طمأنت ادارة المستشفى البيطري في محافظة كربلاء المقدسة المواطنين بأن لا مخاطر على حياة الانسان من مرض الحمى القلاعية الذي اصاب عدد من الحيوانات في العراق، مؤكدة على ان المرض مستوطن في العراق منذ (88) عاما، واخر مرة ظهرت الاصابات في العراق كانت في العام (2019) وتم احتوائها والسيطرة عليها.

واكد مدير المستشفى البيطري في كربلاء المقدسة الدكتور " وسام عبد الرسول الجابري" في تصريح لوكالة نون الخبرية اننا" من خلالكم نطمئن المواطنين العراقيين عموما واهالي كربلاء المقدسة خصوصا ان مرض الحمى القلاعية هو الامراض الانتقالية كونه مرض ينتقل من حيوان الى آخر، ولا يمكن ان ينتقل الى الانسان، لذلك نطمئن المواطن ان ما اشيع في صفحات التواصل الاجتماعي انه يصيب الانسان واطلقت عليه تسميات كثيرة، ونحن نؤكد انه مرض لا يدعو الى القلق، ولدينا في محافظة كربلاء خطة احترازية وقائية، ووزارة الزراعة ودائرة البيطرة على دراية تامة بهذا المرض ولديها خطة واضحة وكاملة لاحتوائه، كونه لا يعتبر مرض وافد او جديد بل هو مرض مستوطن في العراق منذ (88) عاما، وكانت الكثير من الفورات المرضية قد ظهرت سابقا لهذا المرض على مدى التاريخ في العراق، وآخرها كان عام (2019) وتم احتوائه ولم ينتشر في العراق، لكن في هذه السنة لاحظنا تهويل كبير بأنه مرض قاتل واخطر من فايروس كورونا، او سمي بالطاعون وغيرها من الامراض، وجميع تلك المعلومات خاطئة وغير صحيحة ولا دقيقة ولا علمية".

واضاف الجابري ان " المرض يمكن السيطرة عليه واحتواء هذه الفورة المرضية بتنفيذ اجراءات احترازية اهمها حجر الحيوانات المصابة في هذه البؤرة، واجراء ممكن اتخاذه في محافظة كربلاء المقدسة، عبر تقييد حركة الحيوانات من والى داخل بؤرة الاصابة، كما يمكن احتواء المرض بالعلاج وتوفير اللقاحات اللازمة، ونطمئن المواطن ومربي الحيوانات ان اللقاح موجود في المستشفى البيطري بمحافظة كربلاء المقدسة وباقي المستوصفات"، بالاضافة الى " العلاجات والادوية الاخرى والمعقمات المتوفرة في المستوصفات، وننصح المواطن او المربي بشكل خاص في حال وجود اي علامات مرضية او اي اشعار مرضي لدى الحيوانات توجد لديهم القيام بإبلاغ اقرب سلطة او مستشفى او مستوصف بيطري في كربلاء المقدسة ليتم اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة"، مستدركا بالقول "يمكن للمرض ان يتعدى بعد (14) يوما وهي مدة حضانة الفايروس، كما لدينا تعاون تام مع الحكومة المحلية في محافظة كربلاء ادى الى انشاء غرفة عمليات مشتركة مع الدوائر المعنية لاحتواء هذا المرض، وبعد ظهور حالات الوباء منع دخول الحيوانات من المحافظات الموبوءة وهي العاصمة بغداد وبابل لمنع انتقال المرض الى المحافظة، عبر نقل تلك الحيوانات المصابة من والى داخل محافظة كربلاء المقدسة، وكذلك تفعيل السيطرة على عمليات الجزر في المحافظة واجراء عمليات التعقيم الدوري في المجازر والحقول والمراعي، وكذلك من ضمن الاجراءات الاحترازية تشكيل غرفة عمليات من دوائر الزراعة والصحة والبيئة ومعها قيادة عمليات كربلاء وقيادة شرطتها المستمرين بالتواصل لاحتواء هذا المرض وداعمة لجهودنا في السيطرة عليه، وفي حال جزر الحيوان الحامل للفايروس فان الفايروس سيكون موجود داخل اللحوم، وبمجرد تجميدها او تركها لفترة تستطيع اللحوم نفسها القضاء على الفايروس، ومنها نطمئن المواطن ان اللحوم المجمدة او المحلية لا تنقل الفايروس في حال طبخها او تجميدها".

من جانبه قال مسؤول الشعبة الفنية في المستشفى البيطري بمحافظة كربلاء الدكتور " حسن رياض عبد الرزاق" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" الآونة الاخيرة شهدت انتشار اخبار على مواقع التواصل الاجتماعي عن مرض الحمى القلاعية، ومشاكله وتأثيراته، وهو بالحقيقية مرض فايروسي يصيب الحيوانات، وهو مرض مستوطن في العراق منذ العام (1937)، ولدينا في دائرة البيطرة بمحافظة كربلاء المقدسة حملات تلقيح ضد هذا المرض بصورة دورية كل ستة اشهر، وخلال العام الواحد تلقح الحيوانات بهذا اللقاح بأصنافه وبصورة معتبرة ومسجل ومفحوص من شركات عالمية معروفة ويؤدي الى نتائج جيدة"، مشيرا الى ان" اكثر الحيوانات التي اصيبت هي التي لم يلقحها اصحابها بهذا اللقاح، او كانت ممتنعة ولم يصلها اللقاح، وهذا السبب هو من ادى الى هلاك الحيوانات، لان الحيوان الذي تلقى التلقيح لا تتسبب الاصابة في هلاكه، حيث تكون الهلاكات في الاعمار الصغيرة اكثر من الكبيرة".
واضاف" شاهدنا الكثير من القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي تذكر ان المرض ينتقل الى الانسان من الحيوان، وصحيح ان مرض الحمى القلاعية مشترك بين الانسان والحيوان، لكن نسبة اصابة الانسان بهذا المرض قليلة جدا وبسيطة ولا تشبه الامراض الفتاكة التي نخشاها، ومن الاسباب التي يصاب بها الانسان شرب الحليب بشكل مباشر دون "بسترة"، او الاحتكاك بالحيوان بشكل مباشر فيصاب بأعراض بسيطة مثل الصداع او الحمى ويشفى خلال ايام، وهذا المرض يؤثر بشكل كبير على الحيوانات وينتقل بينها بسرعة عبر الهواء، ومنها يؤثر على اقتصاد الثروة الحيوانية وانتاج الحليب".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة