مع الكبت الثقافي والمعرفي الذي مورس بحق العراقيين إبان حكم النظام البائد والتي تعد فترة مظلمة بكل المقاييس والمعايير المعروفة ، تراجع فيها الخط البياني للمستوى الثقافي العام للبلد الى مستويات دنيا قياسا بالفترة التي تسلم فيها ذلك النظام مقاليد الحكم والتي ربما كانت بتخطيط استراتيجي مسبق من قبل قوى عالمية معينة ، كان لابد من التفكير جديا بتفجير ثورة ثقافية معلوماتية عارمة تجتاح العراق بل دول العالم اجمع تأخذ بنظر الاعتبار الغزو الثقافي الالكتروني العالمي الهائل الذي يحمل بين طياته أجندة تهدف إلى نخر الجسد الإسلامي المرتكز على أسس الدولة المدنية المتحضرة التي أرسى دعائمها نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم ومهدها اهل بيته الأطهار عليهم السلام، فكان مهرجان ربيع الشهادة الذي اخذ صبغة عالمية سريعة فاقت كل التصورات والتوقعات كونه ارتكز اولا على مسالة في غاية الأهمية ، ألا وهي القضية الحسينية الخالدة ، والأمر الآخر الكيفية التي تعامل بها في التصدي لتلك القضية التي لاتهم فئة او شعبا معينا فحسب بل تستهدف كل الفئات وجميع الشرائح المجتمعية والثقافات المختلفة في كل زمان ومكان مراعيا في الوقت نفسه التطور الإعلامي المستند على التكنولوجيا الهائلة والثروة المعلوماتية التي تقاس بها الآن مديات تطور الشعوب متغلبة على الثروة الصناعية ، ان اقامة مهرجانات كمهرجان ربيع الشهادة العالمي بحلته السابعة في هذه الظروف التي يمر بها البلد ربما تكون مسارا مهما لانتعاش الثقافة العراقية من جديد خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار حجم وعظمة القضية المتصداة ، يستحق من قبل الخيرين تكاتفا وتعاونا في سبيل إرجاع الخط البياني المعرفي والثقافي العراقي الى سابق عهده مع طموح اكبر.