حجم النص
في سويسرا أربع لغات وطنيّة معترف بها، وهي الألمانيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والرومانش [اللّغة اللاتينية القديمة]، أمّا اللّغات الأخرى، فتأتي الّلغة الإنكليزية في طليعتها.
وتضاعف عدد المقبلين على تعلّم اللّغة العربيّة في سويسرا في الأعوام الأخيرة، من مختلف الفئات العمريّة، ويعود ذلك، بحسب البعض، إلى استقرار العائلات والجاليات العربيّة في المدن السويسريّة، ومساهمتهم في المجتمع هناك في مختلف الميادين، كذلك اعتناق الدّين الإسلامي من قِبَل آلاف الغربيّين، وحبّ اكتشاف هذا الدّين من قبل الكثيرين.
و"ربّ ضارةٍ نافعة"، حسب المثل المعروف، فبعد أحداث أيلول 2001 في الولايات المتحدة، زاد إقبال السويسريّين على تعلّم لغة الضادّ، وهذا ما تنبئ به الأرقام المتزايدة للطلاب في أقسام اللّغة العربيّة في الجامعات السويسريّة.
وقلّما تخلو مدينة سويسريّة من مركز ثقافيّ أو جمعيّة تقوم بتنظيم دروس في اللّغة العربيّة وثقافتها وتاريخها، ويقول مدرّسون عرب في المدارس والجامعات السويسريّة، إنّ من بين المقبلين على تعلّم اللّغة العربيّة، متقاعدين ومتقاعدات سويسريّين يسافرون دوماً إلى البلاد العربيّة، وهم بحاجة إلى لغة الضادّ للتعرّف أكثر إلى طبيعة المجتمع العربي وأنماطه، إضافةً إلى الشبّان الذين أسلموا حديثاً، فهم يتعلّمون العربيّة لأجل التعرّف جيّداً إلى القرآن الكريم.
كذلك النّساء المتزوّجات من أزواج عرب، وطلاب معاهد اجتماعيّة وغيرهم، ويقول أستاذ جامعيّ في جامعة "جنيف"، إنّ الإقبال ممتاز على كليّة الآداب، وتحديداً في قسم اللّغة العربيّة والحضارة الإسلاميّة، وهناك موظّفون في المصارف السويسريّة على تواصل مع مصارف في العالم العربيّ، لذا هم يقبلون على تعلّمها.
ويواجه المقبلون على تعلّم العربيّة صعوبة كبيرة في البداية، بحكم الفروقات اللّغوية الكبيرة بينها وبين اللّغات الأخرى، فهناك حروف كالعين والقاف والحاء غير موجودة في العائلة اللّغويّة اللاتينية، كما أنّ مخارج الحروف العربيّة تختلف عن غيرها.. ويستطيع الخرّيجون بالشّهادات باللّغة العربيّة العمل في أقسام الخارجيّة السويسريّة، أو الالتحاق باللّجنة الدوليّة للصّليب الأحمر، أو منظّمات دوليّة على تواصل مع العالم العربي.
وبحسب المراقبين، فإنّ مستقبل اللّغة العربيّة مشرق وكبير في سويسرا وغيرها، في وقت بات التواصل العالميّ لا يقف عند هدف الحدود، بل باتت الحدود تتهاوى يوماً بعد يوم، ووظيفة اللّغات العمل على التّواصل الحيّ والفاعل والحضاريّ والإنسانيّ...