- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إشكالية التأثر والتأثير لقراءة الإسلام عند الغرب
أيدلوجية الإسلام إحدى أهم الإشكاليات المطروحة في وجه حوار إسلامي – غربي، نظراً لقصور فهم الغرب للإسلام، الذي ساهمت فيه عوامل متعددة، وأذكته القراءة بالحديث عن حتمية الصِدام بين الحضارات.
ومن هنا تأتي أهمية هذه الإشكالية لا في موضوعها الحيوي ولا في أسلوبها التحليلي التوثيقي فحسب، بل بغية إرساء قواعد السلم والتعايش والتفاهم لخدمة الحضارة الإنسانية، لذلك فإن نشر ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) سيساهم في إزالة رواسب سوء الفهم التي خلفتها بعض القراءات الخاطئة للإسلام وثقافته..
والحديث عن غياب الموضوعية في القراءة الاستشراقية للإسلام وبروز عوامل التحيز، يرجع الى مجموعة عوامل منها، خضوع المستشرق لرؤيته الذاتية ولأهوائهِ أو اطلاعه على يشتهيه وابتعاده عن الفكر المحمدي الأصل وتعاليمه، مما نتج عنه تصورات غير موضوعية عن الإسلام، إذ مهما كان المستشرق متعاطفاً مع الإسلام والمسلمين، فإن خضوعه للذاتية أدى إلى ظهور رؤى استشراقية خيالية لا تتفق مع الواقع الإسلامي للدين، حيث أن الاستشراق لم يصل في الماضي إلى فهم جيد للإسلام كدين وحضارة، ولن يتمكن من ذلك في الحاضر والمستقبل..
والمحور الآخر هو التمايز بين هويات الأمم والشعوب من حيث النشأة وأنماط السلوك واللغات والتقاليد والقيم الحاكمة والمنجزات الحضارية، لا يعنى بحال من الأحوال أن هويات الحضارات تتشكل في معامل معقمة بعيدا عن التواصل والتأثر بهويات وقيم الحضارات الأخرى.
والحضارة الإسلامية التي شكلت هويتها وشخصيتها المميزة لها من خلال العديد من التفاعلات الثقافية والقيمية والحضارية التي صُهرت في بوتقة التاريخ والجغرافيا فأخرجت لنا مولوداً جديداً أسمه الشعوب والأمم الإسلامية، فتكون الهوية الإسلامية ممر عبر استيعاب هويات الشعوب والأمم التي داخلها الإسلام وتفاعل معها فأخرج للوجود هوية جديدة تجمع بين حضارات هذه الشعوب ومنظومة القيم الإسلامية.
والتداخل بين الهويات الثقافية والحضارية بين سائر الأمم حقيقة لا يقوى أحد من الباحثين على إنكارها والتغاضي عنها، ويبقى السؤال: إذا كانت هذه حقائق حضارية جلية وواضحة كالشمس في رابعة النهار، فلماذا برزت للساحة الإعلامية والثقافية ما يعرف اليوم بصراع الهويات؟؟ الذي يفترض وجود حدود مانعة فاصلة تحول دون التأثير المتبادل بين الحضارات والهويات، وهذا يقودنا في النهاية الى ما يُعرف بسياسية العزل الحضاري التي دعا لها المؤلف الأمريكي المعروف صامويل هنتغتون بـ” صراع الحضارات”..
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- دور الاسرة في تعزيز الوعي بالقانون عند افرادها