بقلم رحيم الشاهر- عضو (اتحاد أدباء ادباء العراق) ([1])
في سلسلة مقالات لماء الذهب، وسلسلة مقولات مقالات:
أنا اكتب إذن أنا كلكامش (مقولة الكاتب) ([2])
مقالتي حمالة النثر القديم، ورافعة النثر الجديد(مقولة الكاتب)
ابدأ مقالتي بمقولتي: نحن امة، تعيش الأكذوبة، وتنتج الأكذوبة، وتلعن الاكذوبة00 الأكذوبة، وما أدراك ماالاكذوبة، تشغل في حيز حياتنا حجما كبيرا، فتارة تظهر بصورة الوهم، وأخرى بصورة الخرافة، وأخرى بصورة التغابي، وأخرى بصورة الحماقة، وأخرى بصورة المؤامرة0 والخرافة ليست كالأكذوبة ؛ لأن في طيات الخرافة يدخل جمال وتزويق الكتابة وصولا الى انتاج نص مؤثر في المتلقي، لكنك في الأكذوبة تعاني الأمرّين: ففي الأكذوبة يتجسد الكذب والدهاء السياسي، والتملق والرياء، والغش والمجاملة، على حساب الحق، وتبني الزيف، وخذلان الأصالة، ونشر ثقافة التهميش والإقصاء، وتزوير التاريخ السياسي، والأدبي والديني، وتفخيخه بكل أنواع العبوات المميتة0
الأكذوبة لدينا ام وقورة، ومحترمة ومقدسة، فهي ام الصنم، وخالة الطاغوت، وعمة الفرعون، ونبية الأحمق، وحكيمة الجاهل، ومعتمد الظالم، وجهينة المغرم بإيقاعات الاكاذيب الراقصة، والأفكار المهلوسة!
الاكذوبة، مطية رجعيتنا، وحصان انحدارنا، وبغل غوصنا في المستنقع، وحمار وحلنا، وثور حماقتنا، وغراب نعيقنا، وصقر انهزامنا، ومعتمد بكائنا، وجحا الضحك على ذقوننا، وقرقوز مهزلتنا، وحوت سرقاتنا، وتمساح حماقاتنا، وكاكارين أوهامنا، وغاندي عنبنا الذي لاتناله أيدينا، ومتنبي ملعبنا الشعري المخترق بالمزيفين، وضربة جزاء مقتلنا 0
والأكذوبة، نحن صناعها، ونحن أدواتها، ونحن ضحاياها، فنحن نحمل فايروس محاربة الرجال، وصناع المجد الحقيقيين، ونستبدلهم بالمزيفين ؛ لأننا لانتقن قراءة لغة التميز بين المزيفين والاصطلاء، فندخل مبارياتنا بالاحتياطي القليل مع خصم سيهزمنا بالأصلي الكثير، فتكون نتيجة ذلك ان تقع دويلاتنا فريسة لعدوان يتحالف فيه علينا اكثر من خصم، ونحن نتبجح بكثرة الخصوم، وصولة المهزوم!
الاكذوبة، هي من جعلتنا نرى بعين واحدة، ولا نفرق بين وجه الشمس المشرق ووجها في حالة الغروب، فالشمس عندنا وبمقاييسنا واحدة في كل انعطافاتها، ومراحل نهارها 0
نحن امة، تحلم بارتداء الوشاح الياباني، ولكن هذا الحلم لايتأتى لها الأمن خلال تنابلتها، ولصوصها، والعارفين بطرق خداعها، وبيعها حاشاها رخيصة في سوق الأمم 0
هذا وجه القراءة من الجانب السياسي، أما جانبها الأدبي، فهو وحده حاز على سطوره الذهبية، وهو الملكوت بعينه، فكتاب وشعراء امتنا، وفنانوها وعلماؤها ورياضيوها، ورموزها، هم أنبياء عذابها السياسي، بهم وقفت تصد اعتى الهجمات، فكم من قصيدة أنجبت قائدا، وأخرى أيقظت امة، وأخرى أبكت عينا، وأخرى حطمت مجدا، وأخرى بنت صرحا، وأخرى انبجست عينا، وأخرى عصا موسى، وأخرى تبرئ الأكمه، وتحمل تاج المسيح ع، وأخرى اخلع نعليك انك في الوادي المقدس طوى تختم الشعر كله ن كما ختم محمد العظيم الأنبياء والرسالات، فمعذرة لأمة صدقت معها فجرحتُ فؤادي جرحا أبديا لايندمل إلا اذا رأيتها، ترمي حطامها وتنهض من جديد في قبة مجد، وحسبها لو أرادت ذلك، أن تحفظ صلة قرابتها العبادية مع الله عز وجل، وقهر ودل، وعمامتها الضادية التي تنطوي على كل إعجاز تتعطش له اللغات الأخرى 000
([1]) تكرار لفظة الادباء،معيار يبحث عن العقلاء
([2]) للشاعر لائحة اقوال وآراء ينفرد بها
أقرأ ايضاً
- هل نحن في مواجهة أزمة غذائية أم تجاوزنا ذلك؟
- نحن أو الفوضى !!
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !