- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تانكيات – كيزرات - جكاير للبيع
د غالب الدعمي
تانكيات للبيع، كيزرات للبيع، مفخخات للبيع، وزراء للبيع، مسؤولون مجانين للبيع، وحَب، جكاير علج للبيع في مزاد نشهده يومياً يجري بين السياسيين لبيع آخر ما تبقى من وطن مزقته الأهواء والتدخلات الأجنبية وحُب السلطة والتربح على جراحه، وإلّا بماذا تفسر تصريح لوزير عراقي يدعو فيه لمعالجة شحة المياه عن طريق شراء (تانكيات) كبيرة وخزن المياه فيها أسوة بما نفعله في شراء المولدات لتعويض النقص الحاصل في التيار الكهربائي، أو مثل ذلك الوزير الذي ادّعى في الأيام الأولى لولايته بأن سبب أزمة الكهرباء ومنتهاها يعود الى تشغيل الكَيزرات في فصل الصيف من قبل المواطنين، وآخر يدّعي أن أول مطار تم تشييده في العراق قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد في مدينة أور، وفيه كانت تهبط الطائرات العملاقة لنقل المسافرين والبضائع من والى العراق، كما أن الطائرات الحربية (أور 2000) كانت تستخدمه لشن غارات جوية على أعداء المملكة العراقية في روما.
ولا تنتهي القائمة عند هذا الوزير الذي كنت أتابع مقالاته وأفكاره التي تبدو أنها مثالية بل تمتد لذلك الأمين الذي ادّعى أن نساء طهران شُغفن حباً به وبوسامته، وصخرته المشهورة التي أغلقت أنابيب الصرف الصحي في بغداد وأغرقتها، والقائمة تطول لتضم أسماء كبيرة تصدرت المشهد السياسي في العراق وحكمته وبدّدت أمواله وأدخلته في صراعات طائفية غير مجدية مما زاد من معاناة هذا الشعب وفقره.
وبماذا تفسر دعوة رجل أكاديمي يسمى خبيراً في المياه بضرورة شراء (التانكيات) لأجل خزن المياه وتخطي شحة المياه الخانقة، ألم يسأل الوزير نفسه كيف يمكن لنا خزن المياه ؟ وإلى متى وما هي كمية المياه الواجب خزنها حتى تكفي للاستهلاك اليومي؟ ألم يكلف نفسه في الاستعانة بتجربة المملكة العربية السعودية التي لا تمتلك أي نهر أصلاً، أو يستفيد من تجربة دولة قطر والإمارات العربية والدول الأخرى الكثيرة التي لا تتوافر فيها أية مياه، لكن الحياة فيها مستمرة والزراعة متطورة، فضلاً عن تصديرها المحاصيل الشتوية والصيفية للعراق وبكميات هائلة في حين نحن نتباكى لأن تركيا وإيران أغلقتا الروافد التي تغذي نهري دجلة والفرات لأجل تطوير بلديهما ولقناعتهما أن المياه التي تدخل العراق لا يمكن الاستفادة منها في ظل سياسات فاشلة لوزراء فاشلين لا يملكون أي رؤية مستقبيلة ناجعة لخدمة البلد، وينحصر هدفهم فقط في خدمة جهاتهم الحزبية وملء جيوبهم على حساب الوطن والناس، ونبقى نردد ماردده قاسم الملاك.. حَب جكاير علج.. في وطن منهوب ومسلوب الإرادة.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني