أكثر من قرن مر على طباعة الصحف في العراق وكلنا يعرف بائع الصحف .. قد نجده جالسا وأمامه الصحف المتنوعة أو متجولا بين السيارات .. عمل بائع الصحف بات لا يختلف عن عمل بائع الخضروات والفواكه .. يطالبونه بأخر الإخبار (بضاعته الطازجه) وهنا نشير الى بائع الصحف الباسل ، من منا لا يعرفه وكم واحد منا صادف بائع صحف في طريقه , كيف ننظر له وما حكمنا عليه؟ البعض يجده متطفلا .. هل سألناه لماذا امتهن هذا البائع هذه الوظيفة وما هي وظيفته الأصلية .. في وقت النظام البائد هناك شعراء وأدباء تركوا عملهم ليعملوا بهذه الوظيفة منهم من قال أن القصة لم تجلب لي سوى الشهرة وما احتاجه انا هو المال .. المشكلة أن البعض من هؤلاء أصبحوا في أمر يصعب النظر فيه .. فمع تطور الصحف الالكترونية توقف رزقهم .. وأصبح دخلهم لا يكفي وايضا هناك أطفال صغار يحملون بيدهم صحف يوميه . نجدهم قد اضطروا لترك الدراسة لطلب لقمة العيش .. يجب أن ننظر جميعنا لمستقبل هؤلاء ... ومن الجميل أن نرى أطفالنا وشبابنا يشغلون أنفسهم بأمور مفيدة ويتعلمون الاعتماد على النفس .. كما اعلم أن في بعض الدول الأوربية نجد الأطفال يمتهنون في مواسم العطل هذه المهنة ويقومون بتوزيع الصحف أليوميه والغرض هو كسب دخل لهم ومن ناحية أخرى قضاء ألعطله بفائدة ..بائع الصحف يتميز بأغلب الأحيان بروحه ألمرحه فنراه يضحك محاولا تغطية الحزن الذي بداخله ..لبائع الصحف أصبح زبائن يراهم كل يوم ونجده الأب والأخ والصديق .. مشاعره النبيلة تجعلنا نشعر بالفرح وكلماته تجعلنا نشعر بالأمل . هناك بائعو صحف أصبحوا مخضرمين واسمهم ارتبط منذ الصغر بهذه ألمهنه وأصبحت جزء كبير من حياتهم .. مهنة بائع الصحف مهنه محترمه رغم نظرة المجتمع السلبية في بعض الأحيان .. بائع الصحف كان قبل ولا يزال ألان للبعض شيء مهم بالمجتمع .. قرأت في بعض المواقع بعض الناس ينصحون هؤلاء بتغيير مهنتهم هل هذا معقول وهل سيتقبل البعض هكذا طلب . نحن لا نعلم أطفالنا لماذا يجب أن يعملون الأهم عندنا هو كسب المال . استغلال الأطفال بات ظاهره حضاريه عندنا وسمه لا يمكن سرقتها منا .. ألصحافه الورقية أصبح سوقها ليس مثل قبل .. ماذا عن من يعمل بها وكيف هو رزقه .. كم هو لئيم هذا الفقر .. كم احزن الكثيرين .. نتمنى من المؤسسات التي توزع إصداراتها على الدوام أن تلتفت لهؤلاء الفئة من المجتمع فهم جزء لا يتجزأ منه .نطلب من الله عز وجل ان يرحمهم برحمته الواسعة تمت