حجم النص
بقلم:أحمد عبد الحسين كلمة العباديّ مخيبة للآمال. ليس هذا خطاب إصلاح، بل متراس حماية لجوهر الفساد. آلية العبادي لتحقيق "إصلاحات" خاطئة منذ البداية، كل ما فعله منذ آب الماضي هو منح الكتل السياسية حقّ أن تمدّ يدها إلى البركة الآسنة نفسها واختيار سمكة فاسدة أخرى غير تلك التي شبعتْ من لحومنا. وهو لم يفعل في كلمته اليوم سوى الإصرار على هذه الفكرة العجيبة الغريبة. الرجل هوايته التفريط المتواصل بكل وسائل القوّة التي تتاح له، بحيث يبدو الأمر غباء محضاً، ليس له اسم سوى هذا: غباء! الشعب غاضب، والمرجعية تخلّتْ عن دعم أي أحد، حزبه وقائده الحرون في أضعف حالاته، الإسلاميون الشيعة عموماً بدت عليهم الهشاشة، سياسيو السنة يتشرذمون، وجمهور السنة منشغل بجراحاته داعش والتهجير، فكانت أمامه فرصة عظيمة أن ينقلب على تأريخه وهذه العملية الفاسدة ليجاري ثورية الشارع ويجعل من هذه الحشود جمهوره الآن وفي كل تغيير انتخابي مقبل. لكنّ الرجل فرد في حزب لم يعد يستطيع التنفس خارج ماء الفساد. محيطه الطبيعي هو اللصوصية الرسمية، وسيبقى كذلك إلى أن يغدو هذا الحزب حطاماً. لو انه قال (إن المهلة التي أتيحت للكتل السياسية لتقديم مرشحيها انتهتْ، وان هذه الكتل تتحمل المسؤولية) لوضع هؤلاء وجهاً لوجه أمام الشعب، ولمارس عليهم ضغطاً يشدد عليهم حصارهم في المنطقة الخضراء. لكنه منحهم أسبوعاً آخر، أسبوعاً جديداً من أجل تطبيق خطة يعلم هو انها فاشلة. كسب أسبوعاً آخر في مهنته التي بات يعرفها جيداً وهي استجداء الوقت، وأظن انه سيصل قريباً إلى استجداء اليوم واليومين والساعة والساعتين دون أن يدري ماذا سيحصل بعد ذلك. كنا ننتظر أن يأتي من خطابه ملاكُ اللحظة الأخيرة. واتضح ان العبادي نفسه ينتظر هذا الملاك من إيران ربما أو من خطة أمنية يقال ان المالكي يعكف على وضعها الآن لقمع المتظاهرين وإسكاتهم. خرّبوا العراق وقلصوه ليكون على مقاسهم، ليصبح صغيراً كما هم صغار، اكتفوا برقعة صغيرة منه وهي المنطقة الخضراء ليجعلوها مقراً لممارستهم اللصوصية والسرقة والنهب، لكن الخضراء ليست بعيدة عن ساحة التحرير، بل ليست بعيدة كثيراً عن مدينة الصدر، النقيض التامّ والأكيد للمنطقة الخضراء. كلّ ما جرى في العراق منذ عقدٍ لا يمكن أن يسمى عملية سياسية، كان تنكيلاً بالشعب وإذلالاً له من قبل بضعة سياسيين كانوا مهاجرين ممتلئين حقداً على العراق وشعبه. ساسة العراق حكموا على أنفسهم بالعار بعد أن أصبحوا أشهر لصوص في العالم. وحكموا على أنفسهم اليوم بالموت، باستغراقهم في وهم أنهم سيبقون بمنأى عن غضب الناس. هذه الحكومة سقطتْ لا أظنّ ان الأمر بحاجة بعدُ إلى دخول الناس للخضراء فخروج اللصوص منها أصبح قريباً جداً.
أقرأ ايضاً
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا حكومة السوداني