حجم النص
تحت شعار "دائرة المعارف الحسينية منهجية رائعة تفتح آفاق الباحثين" عقدت رابطة شعراء ورواديد المنبر الحسيني وبالتنسيق مع المركز الحسيني للدراسات بلندن في السادس من شهر تموز يوليو 2012م ندوة ثقافية حوارية عامة في قاعة مديرية تربية الخالص في محافظة ديالى، تناول فيها موفد الموسوعة الحسينية إلى العراق الدكتور نضير الخزرجي المنهجية في دائرة المعارف الحسينية وركَّز على مفهوم الخلود المزدوج في النهضة الحسينية.
وقال الدكتور الخزرجي في كلمته أن الخلود في صورته الأولى هو ما يتعلق بشخص الإمام الحسين(ع)، والثاني هو الخاص بالذي يعمل في الحقل الحسيني من باحث وكاتب وخطيب وشاعر ومؤلف وسادن وغيرهم، فالدماء التي أريقت على تربة كربلاء عام 61هـ هي التي انتصرت على السيف الذي حزَّ رأس الحسين(ع) وإن كان مشهد المعركة يحكي عن الانتصار الآني للجيش الأموي، لكن قيم الإسلام التي حملها الإمام الحسين(ع) ودافع عنها لصالح الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء هي التي بسطت نفوذها، وكان لسان حال الواقعة قول الخطيب الشاعر الدكتور أحمد الوائلي المتوفى عام 2003م:
ظنوا بأن قتل الحسينَ يزيدُهم ... لكنَّما قتل الحسينُ يزيدا
وصدق الشاعر الكربلائي علي محمد الحائري المتوفى عام 1999م:
كذب الموت فالحسين مخلد ... كلما أخلق الزمان ذكره يتجدد
ورأى رئيس وفد دائرة المعارف الحسينية أن لخلود ذكر الحسين(ع) وقيمه الإسلامية الإنسانية نوافذ كثيرة، ومنها الاستنان بسنته(ع) والعمل بمقتضى حركته الرسالية، وللأدباء والشعراء والخطباء والمداحين ونظرائهم الدور الكبير في نشر قيم الإسلام وتعاليمه التي استشهد من أجلها الإمام الحسين(ع)، وهذا هو الجانب الأول من عملة الخلود، أما الجانب الثاني فهو تخليد الداعين إلى خلود ذكر الحسين(ع) وأهدافه، وهو ما يغفل عنه عدد غير قليل من الكتاب والباحثين، لكن الدكتور محمد صادق الكرباسي في الموسوعة الحسينية، اهتم بهذا الجانب بشكل ملفت للنظر، فتعهد بأن يمد سبل الحياة إلى الذين خدموا النهضة الحسينية، الأحياء منهم والأموات، من خلال إفراد تراجم وسير ذاتية للخطباء والشعراء والمؤلفين والمداحين والمشاريع الحسينية المتنوعة في أنحاء العالم، وغير ذلك، لاعتقاده الجازم أن الذين ينصرون النهضة الحسينية وينتصرون لقيم الإسلام وتعاليمه، ولو بشطر كلمة أو بصدر بيت أو عجزه، لهم المكانة الرفيعة ومن حقهم أن يُخلَّدوا على صفحات الكتب وخارجها، وهذا ما جاء عمليا في أبواب عدة من أبواب الموسوعة الحسينية الستين، من قبيل باب معجم خطباء المنبر الحسيني، ومعجم الشعراء الناظمين في الحسين، ومعجم المشاريع الحسينية، وأمثالها.
الندوة الثقافية التي افتتحت بقراءة آي من القرآن الكريم تلاها المقرئ حسن محمد هادي جاسم السعدي، تصدرتها كلمة نائب رئيس مجلس محافظة ديالى السيد صادق جعفر الحسيني التي أثنى فيها على أدباء ديالى بعامة وأدباء الخالص على وجه الخصوص، ولاسيما الشعراء والرواديد والمداحين الذين لهم الدور الكبير في استنهاض الهمم من أجل التواصل مع النهضة الحسينية وقيمها الإنسانية الخالدة، من أمثال الشاعر الشهيد السيد جعفر عبد الله محمد الحسيني، والشاعر قيس عبد الكافي حسين، وغيرهما.
وأكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى، أنه ربما إذا تطرقنا إلى الموسوعة الحسينية سيقال أن حديثنا هو من باب المبالغة، ولكنها حقيقة قائمة حيث بلغت أعداد الموسوعة نحو 700 مجلد مخطوط وطبع منها 77 مجلداً، وهي بذلك فاقت الموسوعات الكبرى مثل موسوعة بحار الأنوار في 110 أجزاء، وبذلك فإن دائرة المعارف الحسينية ستكون معجزة العصر ولاسيما وأنها تتحدث في أحد أبوابها عن فلسفة الحسين وفلسفة محمد وأهل بيته الطاهرين حيث وصل الحسين(ع) بعدالته إلى إنسانية الإنسان.
