حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
في مشهد بائس جداً خرج علينا عضو اتحاد الكرة (علي جبار ) ومن خلال شاشة قناة البغدادية وبشكل مباشر من محافظة ميسان ليدلي بدلوه (وليته لم يدلي) حول خسارة منتخبنا الوطني امام اليابان ضمن التصفيات المونديالية .
مسكين (علي جبار ) هذا الذي قذفته الصدفة اجل الصدفة ليكون عضواً في اقدم اتحاد كرة قدم قي المنطقة (الاتحاد العراقي لكرة القدم تأسس عام 1948) ,اجل انها سخرية القدر ان يكون ال(علي جبار) هذا عضو في اتحاد كرة القدم العراقي ,انها صدفة بكل ماتعني الكلمة من معنى فالرجل هو رئيس نادي ميسان ونحن لا نستعرض سيرته الذاتية ولا نتطرق لتحصيله العلمي ربما الرجل لديه شهادة الدكتوراه من معهد لا يبزك الله اعلم (فالشخصيات المثيرة لا تفصح عن نفسها دائماً) ,لكننا نعرف ومثلنا بقية المتابعين والجمهور الكروي وبلأخص حكام الكرة ان للرجل هذا ال ( علي جبار ) صولات وجولات وعركات وبوكسات حينما كان ناديه يلعب في الدوري العراقي الممتاز وتلك الصولات والجولات والعركات والبوكسات يشهد بها القاصي والداني وتعرفها الملاعب وجماهيرها ,المهم الرجل اصبح بين ليلة وضحاها عضو اتحاد عراقي مركزي لكرة القدم حسب نظرية ناجح حمود التوافقية والمحاصصاتية نسبة للمحاصصة السياسية (السيئة الصيت والسمعة) .
هذا ال (علي جبار ) عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم يخرج علينا بأبتسامته العريضة ليخبرنا بأكتشافه الرهيب وهو يقول ( ماذا يعني عدم صعود العراق الى كأس العالم ,هل سننصب فواتح ,أليست قطر خسرت هي الاخرى ) قال ذلك متندراً , مسكين وبائس وفاشل ومتخلف هذا ال(علي جبار) ,حينما يحسب الامر بهكذا تسطيح وبالمناسبة نحن لا نريد ان نحمل الرجل اكثر من طاقته فهذه السطحية في التفكير هي حدود امكانياته الفكرية والفنية فالرجل على مايبدو انه متعب جداً جداً جداً فقد ارهقته سفرة اوزبكستان حيث ان الجو في طاشقند على مايبدو لم يلائمه لذلك نراه يتلعثم بكلامه فقد ارهقه العمل بعدما عاد من اوزبكستان فقد كان رئيساً لوفد منتخب شباب العراق وبرفقه كامل زغير عضو الاتحاد ايضاً في معسكر منتخب الشباب .ثم ان الرجل يستعد هذه الايام لحزم حقائبه لمرافقة وفد منتخب الشباب المشارك في نهائيات كأس العالم والتي ستقام في تركيا مع بقية اعضاء اتحاد الكرة ,يبدو ان الرجل لم يعد يطيق الجو الحار في العراق فقد تعود ان يصيف في شواطيء طاشقند ومن ثم يكمل الصيف في شواطيء انطاليا ,كل هذه المهام ملقاة على عاتق ال(علي جبار ) هذا وهو لا يفقه من الامر شيئاً فالرجل لم يحسن النطق بالعربية فكيف سيتدبر الامر هناك في شواطيء تركيا (الله يعلم اين يضع رسالته) .
انه مشهد يدعو للقرف والاشمئزاز ان تكون شخصية بمستوى (علي جبار) تبرر للجمهور العراقي اسباب خروجنا من تصفيات كأس العالم . لانعرف ماذا نقول سوى (ربنا لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف بنا )
[email protected]
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2