اللامبالاة كلمة استوقفتني وأشعرتني إن الهمس والحديث حول الشباب ودورهم في الحياة والمجتمع ينبغي أن يتجاوز ذلك إلى مرحلة الحوار الواقعي بين المسؤولين والشباب، فالشباب يبحث عمّن يصغي إليه ويتفاعل معه، ويساعده على تحديد أهدافه ورسمها خطوة بخطوة ليصلَ إلى ما يسعى إليه لتحقيق أمانيهِ المستقبلية دون تسرع واندفاع جارف، بدلاً من توجيه اللوم وأصابع الاتهام.
وحيثما المجتمعات المتقدمة تنفق كثيراً من المال والجهد من أجل الاستفادة من طاقات شبابها، وتخطط لتفعيل دورهم ومحاولة القضاء على البطالة لديهم بشتى الوسائل، يتكرر الحديث لدينا عن سلبيات شبابنا وعدم اهتمامهم أو لامبالاتهم، فنسمع أحياناً من يقول: \"اتركوهم فإنهم يحتاجون إلى الترفيه والاستمتاع بحياتهم، أو دعوا الشباب يمارسون هواياتهم، وسيأتي اليوم الذي يشاركون بالعمل أو يلتحمون بمشاغل الحياة\".
المشكلة في شبابنا أن بعضهم أصبح أكثر تعلقاً بمتابعة الرياضة والترفيه فضلا الى نزوح البعض عن منظومة الأخلاق الدينية، ومتابعة القنوات الفضائية المغايرة دون التركيز على ما يعمل على خدمتهم، وهذا ما تطلبَ حضورا للتخطيط الواعي للمستقبل، وذلك لاختصار الوقت والجهد وعدم إهدار الحياة في الدراسة أو العمل بوظائف لا تناسبهم، فيما يكون التخطيط للمستقبل بتحديد الدراسة التي تناسب طموح الشاب وإمكانياته وطاقاته، ليتمكن بعد تخرجه من العمل في البيئة التي طالما أراد العمل والإبداع فيها وأراد أن يضيف إليها، فتحقيق الطموح وتحديد الوجهة السليمة يسهم في إكمال التفوق الميداني والتميز والعمل الاجتماعي في الحياة لرسم توجهات الشباب نحو المستقبل المدروس وهذا بحاجة الى جديةٍ ومثابرةٍ وحرصٍ وإخلاص.