بقلم | هشام الهاشمي
الحوارات الدبلوماسية الباردة التي قادها وزير الخارجية العراقي وفريقه ووزير الموارد المائية وفريقه ورئيس الوزراء العراقي ومستشاريه؛ باتجاه أن تأجل تركيا وإيران مشاريعها الأروائية وسدودها العملاقة التي أصابت دجلة وراوفداها بانحسار كبير وجفاف في معظم روافدها القادمة من إيران لم تعط للعراق حالا واضحا وايضاً لم تكن بحوارات شفافة تصارح العراقيين بالحقيقة أو تقوم بالتدابير المناسبة لمواجهة بدايات هذه الأزمة وصولا لذروتها.
هكذا ترى إيران وتركيا الموضوع؛ "ثروة المياه لا تقل أهمية عن ثروة النفط والغاز".
غاية تركيا وإيران الأساسية حسم المشاكل الأقتصادية الداخلية وتوسيع الدخل القومي واستثمار الثروة المائية ببناء سدود واستخدامها في موسم شحة الثلوج والأمطار ؛ وتقليل حصص بلدان المصب "العراق وسوريا" ورقة ضغط سياسية واقتصادية لحماية أهداف التأثير التي تعمل بها دول جوار العراق، نعم لا يظهر تأثير سياسات إيران المائيّة على نهر دجلة بشكل واضح كما يظهر من سياسات تركيا، لكن تجفيف روافد دجلة القادمة من إيران يؤثر على محافظات ديالى وميسان والبصرة وهو تأثير مباشر قد افسد على 4 مليون عراقي التمتع بحصته من الماء العذب، منذ أعوام والعراق يعاني من مشكلة السياسات المائية التركية والايرانية ولكن المسؤول العراقي غالبا ما يكون بعيدا عن قرأة ما تكتبه مراكز الدراسات المعتبرة، وايضاً اصبح الوزير يعيش خلف جدار الجيوش الالكترونية التي ينفق عليها من المال العام من أجل تحسين صورته وتغطية فشله، انتهى وقت العتاب، هذا وقت المفاوض الدبلوماسي المهني، لا نحتاج الى هرطقة او ثرثرة الوعود، الدكتور عادل عبد المهدي لديه طرح يمكن ان يتم تطويره لحل جزء من المشكلة، وايضاً الجزء الأهم يقع على الدبلوماسي واستثماره للعلاقات الدولية..
خلال الفترة القادمة سوف تكون حكومة عراقية جديدة وتبدل حقيبة وزارة الخارجية وبالامكان اعطائها لدبلوماسي مهني همّه العراق.
تركيا وإيران لن تقبل ابدا بتقهقر سياساتها المائيّة، وهذا ما صرح به اكثر من مرة شخصيات دبلوماسية ومختصة من الدولتين، وما يحدث من زيارات المسؤول العراقي هو ليس اتفاقية دولية بل بمثابة تقديم مساعدة إنسانية للشعب العراقي، وتقديم هذه المساعدة غير مُلزمة وبدون مقابل، لكن موقفهم بشأن انشاء السدود وتنفيذ مشاريع عملاقة لم يتغيّر.
لأنهم يعملون بجد من أجل شعوبهم وأوطانهم، أهدافهم بعيدة عن أمنيات الفاشلين.
فالحذر الحذر من العيش في وَهُم الإعلام الحزبي والسقوط في شرك ما يدبر في العلن فحكومات جوار العراق تعمل لبلدانها ولا تقدم مصلحة العراق على مصلحتها… ويقتضي الواجب الوطني أن نكون على جانب كبير من الوعي لما يدور الآن في أدق وأخطر مراحل تأريخ نهري دجلة والفرات، وأن نحسن التعامل مع أي احتمال أو توقع.
أقرأ ايضاً
- حقوق العراق المكتسبة في مياه نهري دجلة والفرات
- سد مكحول على نهر دجلة.. مضار كبيرة بدون منافع - الجزء الثاني
- سد مكحول على نهر دجلة.. مضار كبيرة بدون منافع