بقلم:سامي جواد كاظم علماء الاسلام اعتمدوا في استنباط احكامهم على قواعد فقهية واصولية وكلها نابعة من النص اي القران والسنة، بعيدا عن الاختلافات في تحديد هذه القواعد بين الفقهاء، واجمالا كل فتوى او حكم شرعي له نص او ضمن هذه القواعد التي اشرنا اليها. اقف بغرابة امام غرابة الفتاوى الوهابية واتساءل عن القواعد الفقهية او الاصولية او النصوص التي اعتمدتها في اصدار هذه الفتاوى، سبق وان قلنا ان هذه الفتاوى جاءت بشكل ذكي لغاية مدروسة وفق منهجية سليمة لهدم الدين الاسلامي مع اثارة نوع من السخرية لتكون حديث الراي العام واشغال تفكيرهم بهكذا فتاوى لا تعبر عن الواقع ولا عن العقل والمنطق. للوهابية قواعد اربعة يعتمدونها في احكامهم وهي الاخرى غريبة واغرب من فتاواهم وهي الأولى: تحريم القول على الله بلا علم، الثانية: أن كل شيء سكت عنه الشارع فهو عفو لا يحل لأحد أن يحرمه أو يوجبه أو يستحبه أو يكرهه، الثالثة: أن ترك الدليل الواضح والاستدلال بلفظ متشابه هو طريق أهل الزيغ كالرافضة والخوارج، الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: "أن الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات" وبعيدا عن نقد خزعبلات هذه القواعد فان هنالك قاعدة خامسة يمكن ان تضاف حتى تكون اساسا فقهيا لاعتماد غريب الفتاوى الوهابية، وهذه القاعدة تقول هو الابقاء على الجهل المطبق حتى لا يتداعى الفكر الوهابي، ولو اردنا ان نستدل ببعض هذه الاحكام فانها كثيرة ولكن لناخذ البعض منها مع بيان الدليل عليها. ابن عثيمين يحرم الستلايت فمن ادخل الستلايت الى بيته فهو غاش لرعيته وهو في النار، بدليل الحديث النبوي من مات وهو غاش لرعيته ادخله الله النار، لا اعلم كيف حكم على هذه الحالة بنار جهنم فهنالك من يستخدمه استخداما حسنا، وثانيا ما ربط استخدام الستلايت بالحديث النبوي ؟ والا اذا صح الاستشهاد فال سعود هم في النار لانهم هم من سمحوا بادخال هذا الجهاز الى بيت الحرمين، والان اختفت هذه الفتوى بعد ان افتتحت مملكة الوهابية (روتانا، وام بي سي) والتي كلها فسق وفجور، لان باختفائها يتحقق المطلوب من قاعدة الابقاء على الجهل المطبق. سؤال اخر لابن عثيمين هل يجوز ان نرسم جمل تحت الحرف (ج) لتعليم الصغار ؟ فقال يجوز بشرط مسح راس الجمل حتى لا يعرف انه جمل وذلك لحرمة التصوير، فهل هنالك افضل من هذه الفتوى التي تثبت اساسا الجهل للاطفال والمعلمين، الان ايضا اختفت هذه الفتوى بعدما تفننوا الوهابية في نشر صور الفسق والاباحية لان بنشرها تحقق المطلوب من قاعدة الابقاء على الجهل المطبق. هذه الفتاوى مهدت لكثير من الفتاوى الاغرب منها مما نتج عنها مجتمع اغرب من هذه الفتاوى وانه ليس فقط مغلق على الجهل بل انه يحث على الجهل وقتل المعرفة ومن يدعو الى المعرفة، لدرجة انني في بعض نقاشاتي مع الوهابية على التويتر استغرب اكثر من غرابة فتاواهم على تفكيرهم وحقا انهم وقود لنشر الفكر الوهابي. لجنة الافتاء ترى تحريم افتتاح مدارس اجنبية في ارض المسلمين، بينما في الوقت نفسه هي من ترسل المبتعثين الى المدارس الاجنبية في البلاد الاجنبية، لماذا تحرم المدارس في بلادهم ؟ لانها تصبح بمتناول طلاب العلم وهذا ما لا يروق لهم لانهم يختارون من يرونه مفعم بالفكر الوهابي فيتم ابتعاثه للدراسة بل الحقيقة لنشر الفكر الوهابي وتنفيذ عمليات ارهابية ان تطلب الامر. فالغاية الاساسية من هذه الفتاوى الغريبة هي الابقاء على مستوى الغباء لدى اتباعهم وعدم التفكير اطلاقا.