حجم النص
بقلم:علي الطالقاني لم تكن الحروب يوماً سبباً للخير والازدهار والرحمة والبناء والحضارة،بل لطالما كانت سبباً للدمار والخَراب والفساد والمآسي الموجعة.! ماخلا [المدرسة الالهية]..ورسلها وانبيائها وائمتها المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين).الذين بدلوا صورة الحروب ليجعلوا منها [مصنعاً] للهداية والاصلاح والابداع الذي انتج مجتمعات ايمانية تؤمن [بالحياة] و[الازدهار] و[السلام] بسبب ان [الحرب] عند المعصوم[عليه الصلاة والسلام] كانت حرباً [مبصرة] تسير نحو هدفٍ محدد.بخطٍ مستقيم. وبخلافِ المعصوم (عليه السلام) ومن سار على [هديه].،فلاتكون [الحروب] الا سلاحاً للفتك والقتل وازهاق الارواح ومزيدٍ من المآسي والمحن والمصائب لاغير.! فماالذي جنيناه من الحروب[العمياء] كشعوب مسلمة.؟! وماالذي إعطتهُ لنا تلك الحروب طوال هذه السنوات.؟! إنني اتكلم عن جيلي ومن ولد قبلي في عقد[السبعينيات] او [الستينيات]. إننا قد ولدنا في ظل[الحروب] وشبَبْنا في ظل [الحروب] والبعض منا بدأ يشيبُ في ظل [الحروب].! وليس هذا فَحسبْ..بل رأيت و[ابناء جيلي] ومن [يكبرني] بأعيننا جيل[التسعينيات] وهم يكبرون ويصفقون [للحروب العمياء].! فعلى ماذا تصفقون.!!! ولأي شئ تهللون.!!! أهكذا بتنا نعشق مناظر [الدم] و[الالم] و[المرارة].!!! أهكذا صرنا نُحبُ مناظر [قطع الرؤوس] و[سبي النساء] و[مخيمات النازحين] و [آلام المستضعفين].!!!!! أهكذا اصبحنا لا نستطيعُ مفارقةَ مناظر[قصور المتخمين] و[ترف السياسيين] السلطويين.!!!! لكي نهلل للحروب [العمياء] ونشجع عليها.!! ماالذي حصل وماالذي جرى حتى اصبحنا على مانحن عليه اليوم.!!! ان [الحروب بلا قلوب] لو كنا [نعقل] وندرك [مصائر الامور]..!! نعم فالحرب [العمياء] لاتميز دوماً بين (الحق) و (الباطل) ولاتكون ذات هدفٍ شريف.! ودوماً ما تكون[ساذجة] ومنفذة [لأجندة] تبتعد عن [قيم السماء] و[تعاليم الانسانية]. إن [المعركة المقدسة] والوحيدة التي تستحق التضحية من اجلها وفي سبيلها هي [معركة السلام] التي تجنب المجتمع الانساني [نزيف الدم] و[ضباب الالم] والخراب والدمار بأي شكل كان وبأي صورةٍ سيكون. وعداها فلايكون سوى [خسرانٌ مبين] فالفتك لايولد سوى [الفساد] و[القتل] لايولد سوى [التخلف] وواقع [الأُمــة] يعكس حقيقة هذا المعنى وبصورة واضحة.! فلم تعكسُ مسلسل الحروب بحلقاتها[المتنوعة] الا: ١- الثارات وحب الانتقام بين المسلم واخيه المسلم..والعربي وشقيقه العربي. ٢- زيادة عدد الايتام وباعداد خيالية فاقت كل تصور. ٣- زيادة عدد الارامل وباعداد سببت الالم في صدر كل [شريف]. ٤- ضياعُ ثروات [البلاد] في شراء السلاح من [المستعمر] وملئ جيب[المستكبر] بـ[الاموال الاسلامية] نتيجة شراء السلاح. ٥- ظهور الحالات اللااخلاقية في المجتمع بسبب[الحروب العمياء] واثارها الفاسدة والمدمرة. ٦- ظهور ما استطيع ان اسميه [بأُمراء الحروب والطائفية] في صورة [ابطال شعبيين]. ٧- مآسي النازحين واثارها التي لن تنتهي بيوم او يومين وشهر او شهرين وسنة اوسنتين..بل ستعاني منها الاجيال القادمة اشد المعاناة. ٨- ضياع [مظاهر النظام] وغَلبة [شريعة الغاب] على اغلب مظاهر الحياة عند المجتمعات المتحاربة. وامور اخرى انتجتها الحروب التي بلا قلوب...وصدقني ايها القارئ الكريم ان [قلمي] بكى هنا وتوقف عن الكتابة لشدة مايراه قلبي من [الدمار] ومايراه[عقلي القاصر] من اثار لن تكفيها[٢٠] سنة ان توقفت انفسنا[اليوم] عن حب [الحروب] وعشق [الحروب] وعملت بجدٍ من [اجل السلام الانساني]. فالى متى والى اين..؟؟؟ وحتى متى سنبقى غير مدركين ان [الحروب] لاقلب لها..... ان [الانسان] تكفيه صفعة واحدة ليصحوا من [غفلته].! فكم صفعة نحتاج لنصحو من [سكرة الحروب العمياء] وندرك ان محركها[اسرائيل]. [الأسلام] يُستهلك على ايدي [شذاذ الافاق].!!! و[الوحدة العربية] قد تمزقت لأشلاء واشلاء.!!! و[الوطن] قد أحترق بفعل نيران الأحقاد والطائفية والمصالح.!!!. وكل شئ أخضر قد تيبسَ وأصفر.!!! كم طفلاً قُتل..؟؟؟ وكم شاباً ذُبح..؟؟؟ وكم فتاةً قد اغتصبت..؟؟؟ وكم وكم وكم فهل يُعقل أن كل تلك الصفعات لم تصحي [انفسنا] من تلك [السكرة] ولم تدفعها لطلب [السلام].! اللهم اليك اليك....وبك بك...ومنك منك لامن سواك..فأنتقم.. إنك قد قلت صادقاً غيرَ مُكذِبٍ ولامُكذَبْ: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}.