حجم النص
الذين يقتلون مقهورين في الحروب ، وفي النزاعات الداخلية والخارجية ويدفع بهم الحاكم ليكونوا جنوداً يساقون كالقطيع ، فتأخذهم المعارك ليكونوا أشلاءاً تمزقهم الوحوش أو يطمرون في الخنادق ، أو تحت التراب دون أن يشعر بهم أحد أو يذكرهم أحد . هؤلاء كالخرفان لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة ، الآلاف يموتون ، تفتك بهم الأمراض والأوبئة ، والملايين عبر تاريخ البشرية الحافل بالدكتاتوريات المقيتة ، بإرادتهم أو بالإكراه يمضون راغمين خائفين ، يبادون بالأسلحة التقليدية والحديثة ، والمحرمة حتى..
هناك من يقتل بطرق شتى وكلها تحت ظل السلطة القاهرة ، وهم بشر مظلومون لكن الله لا يقيم لهم وزناً حتى لو غفر لهم ضعفهم وقلة حيلتهم ، فهو يأمرهم في الغالب أن يهاجروا من الأرض التي يقع فيها ظلم عظيم ، ويقول ,(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة)..
في المقابل أحصى التاريخ قوة الإرادة وقهر الذات لدى من آختارهم وآصطفاهم من عباده ليقفوا في وجه الطغيان والانحراف ، ومنهم من إرتضى دخول السجن ، أوأن يعلق على المشانق ، أو يعدم بالرصاص أو أن توضع في جيب قميصه قنبلة تنفجر فيه وهو مقيد ومعصوب العينين.
أعدم نظام صدام حسين مئات آلاف الابرياء ومنهم من وقف بوجهه من علماء دين وفلاسفة وضباط وجنود وأطباء ومهندسين وعمال وفلاحين ومثقفين وحتى وزراء إعترضوا على سياساته الحمقاء . أعدم نظام ستالين عشرات آلاف من المواطنين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومن الناس من تحدى الطغيان في أصقاع روسيا وثلوج سيبريا، عدا عن الذين انتحروا من شعراء وكتاب ومثقفين حين لم يجدوا متنفساً.
واحد من العلماء المسلمين ، وكنت أتحدث عن الإنسان الخروف ,ذكّرني أحد الجلساء أن هذا العالم وصف البشر الذين لا يملكون الإرادة ويستسلمون لسلطة الحاكم الجائر بأنهم كالأغنام تساق في قطيع ذلك الحاكم ويكون مصيرها الذبح فيما بعد .
إنسقت لكتابة هذا المقال بعد أن عصفت في رأسي أخبار القتل حول العالم . في السودان والصومال واليمن ومصر وسوريا وفي بلدان من آسيا وأوربا وأمريكا وسواها من بلاد المعمورة التي شهدت الموت والقهر والإعاقة والجوع والاغتصاب ، واشكالاً من الجرائم . يدفع الناس دفعاً الى القتل كما يجر الخروف الى المذبح . لتحزّ أوردته بسكين باشط ثم يسلخ .
ما أبشع أن يكون الإنسان الضعيف المنقاد في حال يشبه حال الخروف ، وكلاهما ضحية ، لكن الفرق أن الإنسان يملك إرادة وقوة عطلها بآختياره ، بينما الخروف لا يملك شيئاً.
أقرأ ايضاً
- كيف تكفي 10 دولارات احتياجات المواطن؟
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات