- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق يرسم خارطة طريق جديدة لسياسة النقل في العالم
يعتبر موقع العراق الجغرافي أهم عقدة مواصلات في العالم وظهرت فكرة وضع ستراتيجية جديدة للنقل من خلال استثمار موقع العراق الجغرافي منذ أكثر من عشرة سنوات وتركزت هذه الفكرة على استحداث ميناء متطور يخدم الاستراتيجية الجديدة للنقل بين شمال العالم وجنوبه وذلك باعتماد أسلوب النقل المتعدد الوسائط (النقل المتكامل) مع اعتماد اتفاقيات نظم العبور (الترانسيت) أي أن البضائع المصدرة من شمال أوربا وموانئ البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود تفرغ من الموانئ السورية واللبنانية والتركية وتنقل عن طريق البر والسكك الحديد (القناة الجافة ) إلى الموانئ العراقية ومن ثم إلى المقاصد النهائية في العالم وبالعكس.
لم يكن هناك اهتمام كبير لتنفيذ الفكرة من قبل النظام البائد وبسبب انشغاله بالحروب مع دول الجوار ولكن آفاق العراق الجديد والذي يتبنى سياسة اقتصادية تعتمد على الحرية الاقتصادية وتطبيق آلية السوق وحرية التبادل التجاري والسماح بالتعاون مع الشركات العربية والأجنبية وتشجيع الاستثمار الأجنبي ولتخفيف العبئ الكبير على القطاع العام في مختلف الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والخدمية وإعطاء الاستثمار دوراً متميزاً بالمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعي ومنحه حرية تأسيس المشاريع الكبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية حفّز كبرى الشركات الاستثمارية بطرح مشروع ميناء الفاو الكبير.
-ان ميناء الفاو الكبير ضرورة حتمية للعراقيين بشكل خاص وللعالم بشكل عام، والتأخير في انجاز المشروع سيفتح المجال أمام دول الجوار بتسيير مشاريع مماثلة وبالتالي إفشال تحقيق الأهداف التي من اجلها أنشأ المشروع.
-من الواضح ان هناك رغبة واسعة لدى شركات الاستثمار العالمية في المشاركة بهذا المشروع العملاق.
-في الماضي والحاضر المسؤولون العراقيون مهتمون بشكل بالغ أن يكون لهم دور في تحقيق المشروع العملاق.
-ظهور رؤى متعددة لكيفية إنشاء الميناء وكلها تصب في هدف واحد وهو تحسين خطة النقل الشامل في العراق.
مشروع القناة الجافة الحصري في الموانئ العراقية اي عدم اعطاء اي ربط سككي لايران او لدول الخليج لان الموانئ العراقية محدودة الاعماق كونها غير واقعة على الخليج العربي مباشرة كما هو الحال لايران ودول الخليج
فالربط السككي سيضر بالموانئ العراقية بشكل كبير والحفاظ بالحصرية للموانئ العراقية يجعل القناة الجافة العراقية تنافس قناة السويس لانها ستكون الاقصر والارخص والامن (لتجنبها مناطق قرصنة الصومال) لنقل البضائع من جنوب العالم الى شماله وبالعكس
مع اخذ بنظر الاعتبار ربط خط سككي موصل دهوك زاحو تركيا وتجنب مرور القناة الجافة في سوريا لان الاخيرة تفرض تعرفة عالية حاليا لمرور القطارات في اراضيها للمسافة البالغة حوالي 80 كم فقط وايضا تجنب روتين داخل الاراضي السورية واختصارا للزمن وتقليل كلف النقل
وبذلك يكون العراق قد رسم خارطة طريق جديد لسياسة النقل في العالم انطلاق من موانئه وعبر القناة الجافة الى اوربا وبالعكس وسينافس قناة السويس
اذا ما حافظنا على حصرية القناة الجافة بالموانئ العراقية دون اعطاء اي ربط سككي لايران او دول الخليج العربي