويصة يتوجب دراستها وايجاد الحلول المناسبة لها. هنا نعود الى تساؤلنا الاول من هو المسؤول عن هذه الإخفاقة ؟ هل هم لاعبو المنتخب؟ اقول لاعبو اليوم هم نخبة جيدة وحريصة تريد ان تقدم مستوى مقبولا وهم الافضل لتمثيل الكرة العراقية في ايامنا هذه.
اما الطاقم التدريبي فقد كان اختياره مستعجلا ودون دراسة ولا تمحيص وقد جيء به على عجل وخلال فترة قصيرة دون معرفته او دراسته لواقع كرة القدم العراقية وظروف نجومها وواقع دوريها مع محاولات (تزاوج هجيني) بين الاوربيين القادمين وابناء الوطن المفروضين (قسرا) وكانت النتائج والتجريبيات تعكس ذلك وسأتحدث بصراحة عن الجهة المسؤولة عن اللعبة واتحادها الموقر لأنني اعتبرها ومن خلال تجربتي في هذا الميدان والتي تجاوزت النصف قرن من الزمان.
ابتداء نقول اين أنتم من سياسة التزوير والتلاعب بالأعمار والتي بدأت منذ العام 1975 في بطولة شباب اسيا التي جرت في الكويت وتقاسمنا بطولتها نحن وإيران.
وقد بقيتم في كل التشكيلات الاتحادية منذ ذلك الزمان وحتى الساعة تمارسون الغش والتزوير والتلاعب بالأعمار وتصفقون للمزورين والغشاشين وقد ساهمتم (في قتل) اجيال واجيال من المواهب كان ممكنا لها ان تقدم لنا موهوبين كبارا وفلتات كروية ولكن! السؤال الثاني اين انتم من وضع خطة استراتيجية عمل طويلة لتصححوا مسار اللعبة؟ اين أنتم من استقطاب نجوم اللعبة وابطالها واكاديمييها المختصين ودفعهم للعمل في دوائر الاتحاد ولجانه بينما وجدناكم طاردين ومُبعدين للنجوم والابطال عن الميدان ومقربين ومقتربين للجهلة وانصاف الرياضيين والطارئين.
اين اهتمامكم ورعايتكم لمسابقات الاتحاد (الممتاز الدرجة الاولى والثانية والثالثة) ما هو حال بطولة الكاس وبطولات الفئات العمرية والجمهورية اضافة للبطولات التنشيطية التي تقيمها الاندية والوزارات بالتعاون معكم ؟ اين بطولات محافظاتكم التي تقيمها اتحاداتكم الفرعية لخلق النشاطات والبحث عن مواهب.
لقد كان اتحادكم ضعيفا ومتكاسلا وغير قادر على الانتقال باللعبة الى واقع جديد يساهم في بناء الكرة والسير بها نحو غدها المشرق.
انكم لا تعترفون بضعفكم وفشلكم بالرغم من تكرار الفشل، وتواصل الضعف، انكم تسعون الى تحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن وشعبه والرياضة وكرة القدم.
أقرأ ايضاً
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد
- فوز قطر بالبطولة الآسيوية من قصص ألف ليلة وليلة!