- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أرهنوا نفط البصرة كي لا تجوع كردستان
حجم النص
بقلم:علاء الخطيب أعلن وزير المالية (العراقي) هوشيار زيباري عن رهن نفط البصرة لدى الشركات العالمية من اجل ان يستطيع العراق سداد مستحقاته المالية وتوفير العملة الصعبة ومواجهة داعش، خبر يكاد يطبق على ما تبقى من ثروات هذا البلد، فبعد السرقات الكبيرة ونهب الثروات يعتزم زيباري وحكومته الفاشلة أن يسرقوا ثروة الأجيال القادمة وجعل العراقيين متسولين على أبواب الدول ولعل كردستان واحدة منها، أمعانا ً بالإذلال وتدمير الشخصية العراقية، لم يكتفوا هؤلاء بسرقتنا وإفساد حاضرنا وتدمير حياتنا، وجعل ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم و التي تمتلك احتياطيا ضخما من هذه المادة المهمة لحياة البشر، دولة فاشلة وتحتل المرتبة الاولى بالفساد وغير قادرة على تنظيف شوارعها وتقديم الخدمات لمواطنيها. عزموا هذه المرة على تدمير مستقبل هذا البلد برهن ثروته من اجل ان لا تتوقف رواتب الپيشمرگة وان لا يختل توازن الفاسدين وان نحافظ على اللحمة الوطنية (الكذبة الكبرى). الدول المحترمة في العالم تعمد في هذه الظروف الى تقليل نفقاتها. وترشيد موازنتها وإعلان حالة التقشف التي تبدأ بالمسؤولين أنفسهم، وان يقوموا بخطوات لا تمس بالثروة الوطنية الوحيدة التي يعتمد عليها الوطن، فماذا يعني رهن نفط البصرة ؟ ولماذا البصرة دون غيرها ؟ سؤال يحتاج الى إجابة. رهن النفط يعني اننا سنجعل الدول والشركات العالمية تتحكم بثرواتنا وان نكون الطرف الأضعف في هذه المعادلة وان الشركات النفطية العالمية ستكون شريكاتنا وان لا يخطو العراق اي خطوة ولا يمكنه ذلك الا بموافقة هذه الشركات، وستعود الشركات الى تحكمها من جديد بعد ان أممنا النفط وجعلناه ثروة وطنية وملك للشعب العراقي، في هذه الخطوة لم يعد النفط ملكاً للشعب العراقي. بل الشعب والوطن سيكونان رهن هذه الشركات و فيما اذا لم يستطع العراق دفع ما عليه لهذه الشركات ففي هذه الحالة ستفرض على العراق شروط قاسية خصوصاً لو تراكمت الديون وحُسبت فوائد الاموال المتراكمة , وهذا يعني اننا سنجعل العراق في مهب الريح وان نحكم عليه بالسجن المؤبد , ماذا حصلنا نحن من النفط حتى نجعل أجيالنا القادمة رهينة الشركات الدولية ولماذا نحملهم أخطائنا وفسادنا، ومن المستفيد من هذه الخطوة، أقولها وبكل صراحة ان المستفيد الاول والأخير هم الاكراد، وهم من لهم المصلحة في جعل البصرة ومن ورائها بغداد غير قادرة على الاستمرار والنهوض. ألا يحق لنا أن نتسائل: لماذا نفط البصرة وأين هو نفط كركوك ولماذا لا تقوم الحكومة ووزير ماليتها الكردي زيباري بجباية أموال النفط من جماعته ؟ يفترض ان يتمتع الشعب العراقي برفاهية ورخاء وان تزدهر البصرة لتحملها عناء استخراج النفط وتلوث سمائها وارضها، لا أن تتحمل أعباء وتبعات أخطاء وعبث المسؤولين. ماذا لو اكتفى النواب بثلاثة افراد من الحماية بدل الثلاثين , ماذا لو اكتفت الرئاسة بنائب واحد وخمسة مستشارين بدلاً عن جيش المستشارين العاطلين عن العمل والمعطلين للحياة , ماذا لو أكتفى اعضاء مجلس النواب بالسكن في شقق بسيطة وليست فنادق فاخرة, وماذا لو قللت الحكومة من وفودها الى الخارج وماذا وماذا وماذا.... ويبقى السؤال الاخير لماذا نفط البصرة ولماذا البصرة دون غيرها إنه من اجل اضعاف بغداد واضعاف الشيعة بالمحصلة النهائية , وانه لأمر خطير يراد منه تفتيت الجسد الشيعي واضعافه وسلب كل عناصر القوة منه من الان الى اجل غير مسمى.