حجم النص
بقلم:الباحث العلمي علي اسماعيل الجاف تتصور القضايا العلمية بطرق واساليب متنوعة من قبل منتجيها وفق الرؤيا الداخلية لبلدانهم دون الاخذ بنظر الاعتبار التعميم من اجل حفظ حقوق الانجاز والابداع مما يعني اعطاء قيمة لمخرجات علمية وفق المعايير المعمول بها في بلدانهم ويصلنا الموضوع او المشروع او البرنامج متأخرا بصيغ تحتاج دراسة عميقة ورسم خارطة ذاتية وفق خطة استراتيجية للوصول الى المفاهيم والمضامين الحقيقية لذلك المنتج العلمي الذي خدم وسيخدم الانسان بناء" على الاحتياج والطلب. كذلك، توجد هناك اجراءات تتبع من قبل جهة اسمها "التسويق العلمي" الذي يوفر وسائل حديثة للجذب والترغيب والاقبال لشراء المنتوج العلمي الجديد فاليوم لايمكن ان ننشر كتاب لان دور النشر اصبحت مطابع والحكومات لاتدعم هكذا توجهات، فأصبح الابداع لدينا ضحية التسويق المحلي الخجول. ولانملك وسائل تسويق حديثة تواكب المنتوج وانما تكون لدينا خدمات عامة كلاسيكية ولعل اصحاب القرار يلتفتون الى موضوعا مهما اسمه "العميل الثقافي". وغالبا ما تكون الرؤية محدودة ومقتصرة ومنحصرة على فئات معينين في مجالات معينة مما يعني قصور في الرؤيا الذاتية التي تعكس التوجه العام لتلك المؤسسات او الافراد. بالتالي، نحتاج ان نفهم ان الرؤية عبارة عن خبرة وافكار جديدة تسعى الى تعزيز المفاهيم العامة لموضوع العلم والمعرفة وتمكن الفرد من قتل افة النسيان والتراخي الداخلية التي لاتحفز ولاتشجع نحو مواكبة التطورات والدراسات العلمية، ونادرا ما نجد موظفا يقدم بحثا داخل دائرته لعدم توفر البيئة الملائمة والدعم المطلوب لذلك. بات الجميع يعاني من النفور العلمي لان المحصلات المطلوبة تصل دون تعب او عناء ولايوجد سقفا زمنيا يحدد من خلاله المطالبة الحقيقية لتقديم المنتوج العلمي الجديد وغياب المنافسة الداخلية والابداع المشروط والملزم. فنرى الجميع يسير وفق وتيرة البرود والتراخي والتخلي والاجتهاد ولايسمح للمبدع او المفكر او المتميز ان يقدم شيئا ويتم اعاقة مخرجاته ومحصلاته الذاتية بحجج واهية واجراءات معقدة من اجل ان يبقى في محطة القطار الاولى التي لاتتحرك بناء" على التكنولوجيا الحديثة وانما بالضغط على زر يتحكم به النخبة او الصفوة بنظر الجماعة وليس العلم والمعرفة. ويمكن اعطاء ومنح التقييم المثالي والمعياري اذا كان الفرد مؤيدا لمشروع نقص الافكار سبيل البقاء وعدم التقدم. بالتالي، يكون الفرد مضطرا لسياسة افة النسيان وينشغل بأمور واجراءات وقضايا شكلية، في حين ان العالم يتقدم بالثانية! ولانسعى لنقل تجارب وتكنولوجيا الاخرين جديا وانما شكليا لفائدة الصفوة والنخبة، ولانريد جديا توفير مراكز دراسات وابحاث استراتيجية في المدن كوننا نخاف ونحذر من التطور لان عجلته سريعة وحركتنا تشبه حركة حيوان السلحفاة!