حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المدن المقدسة في العراق كان لها السبق في ان تكون مدنا للعلم والمعرفة ونافسهم على ذلك محافظة الحلة ولكن تبقى النجف وكربلاء لهم الدور الريادي في تالق الحركة العلمية الامامية وتخريد جهابذة العلم واساطين المرجعية ، والتنافس الشريف على اشده بين النجف وكربلاء في اعتلاء ريادة النهضة العلمية. اليوم يختلف عن الامس بالنسبة الى كربلاء المقدسة اليوم هو يوم حزين بالنسبة للحركة العلمية على عكس الايام الخوالي ولو اردنا ان نستشهد تلك الايام في عدد العباقرة والفطاحل من العلماء الذين تخرجوا منها لا يسعنا الحديث عنهم في هذا المقال ولكن لابد لنا من الاشارة الى ولو علمين مع الاعتذار الى البقية ولكن اثار هذين العلمين لازالت شاخصة الى اليوم الاول الشيخ شريف العلماء محمد بن حسن المازندراني (ت1246هـ) اجتذبت ابحاثه وتقريراته الفقهية والأصولية المئات بل الآلاف من الفضلاء إلى كربلاء، كذلك الطلاب المبتدئين والمنتهين، إذ كان يحضر تحت منبر درسه ألف من الطلبة فيهم العلماء والأفاضل. وقد كان بحق مربيا ومعلماً للفقهاء، مؤسساً لعلم الأصول، جامعاً للمعقول والمنقول، نادرة الدهر وأعجوبة الزمان. تبوأ مكانة سامية في ميادين العلم والفضيلة وذاع صيته وحفلت حياته بجلائل الأعمال ونوادر الأفعال. كان شريف العلماء قدس سره يلقي درسين في اليوم، أحدهما للمبتدئين والآخر للمنتهين، وقلّما وجد عالم واستاذ بارع، ومقتدر ومتمكن من قواعد علم الأصول مثله.ومن تلامذته الفاضل الدربندي والشيخ مرتضى الانصاري والسيد ابراهيم القزويني قدست اسرارهم واما الحديث عن الوحيد البهبهاني (ت 1205هـ) فانه لا يفي بحقه مهما كان ويكفي انه اعجوبة دهره ورائد التدريس في الاصول وصاحب الصولات والجولات مع الاخباريين لاسيما الشيخ يوسف البحراني قدس سره والذي اقر له أي البحراني باعلميته وطلب من تلاميذه الانتقال الى درس البهبهاني قال عنه العلامة النوري صاحب المستدرك:«أولهم وأجلهم وأكملهم: الأستاذ الأكبر مروج الدين في رأس المائة الثالثة عشر المولى محمد باقر الإصبهاني البهبهاني الحائري، قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل بعد الترجمة: فقيه العصر إلى يوم الدين... إلى أن قال: وبالجملة، ولا يصل إليه مكثنا وقدرتنا انتهى» اليوم كربلاء تشكو من عدم الالتفات اليها بالرغم من ان هنالك اعلام كربلائية لهم ثقلهم العلمي خارج العراق يمكن ان توجه لهم الدعوات للاقامة في كربلاء واحياء تراث ما كان من مدرسة حسن خان والى هذا الزمان. اوجه كلامي هذا الى كل رجالات كربلاء من له الامكانية في احياء المدارس العلمية الرصينة في كربلاء ولا اقصد البخس لما موجود منها الان الا انها مبعثرة وليست بتلك الاعلمية التي كانت عليها سابقا فالاسماء الرنانة لها دورها في تاجيج بريق العلم، كربلاء تشكو اليوم من هذا الاهمال لهذا الجانب المهم من تاريخها