الشاعر نعمان سلمان الربيعي الذي أدار الندوة أوضح في كلمة له باسم رابطة شعراء ورواديد المنبر الحسيني المراحل الأولى للرابطة التي تأسست عام 2009م على يد الشاعر الحسيني المرحوم الأستاذ سعيد الجواري حيث رفعت شعار "قلم واحد صوت واحد على طريق الحسين"، منوهاً إلى دور الرابطة في رفد المدن والأقضية في ديالى بالرواديد والمداحين والقصائد الشعرية في المناسبات الدينية العامة والخاصة وبالذات في شهر محرم الحرام لإحياء تعاليم النهضة الحسينية.
من جانبه قال الشيخ أياد الزركوشي منسق الحوزة العلمية في الخالص أن هناك ارتباطاً بين حركة الإمام الحسين(ع) وحركة المهدي المنتظر(ع) الذي سيحقق الهدف الإسلامي المتكامل الذي نهض من أجله الإمام الحسين(ع)، داعياً إلى إصلاح النفس والمجتمع لنكون من المساهمين في حركة الحسين(ع) والممهدين لقيام الإمام المهدي(ع) وتحقيق دولته المنشودة القائمة على العدل والقسط.
كلمة الختام كانت لعضو الوفد الزائر من المملكة المتحدة الدكتور عباس الإمامي أشار فيها إلى بعض القواسم المشتركة بين النهضة الحسينية والحركة المهدوية، مؤكداً على أهمية الإلتزام بالنهج الحسيني القادر على تحقيق الوحدة الإسلامية في العراق وغيره من البلدان، عبر الإلتزام بالقيم التي جاهد من أجلها الإمام الحسين(ع)، مشدداً على دور الشباب في تحمل رسالة الحسين(ع) على طريق نشر الفضيلة ورفض الظلم، داعياً إلى إقامة ندوات دورية من وحي النهضة الحسينية وأهدافها السامية لتهيئة جيل الشباب فكريا وعقائديا على تحمل المسؤولية لقيادة الأمة، مثنيا على مدينة الخالص التي أنجبت شخصيات لها وزنها العلمي والأكاديمي والإجتماعي والسياسي أمثال العلامة اللغوي الأستاذ مصطفى جواد مصطفى البياتي المتوفى عام 1969م، وأستاذ القانون الدولي الدكتور عبد الحسن هادي السعدي المقيم حاليا في لندن.
وفي ختام الندوة أجاب رئيس وفد الموسوعة الحسينية على عدد من أسئلة الحاضرين مسلطاً الضوء على جوانب من دائرة المعارف الحسينية وعمل المؤلف الدكتور الكرباسي فيها، كما ألقيت في الندوة قصائد عدة من الفصحى والدارج، فكانت الأولى للعميد المتقاعد الشاعر عباس فاضل الطائي، والأخيرة للشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبِّين ألقاها بالنيابة الدكتور حسين أبو سعود، وبينهما قصائد للشاعر نعمان التميمي، وسجاد قدوري وهو من الشعراء الموهوبين الذي حاز على الجائزة الأولى للمسابقات الشعرية على مستوى مدارس العراق، والشاعر باقر موسى الزبيدي (باقر الباقر)، وجاسم علوان خلف ياسين الخفاجي (أبو علي الخفاجي).
وكان نائب رئيس مجلس محافظة ديالى السيد صادق جعفر الحسيني وبحضور مدير تربية الخالص السيد صلاح الحسيني قد استقبل في مكتبه، الدكتور نضير الخزرجي والوفد المرافق له، وجرى في اللقاء السبل الكفيلة لشد لُحمة الشعب العراقي وبخاصة في محافظة ديالى ذات التكوين الجماهيري المتعدد، كما استمع الوفد إلى الجهود التي يبذلها النائب في توحيد صفوف سكان المحافظة ونزع فتيل الإحتراب الطائفي القادم من خارج الحدود، وتأليف القلوب على حب الوطن والدفاع عنه بما فيه رضا الله وصلاح الناس كما هي رسالة الإمام الحسين(ع) المتصلة برسالة النبي محمد(ص) هادي الأمة ومنقذ البشرية.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- في بيئة غير مثالية وبسبب الهجرة العشوائية: كربلاء تستقبل (12) الف طالب من خارج المحافظة وتحتاج الى بناء (400) مدرسة جديدة