اعتبر عدد من مواطني كربلاء تزاحم المراجعين لعيادات الأطباء الخاصة ظاهرة سلبية قد تؤدي إلى إرباك عمل الأطباء ما يتسبب بأخطاء قد تكون خطيرة، وأنكر هؤلاء المواطنون على الأطباء ارتفاع أجورهم واستعدادهم لاستقبال عشرات المراجعين يوميا، معتبرين ذلك إشارة الى تحول مهنة الطب الى مهنة ربحية.
ويشير المواطن أبو غيث إلى ظاهرة لافتة يمكن مشاهدتها بجلاء حال المرور على بعض عيادات الأطباء في كربلاء، وربما في غيرها من المحافظات العراقية، حيث يتجمع عشرات المرضى منذ الرابعة عصرا وحتى ساعات المساء الأولى عند كل عيادة طبيب انتظارا لدورهم بالدخول عليه طلبا للتشخيص والعلاج.
ويقول ابو غيث إن\" بإمكان بعض الأطباء أن يستقبل ألف مريض في اليوم، طالما الأمر لا يعدو كونه جرة قلم\"، بحسب تعبيره.
وقد يبدو الكلام عن كثرة مراجعي العيادات الخاصة، عاديا للوهلة الأولى. ولكنه لا يبدو كذلك، حين النظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، فاستعداد الأطباء لاستقبال عشرات المراجعين في غضون ثلاث ساعات، أو أكثر بقليل \"يعني أن كل مريض لن يحصل على الوقت الكافي لشرح ما يعاني منه، ولن يحصل على فرصة كافية للفحص والتشخيص، كذلك الأمر يكشف عن طغيان الدافع الربحي، مادام الطبيب ينظر لكل مريض على أنه رقم في قائمة الزبائن\" بحسب أحد المواطنين.
ومن خلال مرورنا على عدة عيادات في شارع الإسكان المليء بعيادات الأطباء، وتجوالنا بالمجمعين الطبيين في حي العامل، فضلا عن العمارات الطبية وسط المدينة يمكن القول إن معدل استقبال كل عيادة خاصة يوميا لا يقل عن 40 مراجعا، ويزيد العدد كثيرا بالنسبة لبعض الأطباء، وإذا ما عرفنا إن الأطباء يعملون في مستشفيات أخرى حكومية أو خاصة لساعات عديدة من النهار أو من الليل، إذن فقد يبدو الطبيب مجهدا وربما \"يرتكب خطأ بوصف العلاج أو تشخيص الحالة المرضية\"، وهو ما يؤكده المواطن ابو محمد، الذي تعرض لموقف مماثل.
وعند التحدث عن عيادات الأطباء الخاصة فلا يمكن إغفال الجانب المادي المرهق للمرضى ممن لا يجدون بدا من مراجعة العيادات الخاصة فالخدمات الطبية في المستشفيات شبهها أحد المواطنين بأنها \"سهم كبير يشير لكل من يراجعها بضرورة التوجه إلى العيادات الخاصة\"، لأن التعامل في الأخيرة أفضل \"فالطبيب الذي لا يتكلم في المستشفى الحكومي تراه يلاقي مراجعيه مبتسما في عيادته الخاصة، مادامت الابتسامة لها ثمن\"، بحسب المواطن أبو جعفر.
وردا على شكاوى المواطنين من ارتفاع أجور الكشفية في العيادات الخاصة، يقول بعض الأطباء إن \"الأطباء أفراد في المجتمع وهم عرضة كالآخرين لتقلبات السوق، كما أنهم يدفعون نفقات كثيرة لإدامة عملهم\"، بحسب أخصائي الكسور والعظام الدكتور سعد الناصر.
وبينما دعا بعض المواطنين وزارة الصحة إلى وضع ضوابط لأجور المراجعة للعيادات الطبية الخاصة، بحيث تكون مناسبة ومعقولة، يرى الدكتور عصام سلطان عيسى مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة كربلاء إن \"على المواطنين أن يرفعوا من وعيهم الصحي ويتجنبوا مراجعة الأطباء لأبسط الأسباب، فذلك برأيه يقلل من زخم الاندفاع نحو العيادات الطبية الخاصة، وربما يسهم بخفض أجور مراجعات الأطباء\".
ومع اختلاف الآراء بين الأطباء والمواطنين بشأن التشخيص والأجور في العيادات الخاصة، غير أن الحاجة لاشراف وزارة الصحة على العيادات الطبية الخاصة وتحديد سقف أجورها من وقت لآخر تبدو ملحة، فحاجة الإنسان إلى يد الطبيب لا يمكن أن تكون وبأي حال من الأحوال عرضة للعرض والطلب كباقي السلع والحاجات.
تقرير/مصطفی عبد الواحد
أقرأ ايضاً
- تغيير وزاري مرتقب.. ماذا وراء تطبيق "التقاعد" على ذوي الدرجات الخاصة؟
- بالصور:ابناء هور الحمار بالناصرية يقدمون خدماتهم لزوار الاربعين بطريقتهم الخاصة
- قانون "شراء الحرية" يثير الجدل.. ومختصون ينتقدون معالجة اكتظاظ السجون